facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن أي خدمات طبية تتحدثون؟


د. عادل محمد القطاونة
25-11-2017 11:52 PM

خطأ طبي هنا، واهمال طبي هناك؛ آلاف المرضى بانتظار ادخال، وملايين المرضى دخولهم للمستشفيات الخاصة من المحال؛ استثناءات واستبعادات، استرضاءات واقصاءات، تنفيعات وتمريرات؛ دواء موجود وآخر مفقود، وبين عنابر ومعابر، مهاجع ومواجع، وبين من هو مريض مدعوم وآخر مظلوم، وطبيب محترف وآخر منحرف، وممرض رحيم وآخر لئيم، وغرف للمرضى العاديين وأجنحة للمرضى المميزين؛ يتساءل البعض عن حقيقة الخدمات الطبية؟ وهل يدرك القائمون على الخدمات الطبية على أن الخدمات الطبية بشقيها العام والخاص، المدني والعسكري لم تكن في يوم من الأيام مقصورة على فلان على حساب فلان، فالكل في ميدان الخدمات الطبية سيان؛ لأن أغلى ما نملك هو الانسان !

في بريطانيا على سبيل المثال والتي تفوق الاردن مساحة بحوالي الضعفين والنصف (2.714)، تعتبر الرعاية الصحية حقاً أساسياً لكل مواطن؛ فالتغطية التي تقدمها الخدمة الوطنية للصحة التي تأسست بموجب قانون تشريعي، تتم بصورة أوتوماتيكية دون تأجيل أو تهويل، ومن دون أي تفرقة بين ابن وزير أو ابن فقير، حتى أنه يحق لزائري الدولة الحصول على الرعاية الصحية وبجودة عالية؛ وهو الأمر الذي أثار انتقاد بل امتعاض بعض المشرعين الإنجليز في مرحلة من الزمن، مطلقين على الأجانب الذين يتلقون الرعاية الطبية المجانية ب "سياح الرعاية الطبية".

في 5 يوليو 1948 انطلق العمل ببرنامج الصحة الوطني (NHS) في المملكة المتحدة مع الالتزام بمبادئ أساسية هي: برنامج يلاقي حاجات الجميع، برنامج مجاني يعتمد على الحاجة السريرية لا على القدرة على الدفع، برنامج يعامل جميع المرضى معاملة واحدة وبجودة عالية بغض النظر عن ثروتهم أو ما يملكونه من مال، وهو نظام يتبع الحكومة ويقدم بالمجان لجميع المقيمين في المملكة المتحدة.

في مارس 2005 ذكرت هيئة الإعلام البريطانية (بي بي سي) أن برنامج الصحة الوطني يضم حوالي مليونا وثلاثمائة الف عامل؛ مما يضعه بين الخمسة الأوائل من حيث حجم القوة العاملة في العالم، إلى جانب: الجيش الصيني، سكك الحديد الهندية، وول مارت، ووزارة الدفاع الأمريكية. وبحسب مجلة التايم ينعم المواطنون البريطانيون بمتوسط عمر أطول ومعدل وفيات أقل بين الأطفال، كما أن البلاد تقدم عدداً أكبر من الأسرة لمعالجة الحالات الخطرة مع نسبة أقل للوفيات من جراء الأخطاء الطبية أو الجراحية.

تتعامل (NHS) مع مليون مريض كل 36 ساعة على اراضي المملكة المتحدة، ويشمل ذلك كافة انواع المعالجات الطبية مثل فحوصات ما قبل الحمل وفحوصات الدم والتصوير الطبقي والاختبارات الروتينية وصحة الاطفال والامراض المزمنة وزراعة الأعضاء وخدمات الطوارئ، يعامل جميع المرضى معاملة واحدة ذات عناية فائقة، كما وتنتشر General Practitioners (GP) في كافة أحياء المملكة المتحدة، ويتم ترتيب المواعيد بشكل محترف وخلال مدة لا تتجاوز 20 ثانية على اقصى حد، كل ما يلزم للحصول على الرعاية الصحية الفائقة هو تاريخ ميلادك واسمك الاول (وعلى الهاتف)، بعد تحديد الموعد الذي يجب ان لا يتجاوز حد 3 ايام، يحضر المريض بكل سهولة ويسر ويتم تشخيص حالته، وارساله الى مختبرات لفحص الدم أو التصوير الاشعاعي او تحويله للمستشفيات الكبرى وكتابة الادوية اللازمة له دون أن يطلب ذلك وحسب تشخيص المريض لكل حاله على حدا؛ بعد علاج المريض بأيام يتم ارسال رسالة له على البيت وعلى هاتفه النقال للتأكد من صحته، ومدى رضاه عن الخدمة الصحية المقدمة؛ كل هذه الخدمات للمريض مجاناً!!

