facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مـجـلـس عـبـد الله .. بقلم محمود الحويان


07-03-2009 02:16 PM

اعتاد الحكام ان يأخذوا القرار، في اي امر عند الحاجة له من أنفسهم ، وغالبا لا يستشيرون فيه احد ، فهم يرون الامور بمنظار، يختلف عن غيرهم من عامة الشعب ، وبالتالي، لا يجرؤ احد، على مراجعتهم فيه.

ولقد عرفت الملكية على مدى التاريخ ،بأنها نظام حكم ، يكون فيه رأس الدولة، او الهرم، صانع القرار، والمرجعية الوحيدة فيه ،وان احتاج في بعض الامور المهمة، ان يسمع رايا من مستشاريه ،وعلية القوم حوله، وكان الاقرب الى الملوك وزراؤهم وقادة جيوشهم.

عندنا يختلف الوضع، فمنذ سنين، وبالرغم من وجود مجلس للاعيان، يسمى بمجلس الملك، فيه من الخيّرين الكثير، الا ان سيدنا سنّ سنة حميدة، حيث فتح ابواب مجلسه او ديوانه للناس، نعم لعامة الناس، من كافة اطيافهم ومرجعياتهم ،يدعون اليه يلتقيهم على دفعات، سواء من عمان العاصمة، او المحافظات ،او البادية والارياف ، والمخيمات.

انه لا يجمعهم لكي يخطب فيهم، بل ليستمع اليهم ويسمع منهم، ويعرف بماذا يفكرون، وكأنه عصف ذهني ، يدور بين الحضور .

مجلس الملك، كفكر الملك، يتسع للجميع، ولا يستثني احدا، انه مجلس الاردن ،انه بيت عبد الله ، ومن دخله كان آمنا على نفسه وفكره، فما اجمل واروع ان تكون بحضرة الملك ، وان يقال لك، قل ما بخاطرك ،نودّ ان نسمعك.

هذه السنـّة الهاشمية ، بجمع الاردنيين بهذه الطريقة ، اعادتني الى ان استرجع من الذاكرة ،جلوس سيد البشرية بين قومه ،من شتى القبائل والجهات والبطون، وهو يقول لهم اشيروا عليّ ايها القوم ، فرغم انه النبي الا انه يسعده، ولا يضايقه، ان يسمع من العامة.

عبد الله الثاني وبعد الف واربعمئة وثلاثين عاما ،يقول لنا هذه سنة اهلي وطبعهم بمحبة الناس، يتشاورون مع الناس، في ادق الامور لان الحكمة ضالة المؤمن، اينما وجدها اخذ بها.

مجلس عبد الله للجميع، كما ان الوطن للجميع، والمسؤولية تقع على الجميع، فالكل في السفينة، ورغم ان ربـّانها هو الذي يقودها في هذا البحر المتلاطم الموج، الا انه يقول كلكم ربابنة للسفينة، وهذا ان دل على شيء، دل على تواضع عبد الله، وسماحة عبد الله ،وخلق عبد الله.

( يا اخوان انا حاب اسمع منكم ) هذه البداية المباركة ،في كل جلسة يشرفها عبد الله، يقولها لنا صاحب البيت ،نعم، هاتوا ما عندكم ،وليقل كل منا ما يشعر انه مهم، ويخدم المصلحة العامة.

في مجالس السلاطين والحكام ،يكون الحاضرون صامتين، وكأن على رؤوسهم الطير، يتلقون الاوامر فقط ،ولا يسمع من احدهم ،الا النفس، والنفس كثير، و محسوب عليه، لكن في مجلس عبد الله، فانه هو المستمع، وهو الذي ينصت، ويقيّم كل ما يسمع.

ايها الاردنيون هل ندرك حجم التجربة، وعظم تواضع الملك،فنحن يضيق صدر احدنا باخيه ، او بمسؤوله، او زميله، ويقطع عليه حديثه مرة ومرات، لكن عندما يتشرف المجلس بعبد الله، تكون الصدور واسعة ،ويكون الفكر حاضرا، وتكون المصلحة العليا للوطن، على اعلى سلم الاولويات.

هي مناسبة ولا شك عظيمة، وفرصة لا تعوّض، ان نكون صادقين واثقين واعين، لمفردات المرحلة، وان لا نجامل، فمليكنا لا يريدنا مجاملين، دبلوماسيين جدا في طرحنا، يريدنا مباشرين نحو الهدف، يريدنا خلاّقين اصحاب افكار نيّرة وبنـّاءة .

الا ترون انه يذكـّرنا في كل جلسة، بما نسينا ، فالقلم والورقة، لا يفارقان يده، يكتب لنا ،ومن اجل الوطن ،لنكن بمستوى طموح عبد الله، ولنكن بقدر ثقة عبد الله ،بالله وبنفسه .

الوطن يحتاج احيانا الى رافعة، فليكن كل واحد منا رافعة للوطن، ولنفعـّل هذه الشعارات ،التي نرددها، ونتغنى بها، ولنثبـّتها فكرا، وعملا، وانجازا.

ما يريده سيدنا ،انكم سادة احرار، والحر لا يقاد بالعصا ، فلنكن بحجم المسؤولية، ولنحذر ان يؤتيـّن من قبل احدنا ،هنا فقط، نكون نحن اولا، ويكون الاردن اولا، ويكون عبد الله اولا، حاديا للركب، مشاورا اهله وعشيرته، متوكلا على الله، ولا تجتمع الامة على ضلال .

واقول وليسمح لي سيدنا، سيكتب عنكم التاريخ ،وبحروف من نور، انكم البـّار باهله ، والصاحب لقومه ،والقريب من رعيته، فلكم اجر هذه السنة الحميدة في الحكم، من خلال المشورة، التي سرتم عليها وورثتموها ، وفعـّلتموها ، فلكم الاجر والثواب.

وسيسجـّل لكم التاريخ يا سيدي ،انه كان في الاردن، في زمن كذا، ملك صالح، يقال له عبد الله ، كان يجمع اهله حوله، يستمع لهم فرادا وجماعات، وقبل ان ينفض المجلس ، يبتسم في وجوههم ، ويقول على بركة الله يا اخوان.

وهكذا بنى وطنا ، وشاد دولة ، ورعى واصلح وحمى، لكن الاهم ، انه زرع محبة له في قلوب ابناء شعبه.

HOYANM@YAHOO.CO






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :