facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا لو حدث لدينا مثل ذلك؟


د.خليل ابوسليم
07-11-2017 01:17 PM

لا شك أن ما حدث ويحدث لدى الشقيقة السعودية – من وجهة نظر البعض- يعتبر زلزالا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فهو حدث غير مسبوق على مستوى الأنظمة العربية الحاكمة في العصر الحديث، وهي خطوة طالما تاق إليها المواطن العربي.

أن يأتي الإصلاح بهذه الطريقة وهذا الحجم ومن رأس الهرم؟ لعمري، إن ذلك أمر مستغرب إن لم يكن مستبعدا، رغم أن الأصل فيه أن يكون من القمة، هذا إذا ما علمنا أن أي إصلاح في أي دولة عربية حدث سابقا وسيحدث لاحقا لم ولن يكن إلا تحت وطأة ضغط شعبي.

بغض النظر عن الأهداف المعلنة أو الكامنة خلف تلك الإجراءات والأحداث، فهذا أمر لا علاقة لنا به البتة، فهو شأن داخلي محض ولا احد يملك حق الخوض في ذلك، وإلا اعتبر تدخلا في شان داخلي لدولة شقيقة نكن لها كل الاحترام والتقدير على كافة الأصعدة، إلا أنني سأتناول ذلك الحدث من زاوية أخرى، قد تكون مصدر تساؤل لدى البعض وتخوف لدى البعض الآخر.

كان وما يزال هاجس معظم – إن لم يكن كل- الزعماء العرب هو نكش عش الدبابير، واقصد بذلك العش تلك البطانة التي تحيط بسدة الحكم لدى الأنظمة العربية والتي تكاد تتحكم وتسيطر على مفاصل الأمور في أركان الدولة.

الخشية هنا قد تكون نابعة من هزات ارتدادية اجتماعية مؤثرة أحيانا لدرجة تخشى معها تلك الأنظمة التخلي كراهية عن عرش الحكم الذي طالما تربعت عليه. ولا شك أن تلك الخشية المزعومة تكون بفعل البطانة غير الصالحة والتي ترغب بالاستفادة والتكسب من المواقع التي تتسيد، والتي في حال فقدانها ستفقد الكثير من تلك المكتسبات، لذلك تجدها دائما ما تصور – للحاكم- جمهور المواطنين بالوحوش البشرية التي سرعان ما تنقض على رأس الدولة فيما لو تم منحها هامشا من الحرية يسمح لها بذلك.

طبعا، هذا الزعم غير صحيح إطلاقا لعدة أسباب، أولها أن مواطني أي دولة جل ما يهمهم هو استقرار دولهم وضمان أمنها الاجتماعي، وبالتالي ستكون شديدة الحرص على ذلك، وثانيها أن جموع المواطنين هم صمام الامان لنظام الحكم في الدولة ودعامة رئيسة من دعائمه وركائزه التي يرتكز عليها، وخير مثال على ذلك ما حدث في تركيا من محاولة انقلابية قام بإفشالها مواطني تلك الدولة دون اللجوء إلى أي وسيلة قمعية.

لم ينتظر صاحب الشأن أن تقوم مظاهرات ومطالبات شعبية للبدء بالإصلاح، فقد استشعر الخطر المحدق بالدولة، إضافة إلى رغبته في تطوير وتحديث الدولة، وهذا لا يكون إلا بإجراء عمليات جراحية، صحيح أنها مؤلمة على المدى القصير، إلا أنها سوف تخلص الدولة من كافة الأمراض على المدى الطويل.

النتيجة: حدث ما حدث في السعودية الشقيقة، وتم البدء بالإصلاح من أعلى الهرم وبذوي القربى والنفوذ تحديدا، ولم نسمع عن أي ارتدادات عكسية كما يحاول أن يصور البعض، على العكس من ذلك، فقد أدت إلى تزايد شعبية رأس الحكم في الدولة واطمئنانه المطلق إلى أن المواطنين هم صمام الأمان له وللدولة، وخط الدفاع الأول والأخير عن نظام الحكم والدولة في حال تعرضها لخطر ما.

وهنا يبرز السؤال التالي: ماذا لو حدث مثل ذلك لدى كافة الأنظمة العربية الحالية؟ وماذا سيكون عليه الحال لو حدث لدينا تحديدا مثل ذلك؟

Kalilabosaleem@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :