facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الذين سيسوا الدين


د. عاكف الزعبي
12-07-2017 03:21 PM

يثير التساؤل حول تسلل تيار الاسلام السياسي المعاصر الى الفكر والحياة العامة في المجتمع العربي. فالدولة التي اقامها العرب بعد الاسلام وما تلاها من دول جمعت المسلمين عرباً وغير عرب حتى نهاية الدولة العثمانية لم تعرف غير الحكم المدني في ادارة الدولة والمجتمع. وظل شيوخ الفقه – ومعظمهم كانوا من شيوخ السلاطين – منصرفين للفقه والافتاء في شؤون العقيدة والعبادات، وقضاة في الاحوال الشخصية، ودعاة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. اما السياسة العامة اي ادارة شؤون الدولة والمجتمع فتركوها لأولي الامر، واكتفوا بالنصح لهم، وقدموا لهم الطاعة وامروا بعدم الخروج عليهم الا إذا ارتكبوا الكبائر جهاراً نهاراً. بل انهم قبلوا ببعض الظلم وغياب العدل لتلافي ضرر الفوضى التي قد يتسبب بها الخروج على ولي الامر .

الأئمة الأربعة الكبار وخامسهم الامام جعفر الصادق لم ينقل عنهم خلاف ذلك. ولم يذكر أنهم اشاروا لقيام سلطة دينيه، بل ولا مؤسسة دينيه على هيئة ديوان في الدولة على نحو ما كان في الدولة الإسلامية من دواوين في عهودهم. فكيف بإقامة سلطه دينيه؟ ومستقله ايضاً؟ وشريكة في الحكم؟ ثم مهيمنة عليه بصورة دولة دينيه؟ ودام الامر على هذا الحال حتى نهاية الدولة العثمانية مطلع القرن الماضي، واستمر من بعد حتى يومنا هذا مع فارق وحيد فقط هو انه لم يعد الخليفة لقباً لرئيس الدولة. شذت عن ذلك جمهورية ايران الا سلاميه التي قامت عام 1979 على فتوى علماء الطائفة الشيعية قبل خمسة قرون وفتوى الامام الخميني لاحقاً الذي زاد على من سبقوه ليجعل الامام النائب/الولي الفقيه معصوماً .

اقطاب السلفية ممن لحقوا بالأئمة الخمسة الكبار لم ينقل عنهم الا ما ندر مخالفة غير ما جاء به السلف من الأئمة الكبار بشأن الحكم. وكانوا مخلصين لفكر الأئمة السابقين لهم، وتركوا مقاليد حكم الدولة بيد السلطة السياسية . وجل ما قالوا به هو اختيار حاكم (خليفة او امام ) عادل عن طريق الشورى . وهو يتولى الاشراف على ادارة شؤون الدولة. وبعد انتهاء الخلافة العثمانية لم يعد أحد يحفل بالخلافة التي انتهت بعد

ان انتهت الشورى من قبلها. وصار الاهتمام منصباً على النظام الديمقراطي الذي يعكس ارادة الشعب بتمثيله عبر الانتخابات .

اصحاب الاهداف السياسية هم من سيسوا الدين تاريخياً لاستخدامه في تحقيق مآربهم . وقد استعانوا لتحقيق اهدافهم بشيوخ السلاطين يوظفون في خدمتهم تفسير النصوص واختراع الاحاديث النبوية . بداية التسييس كانت من المهاجرين ضد الانصار في اجتماع السقيفة للفوز للمهاجرين من قريش بالخلافة ، ثم من القرشيين ضد باقي العرب مهاجرين وانصاراً وقبائل الجزيرة للاستحواذ على الخلافة الراشدة ، ثم من بني اميه ضد ابناء عمومتهم من بني هاشم في تمرد معاوية على خلافة علي ، ثم من العرب ضد مشاركة المسلمين من غير العرب في الحكم في الدولتين الأموية والعباسية .

اول من اعاد انتاج الاسلام السياسي في المعاصر بعد قرون طويله هم الاخوان عندما رأى امامهم حسن البنا ومن بعده منظرهم سيد قطب ان المجتمعات العربية الإسلامية تعيش في جاهليه ، وانها باتت مجتمعات كافره ، ولم يعد من سبيل للتصالح معها ، كما لم يعد اصلاحها ممكناً ، ولا بد لذلك من اعادة بنائها ، وان استعمال القوة لتحقيق ذلك هو خيار مشروع . واعتبر ان حاكمية البشر تجعل البشر ارباباُ لبعضهم. وهذا برأيهم اعتداء على سلطان الله ومهانة للإنسان. ورغم عدم ايمانهم بالأحزاب الا انهم سعوا سعيها عندما ترشح الاخوانيون للمجالس النيابية، وزادوا على ذلك انهم أسسوا الاحزاب وسعوا للسلطة كما في مصر والاردن وسوريا والمغرب والسودان وتونس وتركيا. وفي الاردن بالذات اضافوا لاسم حزبهم صفة الاسلامي في مخالفة لنص الدستور، وفي ذروة الربيع العربي أعلنوا انهم جاهزون لتسلم مقاليد الحكم فيه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :