facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نعم .. دفاعاً عن الأردن ووجوده


أ.د.فيصل الرفوع
09-02-2009 05:46 AM

تقول الادبيات السياسية والطروحات القومية والفكرية ان الولاء هو حالة تفانٍ وتكريس، يمارسها الفرد تجاه قضية ما او وطن ما، بدافع معين او بعدة دوافع، وهو ايضا علاقة وجدانية بين المرء وذاته الداخلية المكونة لنفسه، وبين ذاته الخارجية التي اصبحت جزءا من الوطن ومن الجماعة التي ينتمي اليها، وهذا كله تشكله الثقافة العامة للشعوب والامم، وتشكله مكونات الوعي للمتفق عليه او للمختلف عليه من القضايا، ولكن تنظمها صلة ورابطة واحدة، اي بمعنى ان الاختلاف لا يكون الا في مدى الايمان بالطريقة الاسلم والاصح لخدمة الوطن والمواطن.

وقد تطور مفهوم الولاء من الانتماء الى العائلة الى الانتماء للقبيلة، ثم الى المجتمعات المحلية الصغيرة، الى ان وصلت الى مستوى الولاء للوطن وللناس الذين يشكلون الرعية، بل وتجاوز البشر ذلك لينضموا الى المجتمعات الانسانية كلها، متخطين بذلك الحدود بمعناها المادي او المعنوي.

وفي العصر الحديث تركز التوجه نحو مفهوم الولاء السياسي الذي انصرف الى التفاني في خدمة الدولة والنظام السياسي الذي يقودها، واصبح هذا الولاء سابقا ومتفوقا على غيره، بعد ان ادركت الانسانية المثقفة، ان الولاء للمجموع يحمي الفرد ويصونه، ويجنبه المزالق ويعطيه الهيبة، ويحقق له اهدافه وطموحاته. فالعامل الذي يوالي نقابته او شركته او مصنعه، فانه قبل ذلك يحس ان عليه ان يكون مواليا لوطنه اولا. ومن هنا يجب ان يدرك الفرد ان الولاء بمعناه المطلق يحتاج الى الكثير من التضحية والتفاني، لانه قبل كل شيء تخلٍّ عن الذات في سبيل المجموع، وتخطي الخاص لتحقيق العام، وهذا لا يعني ابدا فقدان الذات، بل يعني ان التضحية بمعناها السامي هي التي تحقق للذات الفردية القدرة والقوة والمكانة، ويبدو ذلك جليا اذا ما تخيلنا مجتمعا لا ولاء فيه، وان يبحث كل فرد عن مصلحته بطريقته الخاصة، فاننا سنجد انفسنا وبالضرورة نعيش حياة الغاب التي عطل فيها الانسان عقله، واطلق العنان لغرائزه، والا فما معنى ان نجد كثيرا من دول العالم المتحضرة والراشدة، تدفع بابنائها وجنودها ليساهموا في حفظ السلم والامن في بلد آخر تعرّضهم للخطر، ولكنها في واقع الامر تحمي الانسانية من خطر اكبر.

هذا المفهوم الحضاري والمبدئي لشرط الولاء والإنتماء للأردن، كوطن ودولة ونظام سياسي، هو ما يمكن فهمه من سياق مداخله النائب عبدالرؤوف الروابده في الجلسة الأخيرة للدورة الثانية لمجلس النوب الأردني الخامس عشر يوم الثلاثاء 3/2/2009 .

لقد أكد دولة ابو عصام في كلمته بأن الأردن يتعرض لأخطر عملية تشويه وتزوير للحقائق وجلد للذات ونكران لدماء شهدائه ومواقفه القومية التي يشهد له بها العدو قبل الصديق، ومن قبل من؟؟ من قبل ابنائه الذين وفر لهم الاردن، بقيادته الهاشمية، كل معاني الرعاية والحماية والحرية والكرامة والغفران.

ومن هنا فإن الولاء للاردن وقيادته فرض عين على كل فرد وفي اي موقع كان، وعليه ان يعلن عن ولائه صراحة، والكل مطالب بان يقول ذلك، والا فاننا سنجد انفسنا في حالة انفصام، مصدرها النفاق السياسي والتُّقية.

ومن الغريب ان الاردن، وهذا امر بحاجة الى تفسير، من اكثر البلدان في المنطقة التي يتعرض لظلم ابنائه وتمارس فيه طقوس جلد الذات، على الرغم من انه اكثر بلدان المنطقة خدمة لابنائه ومواطنيه. بل ان صدر النظام السياسي قد اتسع لمن ارادوا الاطاحة به بعد ان غُرر بهم، او حين استهوتهم لعبة الانقلابات التي الحقت الضرر الجم والكثير بالعديد من الأقطار العربية وغير العربية. بل واكثر من ذلك، فقد استوعبهم النظام وقلّدهم مناصب حساسة في الدولة، وهذا دليل واضح على ان ولاء النظام والقيادة للشعب ولاء غير مسبوق، والمطلوب ان يكون الولاء من المواطن والشعب للقيادة وللاردن غير مسبوقين ايضا، وهكذا علينا ان نعلن صراحة ولاءنا للوطن، ونبتعد عن الإيمان بأجندات خارج حدوده ولا تلتقي مع مصالحه وكينونته، والا فان كل شيء يظل مشكوكا فيه، ويغدو السؤال المطروح كيف تسكن وطنا انت غير موالٍ له؟ هذا امر ضد الطبيعة وضد المنطق وضد العقل.

alrfouh@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :