facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"ناهض حتر ورواية ماركيز"


د. محمود عبابنة
26-09-2017 11:49 AM

في الذكرى السنوية الأولى المحزنة لرحيل الكاتب الأردني "ناهض حتر" تعود بي الذاكرة إلى رواية "قصة موت معلن" للكاتب الكولومبي ماركيز حائز جائزة نوبل، والرواية باختصار تتحدث عن مقتل شاب بهيّ الطلعة من أصول عربية على أيدي الأخوة فيكاريو انتقاماً لشرف زعموا أنه تم المساس به، والرواية لم تكن من خيال الكاتب الكولومبي، ولكنها توثيق لقصة حقيقية وقعت أحداثها في بلدة كولومبية، وشكلت أحداثها حالة من التماثل والمناظرة بينها وبين رواية حتر الأردنية، فكلا الروايتين تتحدثان عن أبطال لا يملك القلب إلا أن ينفطر حزناً وغضباً بسبب ما آل إليه مصير كل منهما، فالبطل في قصة "موت معلن" سنتياغو نصّار خرّ صريعاً ومغدوراً بمشاهد تراجيدية مؤلمة.

ناهض حتر الذي سقط برصاص التطرف والتكفير على أدراج قصر العدل الذي ذهب إليه طائعاً مختاراً لا يحمل ما يدافع به عن نفسه سوى قلمه الحر، غير مبالي بالجو المشحون بالتعصب والتهديد وتم اغتياله داخل أسوار عرين العدل هو فحوى التماثل مع الرواية الكولومبية فقد تم تهديد بطل الرواية الشاب اللبناني سنتياغو نصّار من قبل آل فيكاريو وعلم رئيس بلدية البلدة وقائد الشرطة بالتهديدات القاطعة وبدأ آل فيكاريو يشحذون سكاكينهم وسرى بين الناس خبر التحضير لاغتيال نصّار... ومع كل هذه المؤشرات والدلائل وعدم اكتراث الضحية نصّار... فإن سيناريو القتل سار كما هو معلن وبالفعل فقد أوقع القتلة بالضحية الذي لم يختبئ ولم يحتاط فأوسعوه طعناً وتمزيقاً، جراء شائعة الشرف المزعوم الذي لم يثبت على نصّار المساس به.

كلا الضحيتين قضى نحبه نتيجة الاتهام الباطل الخالي من الأدلة، والقتلة بالحالتين أخذوا على عاتقهم تطبيق القانون ... أهالي قرية نصّار ومدير شرطتها كانوا يتوقعون مقتل نصّار، ومن المفترض أن مدير شرطتنا كان يتوقع لناهض مثل ذلك. إلا أنه في الحالتين لم يتحرك أحد لمنع الجريمة... ويتساءل الكاتب ماركيز في روايته هل معنى ذلك أن الكثيرين كانوا يريدون الخلاص من سانتياغو نصّار,,, وهل هذا ما حصل عندنا؟؟

المهم بهذا الاستحضار أن أحداً في البلدة الكولومبية لم يتحرك لمنع وقوع الجريمة ولهذا أسمى الكاتب روايته بهذا العنوان " قصة موت معلن ". سقط نصّار ضحية الحقد والشك وبتواطؤ خفي من سلطات الدولة، كما هو حال ناهض حتر الذي سقط ضحية الجهل والكراهية والتطرف على ذنب لم يقترفه وضاعت حصيلة مئات الكتب التي قرأها ناهض واختزلها بكتابات وجدت لها صدى بين آلاف الأردنيين ومن هذه الكتابة انحياز ناهض الى عروبته، وعلى طريقته النزقة والجريئة التي قد نختلف أو نتفق معها، ولكنها فلسفته واجتهاده وحقه.

القصة هي نفس القصة والكاريكاتير هو نفس الكاريكاتير، والحقد والكراهية والظلم هو نفسه في رواية ماركيز وفي رواية ناهض حتر الأردنية، الاستخلاص الأهم من هذه الرواية هو التساؤل الآتي: من الذي أوصل الشعور العام لهذه الحساسية المفرطة نحو المقدس وشبه المقدس وغير المقدس؟!.. بقي أن نقول أن الرواية الأردنية انتهت ببصيص من الأمل تمثل في الاستنكار الشعبي الغالب ضد التطرف وفي توجه الدولة لعدم مهادنة التكفيريين والإقصائيتين ابتداءً من رأس السلطة السياسية ومروراً بالقضاء النزيه وانتهاءً بأجهزة إنفاذ القانون والقصاص.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :