facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ساعة بقرب فيلتمان وشابيرو في عمان؟


رنا الصباغ
08-03-2009 03:03 AM

في لقاء خاص مع كتاب وباحثين سياسيين اردنيين تحاشى جيفري فيلتمان, نائب مساعد وزير الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى, ودانيال شابيرو مسؤول قسم الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي الخوض في تفاصيل استراتيجية بلادهما قيد البلورة تجاه ملف الشرق الاوسط المتأرجح بين اطماع ايران وسياسة اسرائيل التوسعية.

الحوار الذي دام ساعة عصر الخميس تشعّب ليطال موقف ادارة الرئيس الديمقراطي باراك اوباما حيال ايران, سورية وحماس وربط نشر الديمقراطية بالمساعدات الخارجية. كلام الرجلين لم يشي بتحول جديد في الموقف اكثر مما يستشف من التصريحات الاعلامية او التحليلات الصحافية الغربية والعربية.

فالرئيس اوباما كان قد بادر قبل اسابيع للاعلان عن عزمه اكمال انسحاب غالبية قواته من العراق خلال 18 شهرا, والان يبلور استراتيجية التعامل مع الملفات الاخرى العالقة.

ايران تبرز كعقدة في جميع ملفات المنطقة, بسبب سلوكها السياسي المعطّل. وترحيل التعاطي مع ملفها النووي يكسبها مزيد من الوقت لاثارة الشغب, بينما تظل هناك افكار متعددة وقرارات دولية وسلّة حوافز اوروبية وغيرها من المبادرات قابلة للتعامل معها.

ادارة اوباما لن تنتظر حل الازمة مع ايران كي تبدأ العمل على ملفات الشرق الاوسط الاخرى. لكنها تصر على ان الانفتاح على سورية لن يكون على حساب لبنان, والحوار مع دمشق ليس جائزة. فواشنطن تريد ان ترى تطبيق قرار مجلس الامن ,1701 وزيارة فيلتمان الى دمشق هذا الاسبوع - الاولى لمسؤول امريكي على هذه المستوى منذ 4 سنوات تظل استكشافية للحديث عن لائحة من الامور المتداخلة التي تقلق البلدين في تعاملهما مع الاخر.

لكن الحوار مع فيلتمان وشابيرو في السفارة الامريكية بعمان عكس روحا جديدة تظهرها في تعاملها مع المنطقة, حيث ستنتهج اسلوبا واقعيا قائما على "الادارة بالنتائج" - اي عبر تقييم السياسات بناء على قدرتها التنفيذية واحقاق نتائج ملموسة على الارض. ذلك يوفر مرونة اكبر للتشبيك مع مواقف الاطراف كافة والالتقاء حول مصالح مشتركة.

الرجلان اكدا لمحاوريهما في عمّان ان "صنع السلام على اساس حل الدولتين", وليس تصميم عملية جديدة للسلام هو هدف حتمي لانه مصلحة اسرائيلية كما هو مصلحة عربية وطموح وطني فلسطيني. وقال السفير فيلتمان بلهجة صارمة: "نريد حل هذه المشكلة".

بنفس الروحية, اكد ضرورة ان "تتصرف السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس كالدول, بخاصة انها تسعى لان تصبح دولة" كما رأى ان على الحكومة القادمة ان تحترم الالتزامات الموقعة سابقا وان تقبل مقتضيات العيش بسلام مع جيرانها كافة.

واستذكر كيف سارع اوباما, فور تنصيبه في البيت الابيض قبل شهرين للاتصال مع اهم اللاعبين العرب على جبهة السلام; عباس, رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت, الملك عبد الله الثاني, ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك. تلك الاتصالات, برأي فيلدمان, تدلل على اولويات سياسة اوباما الخارجية.

وجاء تعيين جورج ميتشل, مبعوثا شخصيا للرئيس الامريكي الى الشرق الاوسط, ليعزز هذا النهج, وقد جال في المنطقة مرتين منذ تولى مهمته. ميتشل يصر لمحدثيه من الجانبين انه غير مهتم في "عملية سلام" بقدر ما يسعى- كالرئيس اوباما- الى رؤية "نتائج ملموسة" على الارض.

في سياق التغيير الملموس, قامت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بأول جولة لها في الشرق الاوسط. واعلنت ان بلادها تواصل العمل مع الاسرائيليين والفلسطينيين من اجل سلام يتضمن اقامة دولة فلسطينية مستقلة. كما شدّدت على ان الخطوات الاولى المطلوبة هي التوصل الى وقف دائم لاطلاق الناريعني, ذلك باللغة الامريكية, ان الهجمات الصاروخية اليومية التي تشنّها حماس على جنوب اسرائيل يجب ان تتوقف, كما تهريب الاسلحة الى قطاع غزة المنكوب.

سبق ذلك تعهد واشنطن يوم 2 اذار الحالي في مؤتمر دولي عقد بشرم الشيخ بتقديم 900 مليون دولار كمساعدات للفلسطينيين - يخصّص ثلث المبلغ لاعانات الفلسطينيين في قطاع غزة فيما يذهب ما تبقّى الى السلطة الفلسطينية التي تسيطر على غزة.

المفارقة ان الاجواء التفاؤلية التي تحدث بها السفير فيلتمان وِشابيرو باتت مفقودة بين الرأي العام العربي المحبط من جدية الولايات المتحدة في التعامل مع الصراع الدائر منذ 1948 يفضّل الشارع العربي, المعجب بخطاب الممانعة بدل وهم السلام, الانتظار الى ان تتحول الاقوال الى وقائع وعندها لكل حادث حديث.

في منتصف المسافة تقف الحكومات العربية المعنية بدفع ملف السلام, في الاردن وفلسطين والسعودية ومصر وغيرها, والتي ترى دلائل مشجعة تشير الى ان ادارة اوباما بدأت بالفعل وضع قضية احلال السلام الاسرائيلي - الفلسطيني ضمن اولويات سياستها الخارجية وكحجر اساس لسلام اشمل واعم. هذه الحكومات باتت تسمع لغة تعبر عن تغيرات في السياسة الامريكية, وتأمل في ان تستمر بشكل يظهر تغيرا حقيقيا في الموقف.

لكنها تعرف ان شيئا لن يحدث على ارض الواقع قبل تشكيل حكومة اسرائيلية يمينية متطرفة برئاسة زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو وانجاز المصالحة الفلسطينية.

التعامل مع حكومة الليكود لن يكون سهلا لا عليهم ولا على واشنطن بسبب اختلاف المواقف.

فقبل انجاز حكومة نتنياهو, لن يكون بمقدور الرئيس اوباما وكلينتون وفريقهما ان يطالبوا اسرائيل علانية بالتزام علني لوقف بناء المستوطنات او اصدار موقف واضح تجاه خطة السلام العربية لعام 2002 التي تؤيدها الولايات المتحدة واوروبا وقرارات الشرعية الدولية. ويشكل استمرار الاستيطان مقتلا لحل الدولتين.

في الاثناء, لن تحرك واشنطن ساكنا قبل الانتهاء من تشكيل الحكومة الاسرائيلية التي يتوقع ان يصبح زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" العنصري المتطرف افيغدور ليبرمان وزيرا للخارجية, لكي لا تؤثر على اجواء تشكيلها او تبدو وكأنها تتدخل في الشؤون الداخلية للدولة العبرية.

لكن المواجهة قادمة بين الرئيس اوباما وتل ابيب وبين اسرائيل والعالم العربي بلا محالة.

ينقل دبلوماسيون غربيون ان كلينتون طالبت وزير الدفاع ايهود باراك خلال لقائهما قبل ايام بفتح المعابر الحدودية بين اسرائيل وغزة من اجل تخفيف الضائقة الانسانية. كذلك انتقدت خطة السلام الاقتصادي التي يحملها نتنياهو, واوضحت ان الحديث عن خلق فرص اقتصادية للفلسطينيين من دون حل سياسي "ليس عمليا ولا امل بنجاحه". واكدت وجوب ان تفي اسرائيل التزامها بموجب "خريطة الطريق" الدولية, وفي مقدمتها وقف النشاط الاستيطاني وتفكيك البؤر العشوائية, وهو امر مستبعد مع حكومة تضم احزابا تدعم الاستيطان في الاراضي المحتلة.

يظل هناك بصيص امل لدى العرب المتحمسين لخيار السلام, والاردن احدهم, في ان تنعكس اجواء المصالحة العربية بين مصر والسعودية وسورية على حل عقدة المصالحة الفلسطينية بين سلطة عباس في الضفة الغربية وسلطة حماس التي تدير قطاع غزة منذ انقلاب صيف 2007 .

المصالحة اساس لتشكيل حكومة مقبولة وطنيا تساهم في فك الحصار الدولي وتحضر لاجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وتوقف حجج الغرب بعدم توفر شريك تفاوضي فلسطيني.

يبدو ان الفلسطينيين تلقوا اشارات امريكية واوروبية, حمل اولاها الى دمشق المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية قبل الاخيرة جون كيري, بانه لا مانع من التعاطي مع حكومة وحدة وطنية بمشاركة حماس, ان قبلت الاعتراف باسرائيل ومبدأ حل الدولتين.

بعد تشكيل حكومة فلسطينية, سيظهر حجم التغيير المزعوم لدى الرئيس اوباما. لان المطلوب هو ادخال تعديلات جذرية على سياسة واشنطن تجاه المنطقة لتغيير نهج الادارة السابقة التي بدت شديدة الحرص على ابقاء "عملية سلام" حيّة قدر الامكان خدمة لمصالح اسرائيل.

وقد يكون التغيير من سابع المستحيلات.0


rana.sabbagh@alarabalyawm.net

العرب اليوم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :