facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اموال «فتح» وسكاكين «حماس»


ماهر ابو طير
20-01-2009 03:39 AM

لن تبقى العلاقات ، بين فتح وحماس ، عند هذا المستوى السيئ ، اذ اننا امام فتنة قريبة ، لاعتبارات كثيرة ، تبدأ بالخلافات حول اموال التبرعات واعمار غزة ، ومن يحكم غزة ، ومن يحكم الضفة الغربية ، وما بينهما من ملف التسوية السلمية.

العالم كله ، سيصب اموال التبرعات في يد السلطة الوطنية الفلسطينية ، كما ان صناديق اعمار غزة ، المتعددة ، سوف تتعامل فقط مع السلطة الوطنية الفلسطينية ، وشعبية حماس ارتفعت في الضفة الغربية ، الى درجة هائلة ، لكنها قد تكون تأثرت بشكل ما في قطاع غزة ، بعد كل هذه المذابح ، حتى ان صديقا لي قال على ذمته وليس على ذمتي ، ان حماس لو ترشحت للانتخابات مجددا ، فسوف تكتسح الضفة الغربية ، ولن تنجح في غزة ، بذات نجاحها الاول ، لان الذي يتفرج على "العصي" في الضفة ، ليس كالذي يأكلها في غزة ، وايا كانت دوافع هذا الرأي فهو رأي جدير بالمناقشة.

حماس وقياداتها في العالم حصلت على جرعة معنوية هائلة من الدعم العربي والاسلامي ، وهي ستذهب الى اي حوار فلسطيني ، وهي تشعر انها قوية جدا ، ولن تقبل ان تنازلات في وجه السلطة الوطنية الفلسطينية ، ولن تقبل ان تدخل السلطة منتصرة الى غزة ، او على ظهر دبابات الاحتلال ، او بدفاتر شيكات اعادة اعمار غزة ، واموال التبرعات ، والسلطة الوطنية غير قادرة ايضا على دخول غزة ، اذا لم تفتح لها حماس البوابات ، وستلعب بأموال التبرعات ، للضغط على حماس ، لاعادتها الى بيت الطاعة ، وسنرى ان حماس ستقف حائرة ، فلا مال لديها لاعمار غزة ، ولا مال لديها لبناء المنازل المهدومة ، ولا مال لديها لتعويض اسر الشهداء ، وغدا ، ستدب الخلافات بينهما ، فوق الخلافات الموجودة ، اساسا ، بالاضافة الى الملفات العالقة ، بينهما بخصوص ، وجود سجناء للطرفين في سجون الطرفين ، او في سجون رام الله ، في احدى الحالات.

سرعان ما ستدب الخلافات بينهما ، وسرعان ماسوف تتدخل اطراف اقليمية ، للعبث بالشأن الفلسطيني مجددا ، لاهداف اقليمية ، او حتى خدمة لاسرائيل ، التي لم تنته معركتها مع غزة والضفة ، ولن تسمح اسرائيل بأحراجها ، عبر ابراز شريك فلسطيني خلفه توافق وطني من اجل عملية السلام ، وهو توافق لن نراه بطبيعة الحال ، وهذا يعني ، ان الحرب مستمرة ، غير انها ستأخذ شكلا بشعا ، خلال الفترة المقبلة ، وسنرى ان هناك اطرافا مجهولة في الضفة وغزة ، ستقودنا الى حرب اهلية او فتنة ، بين الفصائل ، المتناحرة ، بين مدرستين ، الاولى التي حاربت والثانية التي فاوضت ، الاولى التي تريد قطف ثمن حربها وشعبيتها ، والثانية التي تريد مد سلطتها بالقوة والمال الدولي.

لا ابالغ ابدا ، وستلاحظون ان اي حوار وطني لن ينجح ابدا ، فالحوار سوف ينجح ، في حالة واحدة فقط ، هي تراجع مدرسة لصالح مدرسة ، وسينجح فقط اذا سيطرت حماس على الضفة ، مع غزة ، او اعادت السلطة غزة لسيطرتها ، وبما ان هذا الامر لن يحدث ، لاعتبارات فلسطينية واقليمية ودولية ، فنحن امام مشهد في غاية السوء ، وسرعان ما سينفجر ، وسرعان ما سيسعى لاعبون اقليميون لتفجيره ، تحت عناوين مختلفه ، وهذا يعني ببساطة ان هناك فتنة سيتم ايقاظها ، بعد ان ينشف الدم ، وبعد ان يبدأ التلاوم والحساب الداخلي الفلسطيني وتحميل المسؤوليات ، وتقاسم الشرعيات ، او انتزاعها ، في ظل هذه المعادلة الخطيرة جدا.

حماس لن يكون بمقدورها الذهاب الى بيت الطاعة الفلسطيني ، والجلوس الى المفاوضين ، بعد كل هذه التضحيات ، وفتح وسلطتها لن يكون بمقدورها اليوم ، دخول غزة ، حتى لو تم ارسال حماس الى جهنم ، واللعبة الدولية الممولة بالمال واموال التبرعات وصناديق الاعمار ، ستلعب دورا ، في تكسير العلاقات الفلسطينية ، واحياء الخلافات من جديد ، خصوصا ، ان المال هنا سيكون بمثابة اليد التي تضغط على اليد الغزية المحطمة والمجروحة والمكسرة اصلا ، بعد ثلاثة وعشرين يوما من الحرب الجنونية ، وهو المال الذي سنرى كيفية توظيفه على حساب اهل غزة ، من اجل اعادة صياغة المشهد الفلسطيني ، وفقا لما يريده الامريكيون والاسرائيليون ، وهو الامر الذي لن يتم بطبيعة الحال.

متشائم جدا ، وارى اننا امام حرب داخلية فلسطينية ، لم نر لها سابق ، بين المنتصرين على الارض والمنتصرين ماليا ودوليا ، وبين الارادات الاقليمية والدولية ، وبين الشعب الذي لم يعد يفهم لماذا يحارب ولماذا يتوقف ولماذا يفاوض ولماذا يمانع ولماذا يوافق ، مادامت الرؤوس ، تلعب بدماء الناس ، على مدى ستين عاما.

من يعش ير.

m.tair@addustour.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :