facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جورجيا ما بين العقائدية والواقعية


اللواء المتقاعد مروان العمد
29-06-2017 02:33 PM

كنت اريد ان اكتب حول التراجيديا المضحكة المبكية التي تجري في عالمنا العربي وخاصة عن الازمة الخليجية والتسويات التي يعد لها في كل من العراق وسوريا والمحتل من ارضنا بالرغم من بعدي عن الديار وموقع الأحداث ولكن ومنذ ان حطت بنا الطائرة في مطار تبليسي وركبنا السيارة في اتجاه الفندق لم اشاهد للوهلة الاولى الا بقايا عهد الشيوعية وحكم الشعب وحزب العمال الحاكم. لم أر الا البيوت المتهالكة القديمة وبطريقة المجمعات السكنية في ابنية قد تعود الى الحقبة الستالينية. وكأن البلاد تركت على ما كانت عليه منذ الحقبة الشيوعية مساواة في الفقر.

ولكن ما ان دخلت المدينة واقمت في الفندق الفخم وهو واحد من عدد قليل من الفنادق الفخمة فيها التي قد لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة ، وما ان تجولت في شوارعها واسواقها وريفها حتى اختلفت الصورة عندي بدرجة كاملة .

اولاً لا يملك هذا البلد الا الطبيعة الخلابة الجميلة وهو في هذا يشبه غيره من البلاد الأوروبية . ولا توجد به آثار تاريخية الا بعض الكاتدرائيات القديمة المنتشرة في اعالي الجبال خاصة.

ولكن قرر هذا البلد ان يضع اسمه على قائمه الدول السياحية التي يشار لها بالبنان . فقد قام بتحويل منازله القديمة المتهالكة والتي تقع على شوارع ضيقه في مركز البلد الى مطاعم ومقاه وجلسات لمختلف الميول والمشارب. واصبحت تعج بالحركة واصوات الموسيقى الصاخبة بالرغم من ان شوارعها لا تقل سوآء عن شوارعنا ان لم يكون اسوء ولكنك في محالها تلقى الترحاب وناهيك عن الاسعار الرخيصة الى حد الخيال .

فنادقها معظمها صغيره وشعبيه ولكن وبعدان وضعت الدولة عينها على ان تصبح دوله سياحيه فقد قامت بها حركه بناء فنادق حديثه ولا زالت. اجور التنقلات فيها رخيصة جداً. شوارعها في معظمها لا زالت سيئة ولكن تلحظ بها اعاده تأهيلها وتحديثها. ويحاولون استغلال اي معلم سياحي لجذب السياح اليها.

في بلدنا يوجد الكثير من المعالم السياحية والأثرية ولكن فشلت كل الخطط لاستثمارها سياحياً ويكفي ان لدينا البتراء وجرش . في حين ان أصغر كاتدرائية هنا يتعاملون معها بكل احترام وتقديس ويفرضون عليك التعامل معها بنفس الطريقة من خلال تعاملهم معها، فيما نحن جعلنا من كنوزنا تلك مكرهه صحية ووسيلة لابتزاز السياح وحتى المواطنين اموالهم فأصبحت الإقامة لليله واحده او اثنتان في غرفه واحده في أحد فنادقنا اعلى من متوسط دخل الأسرة الأردنية شهرياً.

هنا يقولون انه لا شيء يُفقد ولا يتم العثور عليه لان المدينة كلها خاضعه للرقابة الإلكترونية المصورة من خلال كاميرات المراقبة المنتشرة في كل مكان . في حين ان وضع كميره مراقبه على احدى شوارعنا يعتبر جريمة كبرى على حقنا المقدس بارتكاب المخالفة دون مسائله قانونيه ، بل على العكس تعتبر الكاميرا هي المجرمة ويتم الحكم عليها بالإعدام وعلى الدولة بالرجم بالشتائم والمسبات .

هنا خدمة النت مجانية في اي مكان تجلس فيه وما عليك الا ان تبحث عن اشارة البث في المكان الذي تجلس فيه ، وانا اكتب مقالتي من عربه القطار الى مدينه باتومي على البحر الاسود .

قيل لنا ان عدد السياح الى جورجيا لم يكن يتجاوز المليونين قبل سنوات قليله قفز الآن ليصبح ستة ملايين وهم يسعون لمضاعفة هذا الرقم بالقريب العاجل وكانت اول خطوه تم اتخاذها بهذا الطريق هو الغاء التأشيرة المسبقة لدخول الاراضي الجورجية .

هذه انطباعاتي عن يومي اقامة في جورجيا حتى اليوم فماذا فعلنا نحن لتطوير الساحة في بلادنا والتي نملك كل مقمتها .

وهذا الذي جعلني اغير موضوع مقالتي لأتحدث عن جورجيا . فهل نحن قادرون على ان نحذو حذوها؟





  • 1 عبدالله السرحان 29-06-2017 | 05:20 PM

    باشا مقالك فيه الكثير من الدقه حول بلدنا ونتمنى ان تصل الرساله الى مسؤلينا وأتمنى لك حياه سعيده وطيبه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :