facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سقطت ورقة التوت , فماذا نحن فاعلون ؟


د. عدنان سعد الزعبي
11-12-2017 12:48 PM

سقطت ورقة التوت وأنكشف غطاء الرأس وظهرنا حفاة عراه , فالسد الوهمي الذي كنا نقف خلفه كأمة تمسكت بالحليف الأمريكي , تبين أنه اضحوكة اليمة طعنتنا في الأعماق وأستهترت بإرادتنا وعقلنا ووجداننا .
بالامس كان اللقاء الأمريكي مع العالم الأسلامي , بالأمس عقدت الصفاقات مع العالم العربي ب نصف ترليون دولار , بالأمس ساهم العرب بدمار سوريا بعدما إنطلت علينا جميعا إهزوجة الأمريكان لتستنزف فينا قيمنا الدينية عندما زرعت داعش وسلحته ومكنته وتركته يعبث بالمنطقة فسادا وبالدين تشويها.
بكل عنصرية وتحيز سافر يخرج علينا مسؤول امريكي كبير ليقول "لا رجعة عن قرار ترامب" وكأنه يقول للعالم بأسره وللشرعية الدولية نحن مع أسرائيل ، ونحن غير آبهين بما تقولون , وهذا يعني أن الطلاق الأمريكي ، طلاق قديم لا رجعة عنه . فكيف ننظر نحن العرب والمسلمون , وكيف ما زلنا نعتقد او سنعتقد أن امريكيا يمكن أن تكون حليف لنا أو داعمة لقضايانا. ومن يعتقد ذلك فقد يقع في الخطأ مرة أخرى، فما نحن به الآن صفعة مدوية نأمل أنها أسمعت كل من به صمم.؟ فالسياسة الأمريكية تتغير وتتبدل وفقا لمصالحها , فبالأمس القريب كانت أمريكيا لإيران الشيطان الاكبر ومن ثم أصبحت الحليف الذي وقعت معه اتفاقية النووي ,وتبنت بحماس إقناع أروبا بذلك , وفي أقل من عامين تحاول الآن إبتزاز إيران التي تمثل أولوية أولى بنسبة لها بعدما حققت من الخليج العربي ما تريد . ترامب ليس بالرجل المجنون , ولا الأهوج ولا الموجه , إنه سيد البيت الابيض , الذي حقق ما وعد اليهود والأنجيليين به وهو الرجل الذي نفذ قرارا كان قد صدر في باية الثمنينيات من القرن الماضي .لكن الهوج كان وما زال من نصيبنا نحن كعرب , فمنذ صدور قرار الكونغرس الأمريكي عام 1980 بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل،لم نجد العرب بنسف القرار من جذوره جراء تغير الأوضاع والأحوال ، خاصة بعد توقيع الإتفاقيات السلمية مع إسرائيل واندفاع العرب نحو التطبيع السري .؟!
سقطت ورقة التوت عن الكثير من الدول العربية وقياداتها خاصة التي ترتبط بمصالح كبرى مع واشنطن , فها هي الأخيرة ولا يردعها أو يخجلها أو يقلص حدة توجهاتها ضد العرب , تلك المليارات والصفقات والتوجهات السياسية التي ذوبت الشخصية العربية والقرار العربي والسيادة العربية حتى على دولها وأموالها ومصيرها . فأمريكيا قالت لنا وبكل وضوح "لا وزن لكم عندي , وقوتكم المؤقته بالمنافع التي تحققوها لواشنطن" وعلى عكس إسرائيل التي تعتبر الأبن المدلل لواشنطن؟ فالاستراتيجية القديمة الجديدة لأمريكيا إزالة كل العقبات أمام إسرائيل لتكون المهيمنة المسيطرة على المنطقة التي لايقال بكلمتها بل بأمرها شيء.؟
هذه حقيقة يجب أن تترسخ في عقول القادة قبل المواطن العادي؛ وإذا أردنا مواجهة الخطر القادم فنحن بأمس الحاجة إلى تحرك سريع لإنقاذ الدول والعروش التي ستتطاير بعدما تهيئت الظروف , وأصبحت الدول العربية والإسلامية جميعها في مهب الريح وفي مرأى بندقية أمريكيا ومطامعها وتطلعاتها. ؟ فما نحن فاعلون والوقت يسرقنا ولا خيارات لنا ؟! إن الخطوة الأولى للعمل السليم تقوم على تكريس الوحدة العربية والإسلامية ، وتفهم المصير المحتوم ، وتبني خطة واحدة وبرنامج واحد ولسان حال واحد ، نرتقي بها بردة فعل عربية واسلامية تنسجم مع ما تتطلع اليه الشعوب العربية والإسلامية ، وأن نمارس ضغطا إقتصاديا وسياسيا ودبلماسية , وجيوسياسي، بحيث نبين للعالم وبكل جدية بأننا أمة ولسنا مجرد رعاة مشتتة أوصالها. أمة بكل مقومات الدنيا بثقافتها وحضارتها وتاريخها , وجغرافيتها , وثرواتها وبطاقة أبناءها وبأديانها السماوية ؟؟؟؟؟؟ فالعالم باسره لديه عندنا مصالح فأين لعبة السياسة ، التي بينت مواقف دول العالم في مجلس الأمن والجمعية العمومية وأضفت مدى تشكيل قوة عالمية عظمى تناصر قضايانا ، وتمكننا من مواجهة تحدياتنا، فقد جربنا أ مريكيا التي كان لها اليد الطولى في تهميشنا وقذفنا في مهب الريح !
أعين العالم من حولنا تشاهدنا وتراقبنا , ومستقبلنا ينظر الينا ويتوعدنا , وابناؤنا يتساءلون كيف نحمي مستقبلهم و شرفهم ونحافظ على كرامتهم..الخ فماذا نحن قائلون لهم ؟ . كلمات وزراء الخارجية العرب كانت في معظمها ذات سقف عالي مطلوبة ومرغوبة للشارع العربي ، فقد انبثقت من روح العروبة الصادقة والمعاناة الأشد , , فهي الأقرب إلى وصف الألم والتصور المطلوب , , وقد عكست مواقفها مبدأ القوة الذي يجب أن يكون قاعدة السلام المنشود، فالتصالح مع الذات العربية وفتح الصفحة الجديدة بعد إنهاء الخلاف وتفهم مؤامرة الدس والفتن التي حلت بالأمة العربية والإسلامية، لم تخرج عن إطار حجم المؤامرة التي أخيطت بكل دقة في أروقة الموساد ومقر الجالية الصهيونية في واشنطن .
لا بد أن نعترف عمليا بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين و ندعوا العالم للإعتراف بها حسب الشرعية الدولية ، والمثل بالمثل ,وأن نضع المنظمة الدولية تحت مسؤولياتها بإحترام قراراتها والضغط على أمريكيا بمجلس الأمن بتفعيل دور الممثلين العرب جميعا , كذلك إيقاف الصفقات التجارية مع أمريكا ومقاطعة البضائع وتحريك الجاليات العربية والمسلمة في أمريكيا بتنشيط السفارات العربية والإسلامية هناك , وإيجاد بدائل سياسية عربية والتوجه للشرق عند اللزوم , فمن لم يقف معنا فهو ضدنا , مع أعلان الإضراب الفلسطيني الشامل وأستدعاء السفراء العرب من تل ابيب وطرد سفراء اسرائيل من العواصم العربية وايقاف التطبيع بكل أنواعة , وتشكيل عقوبات جسيمة لكل من يخرج عن هذه الخطة , مع تشكيل وفد عربي رفيع المستوى ليطوف العالم , وعرض ما لدى العرب والمسلمين , , فالقوة التي نملك هي أكبر وأعظم من صورايخ وطائرات أمريكيا . ولكن نحتاج إلى إرادة حقيقية . وهو إمتحان حقيقي فهل نحن فاعلون ؟؟؟!!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :