facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عَلقٌ على جسد الوطن والنظام


محمد الداودية
22-10-2017 12:27 AM

تغيرت المصطلحات والساحات والمهمات والاهتمامات.
منذ زمن ليس بعيدا، كانت على ألسِنة المواطنين وملء افواههم، مصطلحات انقرضت ولم يعد لها مكافئ موضوعي اليوم !
كان «النظام» يُفرّخ كل يوم، «زلام» ورجالات وقيادات و»دواسين ظلما»، يفتدون الوطن والعرش بأرواحهم، كانوا مؤمنين بالوطن. وكانت العِفّة هي عقيدتهم الاقتصادية والسياسية. وكانوا يقولون إن الفاسدين «جرذان» وكانوا يطاردونهم ويذودون عن الحقول.
كان الفاسدون -ايام زمان- اقلّ شراهة واكثر قناعة من الفاسدين «موديل» هالايام.
كانت المعارضة تلّد هي الاخرى «طيور شلوا» و «زلم» ومناضلين وقرامي وفرسانا، يفتدون الوطن باعمارهم، يدخلون السجون وهم يطلقون عقائرهم بالحداء للوطن والفقراء والعمال والحريات العامة وسقوط الاستعمار وحكومات الطغاة.
كان التكافؤ متوفرًا بكثرة وبشدة.
كان النظام يتوكأ على أطوادٍ ودعاماتٍ؛ لم يكن جمع المال من انشغالاتهم واهتماماتهم. ولم تكن القصور ولا اليخوت ولا الطائرات الخاصة، تسترعي انتباههم أو تحظى بنظرة تحسّر من سرائرهم النبيلة.
ايام زمان كانت المعارضة تستخدم لقبا فخما مستحقا هو «رجال النظام» تطلقه على الرؤساء والوزراء والمدراء والقيادات الأمنية. كانوا مسيسين وقراء وعند كل واحد منهم في منزله ما يفتخر به: مكتبة قياس 200 بوصة.
عندما حقق معي عمر العمد في منتصف الثمانينيات، لاحظت ان في مكتبِه مكتبَةً تضم معظم كتب كلاسيكيات الفكر والسياسة والأدب اليساري العالمي.
وايام زمان أصبح فلاح المدادحة - ابو ندهتين- وزيرا للداخلية، ولم يفعل شيئا لـ «تحسين أوضاعه « سوى انه باع املاك والده ليتمكن من الانفاق على مقتضيات المنصب. ولهذا رحل ولم يترك خلفه بيتا ولا يختا ولا مزرعة ولا مصنعا ولا شركة ولا رصيدا.
الرصيد الوحيد الذي تركه فلاح المدادحة ابو خالد هو الذِّكْر الحسن والابناء الصالحون. كان باستطاعته ان يخصص الارض التي يشاء. وان يسجل باسم ام خالد امتياز باصات عمان القدس وعمان العقبة. وكان مطلعا ومؤتمنا على اسرار تمكنه من لهط وشفط ما لا يقدر بثمن.
والصحيح الصحيح ان فلاح المدادحة لم يكن باستطاعته ان يلهط وان يشفط ولم يكن باستطاعته ان يكون فاسدا، ولا مرتشيا !! فالفساد قلة شرف وطبع وموهبة وتربية منازل وطول يد. ويد فلاح المدادحة كانت قصيرة جدا إلا على اعداء الأردن ولم تكن المعارضة في نظره عدوا.
وهل فعل الشهيد وصفي التل الذي دانت له القلوب والسواعد والإدارة والأراضي والجمارك والمالية، غير انه رحل مدينا ؟!
وصفي التل وهزاع المجالي وفلاح المدادحة ومحمد عودة القرعان وعبد خلف داودية، هم مقطع عرضي لـ «رجال النظام» ! مكَّنهم النظام فمكّنوه. مكّنهم من القيادة فمكّنوا اركانه ووطدوها.
تبادل النظام والرجال القوة والاحترام. لم نكن نسمع عن رجال يخافون نساءهم ولا عن نساء مسترجلات يضربن «رجالهن» على اقفيتهم وعلى رقابهم.
كان المسؤول بشنب، وكان «يقظب شاربه» دلالة على الالتزام الكامل والقدرة على التنفيذ والوفاء. وكان يراهن بقص نصف شاربه. وكان الرجال يهددون خصومهم بقولهم بقص شاربك وكل شارب وله مقص.
كان المسؤول يقال له «ابو فلان»، لم يكن المواطنون ينادون المسؤول بقولهم: محمد بيك، بل كانوا ينادونه باسم اكبر اولاده تحببا ورفعا للكلفة، حتى ان سيدنا الحسين كان شغوفا بسماع المناداة عليه بكنية ابو عبد الله.
كان اسمهم «رجال»، «رجال النظام» وكانوا في الواجهة وفي الصفوف الاولى وفي طليعة الشجعان والشهداء. ما هو اسمهم اليوم؟ هل نسمع المصطلح الطللي «رجال النظام»؟
لقد رأينا بأم اعيننا قصورا بناها «عيال النظام» بـ «كدهم وعرق جبينهم». ليس لها مثيل لا في سويسرا ولا في باريس. ورأينا كيف ان يخوت المباهاة والفشخرة والمنفخة في العقبة لا يرفع عنها الغطاء اكثر من 6 أشهر!! ورأينا فللا في العقبة أيضا، لم يدخلها مالكوها منذ سنة.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :