facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




زيارة اردوغان للأردن المعلن عنها وغير المعلن


اللواء المتقاعد مروان العمد
21-08-2017 02:07 PM

نلاحظ في الآونة الأخيرة تزايد النشاط السياسي لآردوغان وزيادة تحركاته وتغيير تحالفاته ومحاوله اختراق تحالفات الآخرين.

فهو وبعد ان تخلى عن تنظيمات المعارضة السورية وتقارب مع روسيا وايران واعاد علاقاته مع اسرائيل اخذ يلعب دور الضامن ما بين تنظيمات المعارضة السورية والنظام بالاشتراك مع روسيا وايران . ولكن وعندما أدرك ان كل الاوراق اصبحت في يد روسيا أخذ في البحث عن دور جديد لتركيا في المنطقة كانت بدايته باحتلال قسم من الاراضي السورية تحت مظلة عملية درع الفرات للمساومة عليها ازاء اي محاولة لإقامة دولة كردية على حدوده.

وعندما نشب النزاع الخليجي الخليجي وجدها فرصة سانحة له ليصبح احد اللاعبين الرئيسين في هذه المنطقة الهامة من العالم . فقام بإصدار بيانات والقاء خطب تتضمن الدعم الكامل للموقف القطري ثم ترك الباب مفتوحاً على دول الخليج الاخرى بأن طالب بحل القضية بين الاخوان الخليجين بطريقة ودية وأعلن استعداده للمساهمة في ذلك. الا انه بالرغم من ذلك فقد عمل على امداد قطر بكل احتياجاتها من المواد الغذائية وغيرها التي كانت تستوردها من دول الخليج المقاطعة لها وقد تشارك بذلك مع ايران والتي من المفروض انها النقيض المباشر والصريح له .

كما وفي الساعات الاولى من الازمة اعلن عزمه على توسيع القاعدة العسكرية التركية في قطر والتي كانت تضم بضع عشرات من المدربين العسكريين بحيث ارسل الآلاف من القوات التركية اليها تجاوز عددهم العشرة آلاف جندي مزودين بأحدث الأسلحة والمعدات بحجة حماية دول الخليج ومنطقه الخليج، دون ان يوضح الخطر الذي ظهر فجأة ليرسل كل هذه القوات لقطر وهل هو الخطر الايراني ام السعودي الاماراتي .

واعتقد ان هذا الخطر لا هذا ولا ذاك . لأن النزاع الايراني الخليجي ليس وليد هذه اللحظة لكي يرسل قوات الى قطر لمواجهتها في حين انه ينسق معها في سورية وانه مهما أرسل من قوات الى قطر فأنها لن تستطيع منع التدخل الايراني العسكري فيما إذا لجأت الى ذلك.

كما انه يعلم ان السعودية والامارات وكما اعلنتا لا تفكران بالقيام بعملية عسكرية ضد قطر . ولذلك فإن غايته الحقيقية هي وضع القدم التركية في منطقه الخليج العربي ليكون لتركيا دور في اي ترتيبات او احداث تحصل مستقبلاً في هذه المنطقة.

وبعد ان وضع قواته في قطر والتي بلغ عددها اكثر من عدد الجيش القطري والى جوار القوات الأمريكية اعلن عزمه زيارة دول المنطقة للوساطة بين قطر وكل من السعودية والامارات والبحرين ليظهر نفسه كحمامة السلام والشخص القادر على تحقيق هذا الاختراق . ولكن وبعد فشل مهمته هذه بالرغم من استقبال هذه الدول له فإنه اخذ يبحث عن باب جديد يلج من خلاله للازمة الخليجية ووجد ان هذا الباب يقع في الاردن وذلك لأن الاردن رغم خلافه السابق مع قطر ورغم الروابط التي تربطه بالسعودية والإمارات والبحرين الا انه اتخذ موقفاً متوازناً من هذه القضية فاستدعى السفير الاردني في قطر ووضع بعض القيود على قناة الجزيرة ، الا انه لم يذهب الى ما تريده السعودية من مواقف ضد قطر .

وفي هذه الظروف اُعلن عن نية أردوغان زيارة الاردن وفي اعتقادي انه يهدف من وراء ذلك الى الرد على الدول المقاطعة لقطر من خلال محاولة الايقاع ما بين الاردن والسعودية على الاقل ليرد لها تجاهلها لوساطته مقابل تقديم عروض لمشاريع اقتصاديه وتجاريه ما بين الاردن وتركيا ، ومقابل دعم ومسانده السيادة الأردنية على الاماكن المقدسة في القدس .

ولكن وكما ارى واعلم عن السياسة الحكيمة التي يتبعها جلاله الملك عبدالله بن الحسين بعدم الغرق في مستنقع الخلافات العربية وابقاء الابواب مفتوحة في جميع الاتجاهات وان كانت مواربة في بعض الاحيان ، فقد رحب بهذه الزيارة والتي اعتقد جازماً انه لن يسمح لها بالتدخل المباشر بالأزمة الخليجية ، وان كان من الممكن مناقشة بعض المواضيع التي تتعلق بالقضية السورية وحرص الاردن على سلامة حدوده الشمالية وامنه وبعض الامور المتعلقة بالقضية الفلسطينية والسيادة الهاشمية على الاقصى مستفيداً من العلاقات الخاصة التي تربط الكيان الصهيوني بآردوغان واركان حكمه .

الخلاصة ان تحركات أردوغان تدل على مدى رغبته في توسيع دوره في المنطقة وبغض النظر عن الطريقة وخاصة بعد الاستفتاء الدستوري الذي منحه سلطات واسعة داخل تركيا ، وعن رغبته بأن يمتد نفوذه في جميع دول المنطقة وان يكون له دور في الاحداث التي تجري فيها عوضاً عن احلامه وطموحاته بإعادة امجاد الدولة العثمانية التي قد يكون صعباً اعادة الحياة إليها في ظل الظروف الدولية الحالية . وباختصار انه رجل ذو اهداف واطماع ليس لها حدود ولا تقيدها طريقه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :