facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المرأة والإعلام في الأردن


د. تيسير المشارقة
22-07-2017 11:29 PM

قبل الحديث عن المرأة في الإعلام أو المرأة التي تقود الإعلام في الأردن، ينبغي تناول واقع المرأة في البلاد. فمن خلال القوانين والتشريعات المتعددة تحتل المرأة مكانة معقولة ولكنها غير متساوية مع الرجل. وتعزز هذه المكانة المتدنية الأعراف والتقاليد والموروث الفكري والديني الذي يُضعف المرأة، وينزلها إلى مراتب ثانوية، ولا يوفيها حقها كإنسان، ولا يساويها بالرجل؛ بالرغم من كل المقولات التي تدّعي عكس ذلك.

للوهلة الأولى يعتقد الملاحظ أن المرأة في مجتمعنا الأردني مهضومة الحقوق في الأسرة والتعليم وعجلة الانتاج والوظائف والميراث والحريات. فكيف تكون مكانتها في المحتوى الإعلامي الأردني في وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية المسموعة ووسائل الإعلام الاجتماعي؟

لا بد من دراسات محتوى ومضمون توضّح الكيفية في معالجة قضايا المرأة والأنوثة في وسائل الإعلام الأردنية، وضروري معرفة حجم (كمية) الموضوعات التي تتناول الأنثى مقارنة بالموضوعات التي تتناول قضايا الرجال والرجولة.

إن دراسة الناحية الكمية والكيفية للمحتوى الإعلامي الأنثوي هي التي ستقدّم لنا إجابات علمية حقيقية دون تطيّر أو حدسية انطباعية.

وإذا كان هناك محتوى أنثوي كثير وكبير في وسائل الإعلام من الناحية الكمية ، فما هي قيمة هذا المحتوى، وما أهميته وما هي الفائدة التي يمكن أن تعود على الأنثى منه لتصويب واقعها في المجتمع المحلي.

بمراقبة سريعة لمحتويات العديد من المواقع الإلكترونية، نرى أن الأنثى ضحية أو جسد أو فنانة .. وتحتل المرأة "الجسد" مكانة المرتبة العليا. هذا من الناحية الكيفية، ولكن من الناحية الكمية فإن المرأة ثانوية بالرغم من أنها نصف المجتمع. هذا الأمر يحيلنا إلى الاهتمام بالإعلام النسوي أو الأنثوي المتخصص، ألا وهو إعلام المرأة.

الصحافة المتخصصة بالمرأة وإعلام المرأة تكاد تكون قليلة، وهذا الأمر يحتاج لمعرفة الإصدارات الإعلامية في الأردن، المرخّصة منها وغير المرخصة، ومعرفة تخصصاتها ودوريّتها. وبعد ذلك، علينا أن نتعرف، من الناحية الكمية، على الحجم الحقيقي للمرأة في الإعلام من الناحية الكمية.

من خلال نظرة استعراضية بانورامية في المشهد الإعلامي لا نكتشف أن للمرأة مكانة (من الناحية الكمية) في المحتوى الإعلامي، مقارنة بالرجل. فالإعلام المجتمعي في المجتمع المحلي الأردني لا يميزّ ما بين المرأة والرجل إلا من الناحية المضمونية أو الكيفية. وإذا رغبنا بوجود إعلام أنثوي، فإن هذا يدفعنا للبحث عن إعلام ذكوري أو رجالي موازي. وهذه التمييزية لا طائل منها عندما نتحدّث عن إعلام وطني مجتمعي يناقش كل قضايا المجتمع.. بلا تعيين إن كانت امرأة أو رجل، أنثى أو ذكر.

ربما نحن نحتاج إلى "وعي نسوي" أو " وعي أنثوي " أو "ثقافة نسوية" في إعلام نسوي متخصص تصدره جماعات معنية بشؤون وحقوق النساء والمرأة. وهذا شأن يقع على عاتق منظمات المجتمع المدني والجمعيات المتخصصة المعنية بالحريات وحقوق النساء المعنّفات أو القاصرات أو الأرامل والمطلقات. وهذا الأمر يحتاج من لدن منظمات المجتمع المدني إلى عناية ورعاية خاصتين.

المرأة وشؤونها وقضاياها تحتاج معاً إلى نظرة علمية غير سطحية أو غير ساذجة، فالمسألة من الأهمية بمكان، بحيث لا يجوز التعامل معها بشكل سطحي وكأنها هامشية. نحن بحاجة لإدراك علاقة المرأة بوعيها النسوي وبإعلامها الخاص وتمكينها من صياغة إعلامها وإدارة المؤسسات الإعلامية أياً كانت نسوية أو عامة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :