facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حتى نكون اكثر حضارية في التعامل مع الطريق


د.مخلد البكر
24-05-2017 03:09 PM

للطريق حق اكد عليه ديننا الحنيف في استخدامه و التعامل معه ، الا ان ما نراه في شوارعنا و طرقاتنا من ممارسات وسلوكيات يومية تجعلنا نتوقف عندها مليا، فهي مشاهدات يومية متكررة لا نملك حيالها سوى التأفف احيانا وابداء الامتعاض احيانا اخرى، ولا نكف عن الحديث عنها في جلساتنا و لقاءاتنا الاجتماعية ولكننا ما ان نستقل مركباتنا حتى نبدأ نحن انفسنا بممارسة هذه السلوكيات و التصرفات المقيتة.

فمن منا لم يشاهد مواطنا يستخدم الشارع العام في مسيره رغم وجود الرصيف ، ومن منا لم يرى النفايات تتطاير من نافذة احدى السيارات امامه رغم وجود كم كبير من الحاويات منتشرة على الطرقات .... فلماذا هذا السلوك المشين وغير الحضاري ؟؟ ... صدقا لا اعلم .. فلو وضعنا أنفسنا في مكان عامل الوطن الذي يكد ويتعب حفاظا على نظافة مدننا وشوارعنا فهل كنا سنرضى بمثل هذا السلوك؟؟؟!!!، ولماذا لا نجمع هذا النفايات في كيس خاص داخل السيارة وتضعها في أقرب حاوية عند عودتنا الى منازلنا؟؟ وماذا سيكلفنا مثل هذا الامر؟؟.

الممارسات كثيرة و المشاهدات متكررة قد لا نستطيع ان نحصرها او نحصيها، ولكنني سأحاول المرور على ابرزها من باب التذكير و المساهمة في نشر الوعي عسى ان تتلقفها اذن واعية و عين مبصرة بصيرة لتأخذ بها، و لعل من ابرز هذه السلوكيات التي تجعلني مشدوها محاولة الكثير من الشباب قطع الطريق رغم وجود جسر للمشاة على بعد امتار منه، حقا انه امر مستغرب و مستهجن ان تعرض نفسك للخطر والبديل الآمن موجود على مقربة منك ، فاذا كنا نعذر المشاة في بعض المناطق لعدم توفر جسور لهم في بعض الطرق الحيوية ، فبماذا نفسر قيام البعض بقطع الطريق بشكل خطر وجسر المشاة بجانبه تماما وانا رأيت ذلك بأم عيني غير مرة، لا بل ان مواطنين راشدين عاقلين يقومون بالقفز عن الحواجز المعدنية الموضوعة على الجزيرة الوسطية مفضلين هذا السلوك الارعن الاهوج الخطر على استخدام جسر هو موجود اصلا لخدمتهم.

اما الصلاة هذه العبادة العظيمة التي تترجم ارتباط الانسان بخالقه و تعبيره عن امتثاله لأوامر هذا الدين الحنيف و اخلاقياته فقد اصبحت مثالا صارخا على الحاق الاذى بالناس رغم علمنا بان ديننا يحث على عدم الحاق الضرر بالأخرين و رسولنا صلوات الله عليه يقول :" لا ضرر و لا ضرار" و الصلاة لن تصبح عبادة تتقرب بها الى الله و انت تضر بعباده و تلحق بهم الاذى و انت تغلق الشوارع الفرعية حيث تتواجد المساجد من اجل تأدية فريضة في المسجد مشهد يتكرر بشكل كبير في شوارعنا لا سيما في صلاة الجمعة ، فهذا الطريق ليس ملكا للمصلي بل لكل الناس و هذا الامر يلحق الضرر بالأخرين فقد تكون سيارة اسعاف تنقل حالة طارئة فتضطر للبحث عن طريق بديل لأنك اغلقت الطريق فأي اجر نلته عندما صنعت ذلك وقد تكون بتصرفك هذا اخرت مسافرا عن طائرته فحبذا لو مشينا الى المسجد بدلا من ان نصر جميعنا على الاصطفاف امام المساجد.



هذه التصرفات كما اشرت سابقا كثيرة و لكنني اشعر بحزن شديد عندما اتجه للجانب الشرقي من العاصمة عمان او اخرج الى القرى و المناطق النائية لأرى اطفالا بسن الزهور يحتلون جزء لا بأس به من الشارع اختاروه ملعبا لهم ، قد يدافع البعض عن هذا المشهد بحجة عدم توفر البديل من ملاعب و حدائق عامة ، الا انني ارى ان هذه الحجة هي تمرير لتبرير قد يودي بحياة مزيد من فلذات اكبادنا نظرا لخطورة تواجدهم طوال الوقت في الشوارع على مرمى احد المتهورين مما قد يتسبب بكارثة لا سمح الله و لعل الكثير سمع او شاهد كيف تزهق روح طفل بريء يجري خلف كرة للقدم و هو لا يعلم ان مصيره و حتفه سيكون في هذا الشارع ، فانا ارى ان عدم وجود مثل هذه المرافق الضرورية للأطفال للتعبير عن مواهبه واطلاق طاقاتهم ليست مبررا على الاطلاق لتعريض ارواحهم للخطر فاذا كانت المفاضلة بين ان يلعب الولد في الشارع لعدم وجود ملعب والا يلعب مطلقا فانا مع عدم اللعب حتى نحفظ حياة ابنائنا، فمن غير المعقول و لا بالمقبول ان نبقى نفقد هذا الكم من الاطفال بشكل شبه يومي .

واخيرا سأختم بواحدة من الممارسات التي نقوم بها و بشكل دائم وغير حضاري الا وهي العبث بالشواخص المرورية تارة للإعلان عن شقق للإيجار و غيرها و تارة اخرى لتوجيه الاقارب والاصدقاء لبيت عزاء، فليس من المعقول اخفاء شاخصة ممنوع الالتفاف من اجل ارشاد الاخرين لبيت العزاء الخاص بك و هذا المشهد منتشر بشكل كبير و في ارقى الاحياء في العاصمة عمان ، فهل هذا السلوك مقبول ؟؟؟ سؤال برسم الاجابة ، و قد لا يتوقف الامر هنا فهنالك الكثير من الشواخص المرورية التي تسرق فتترك السائق يجتهد في دخول شارع ما او معرفة مدى قانونية التفاف من عدمه ، و غيرها الكثير الكثير.

رسالتي للآباء ان اصنعوا من انفسكم قدوة لأبنائكم ، علموهم احترام القوانين والانظمة فمتى اخرجنا جيلا مؤمنا بضرورة الامتثال للقوانين ، عندها نستطيع ان نقول اننا قادرين على صنع التقدم الحضاري المرجو، فالفوضى و الفلتان وعدم الانضباط امور لا تتفق مطلقا مع الحضارة في شيء و لن تفرز مجتمعا يرنوا لمحاكاة مجتمعات آمنت بان القانون واحترامه هو بيت القصيد في التقدم العلمي والتكنولوجي والصناعي وسيادة مبدا الحرية المسؤولة ، وكما قال احدهم ان اردت ان تحكم على حضارية شعب انظر الى تعاملهم مع الطرقات.





  • 1 حارث الغويري 25-05-2017 | 03:32 PM

    مقال جميل ويلامس الواقع الذي نعيشه أحسنت في اختيار الموضوع استاذ مخلد


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :