انها السنة الهجرية الجديدة .. لكن المحزن المؤلم أن يأتي العام الهجري الجديد ويدخل على المسلمين وهم في حالة لا تسر صديقاً ولا عدواً.. فتصور أن المسلمين في شتى بقاع الأرض يعانون ويتألمون ويتوجعون وتسفك دماؤهم ويقتلون ويدمرون ويشردون ويجوعون بسبب بعضهم البعض، والعلماء والفقهاء والشيوخ والوعاظ والدعاة يبررون ويفتون ويبيحون ويحرضون ويكفّرون ووووو...

ما يعيشه المسلمون في الوطن العربي والإسلامي والعالم لا يسر ويرضي صاحب الذكرى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ؟ و لا يرضي الله سبحانه وتعالى ولا كل مسلم عاقل لبيب حصيف يخاف على المسلمين من المسلمين وهؤلاء قلة جداً يرون أن ما يحصل في بلاد المسلين بين المسلمين وبعضهم هي الفتن، وحين تثور الفتنة وتشتعل نارها يدركون أن لا أحد سيسمعهم ، وعليه يلزمون بيوتهم ويتركون الأمر لله الذي لا نرى سبحانه وتعالى إلا أنه في غضب من المسلمين فأنزل عليهم العقاب وسلط بعضهم على بعض فإن كان الأمر كذلك فنرفع أيدينا إلى الله أن يكشف الغمة، ويرفع عنا ما نحن فيه ويرينا في من هو سبب ذلك شديد عقابه

إن المسلمين منذ انتهت الخلافة الراشدة ، بل منذ خلافة عثمان رضي الله عنه وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والفتنة تطحن المسلمين مروراً بكربلاء الحسين عليه السلام مع الدولة الأموية وكذلك عبدالله بن الزبير ثم الصراع الأموي العباسي، ومن بعد ذلك تفكك الدولة العربية الإسلامية إلى دويلات أسرية وعائلية وعشائرية تسمّت الدول بأسماء الأسر، والعوائل والعشائر وهكذا تواصلت المسيرة الإسلامية حتى اليوم، حيث يستجر الماضي إلى الحاضر وكل ذلك يحدث تحت عباءات وعناوين وشعارات اسلامية والإسلام منها براء، لأن الحكم والسلطة والدنيا وزخرفها وإغراءاتها المادية هي الأسباب التي تقف وراء ذلك، أي السلطة والمال وهي نفس الأسباب التي تقف وراء ما يحدث بين المسلمين اليوم.. لقد صرنا شيعاً وأحزاباً يقتل بعضنا بعضاً، وكل له علماؤه وفقهاؤه وشيوخه ومفتوه الذين يبررون ذلك ويفتون مما يزيد تأجيج الفتن والحروب بين المسلمين تحت دعاوى عديدة يضللون بها العامة، ويجرونهم إلى المهالك بينما النخب هي من تجني المكاسب وتنأى بنفسها عن المهالك.

إننا وفي هذه المناسبة نوجه النداء إلى علماء وفقهاء ومشايخ الدين إلى مخافة الله والتوقف عما يثير الفتن بين المسلمين.. فإنكم والله محاسبون أمام الله سبحانه وتعالى حساباً وعقاباً شديداً على ما تفعلونه في بلاد الإسلام من إثارة للفتن والحروب بين المسلمين وبعضهم وعقابكم شديد وقاس.. لأنكم تعلمون بضلال وظلامية ذلك، ومع ذلك تصرون عليه وتغذونه من أجل عرض من الدنيا قليل.

والله الموفق