أخيراً وليس آخراً، فإن الدول التي ترغب في أن تكون ضمن الصفوف الاولى بين دول العالم المتقدم علمياً، ثقافياً، اقتصادياً، طبياً وصحياً يجب عليها أن تقدم اوراق اعتمادها قولاً وفعلاً، والجانب الطبي والصحي يعتبر من أهم المتغيرات التي تعطي انطباعاً حقيقياً عن تقدم ورقي الدول؛ ان التعامل مع المريض بأرقى انواع التعامل ودون واسطات أو منازعات، ودون تسويفات أو تأجيلات بات اليوم مطلباً حيوياً، فلم يعد من المقبول عدم وجود طبيب متخصص أو ممرض متمرس، لم يعد مقبولاً أن ينقل مريض معان الى عمان لعدم وجود طبيب انسان، ولم يعد مقبولاً ان ينتظر ابن فلان لمئات الايام من أجل ادخال طبي لعدم وجود طبيب الاختصاص أو لوجود ابن فلان في ذلك المكان!





  • 1 مهتم ومتابع 1 26-11-2017 | 12:07 AM

    للاسف الواقع الصحي في الاردن دون المستوى المطلوب
    فرغم التطور الطبي و تمتع العديد من الاطباء والكادر الطبي، الا ان المشكلة في القطاع الصحي تكمن في الادارة . ادارة المراجعين، قسم المحاسبة والسجلات والادخال و غيرها من المسميات التي تاخذ وقت وجهدا من المراجع و الموظف من اجل ختم او تدقيق فقط
    ويكفي يوم واحد من الاطلاع على واقع الحال في اي مستشفى كانت لوضع العديد من الملاحظات والتحفظات على سوء الادارة الصحية و ووجود سياسات ادارية عقيمة تدير القطاع الصحي ( طبعا الحديث المؤسسات الصحية الحكومية)

  • 2 متابع ومهتم 2 26-11-2017 | 12:11 AM

    بالاضافة لذلك ما زلنا نتبع اسلوب التحويلات من مركز صحي الى اخر او مستشفى معتمدين على ورقة وختم، رغم كل الادعاءات بالربط الصحي والربط الالكتروني ومشروع " حكيم" الذي لا يرى المراجع اثره على ارض الواقع.

    وللحديث بقية عن نقص الادوية و كيف ان عملية صرف وصفة طبية تقتضي خط من العمليات الادارية من التاكد من وجود الادوية ومن تسعيرها ومن ثم ختم ووصل المحاسب انتهاء بصرف وصفة طبية نفص الادوية غير موجودة

  • 3 متابعة 26-11-2017 | 11:25 AM

    كلام صحيح ١٠٠٪؜ المرض قاسي بطبيعته فكيف إذا كان العلاج أقسى يميز بين فلان وفلان تحت بنود مصطنعة مثل VIP وغيرها من المصطلحات التي يخترعها مسؤول ويتناقلها الباقون دون التوقف عند معانيها والتي تخالف الدستور حيث أن للمواطنيين متساوون في الحقوق والواجبات

  • 4 جهاد العوضي 26-11-2017 | 05:23 PM

    رائع رائع مقالة اكثر من رائعة فيها محاكاة واتزان بالكلام
    الاستاذ الدكتور عادل محمد القطاونة
    انسان ذكي ويستحق كل الاحترام


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :