facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل التواصل مع الأمريكان والأوروبيين ضرورة؟


د. عدنان سعد الزعبي
23-01-2018 01:51 PM

من الطبيعي جدا أن يستقبل الأردن نائب الرئيس الأمريكي بنس ليس للاستماع لما سيقوله فقط أو بماذا يفكرون، بل لإسماعه صوت الاعتدال والمنطق والصواب الذي عرف عن الأردن في مثل هذه المواقف الحساسة. فالأردن يدرك ما سيقوله بنس ويعرف تماما أن الأخير من أشد المؤيدين والمشجعين في الإدارة الأمريكية لنقل السفارة وحل القضية الفلسطينية بالمقترح الجديد (صفقة القرن). لكن الضرورة تحتم ابقاء التواصل واستمرار الحوار وتكرار شرح المخاطر.

لقد وضع الأردن نائب الرئيس الأمريكي بالعواقب الضخمة التي سيترتب عليه المضي بهذه السياسة وأن فوضى منتظرة ستحل بالمنطقة وسينعكس ذلك على العالم بأسره ، فهذه الرسالة مهمة جدا يجب أن يفهمها الأمريكان ومن الأردن بالذات الذي حظي دائما باحترام وجهة نظره وبعدها العميق لدى الأوساط السياسية الأمريكية . خاصة وأن النصائح التي تحدث به الأردن طالما وأن كانت في مكانها، وأثبتت الأيام صدقها وتطابقها مع الواقع. ويدرك المتمرسون في السياسات الأمريكية إن سماع الإدارات الأمريكية المتتالية لها خفف كثيرة من حالة التوتر ووقوع العالم بكوارث لا يحمد عقباها.

الموقف واحد الذي استمع له بنس من مصر و الأردن وتطابقه بالتأكيد مع وجهة النظر الفلسطينية وعدد كبير من الدول العربية يؤكد تماما على ما ينادي به العالم بصوت الشعوب التي انتفضت لمجرد صدور قرار نقل السفارة والذي ترجمه مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة في قراريهما الشهيرين . وهما اللذان هزا أركان الإدارة الأمريكية فأخرجها عن صوابها بممارسة التهديد والتزمت بقرار النقل الذي نشهده يعلو في الكنيست الإسرائيلي بصوت نائب الرئيس الأمريكي. وهنا لا بد من الذكر أيضا أن هذا الموقف دفع أوساط السياسية الأمريكية وغالبية الشعب الأمريكي لرفض مسيرة وقرارات ترامب ومسيرة الإدارة الأمريكية ،حيث خرج أحد الاستطلاعات الكبرى بداية الشهر الحالي حول ترامب وإدارته بأنه غير قادر على إدارة السياسة الأمريكية وانه غير متزن .

من حق الأردن أن ينطلق من هذا الموقف العالمي و أن يحذر السياسيين الأمريكان من خطورة ما يفعلون وأن يشاركه بذلك دول عربية وإسلامية وأوربية ، من حق الأردن أن يكثف تواصله من صناع القرار السياسي الأمريكي ومع زعماء العالم لبيان خطورة الموقف وأبعاده وتشكيل قوة ضغط على الإدارة الأمريكية لثنيها عن توجهاتها التي لم ولن يقبلها أحد ولن تؤسس لحالة الأمن والاستقرار في المنطقة . الخطر الأكبر الذي يمكن أن ترتكبه الدول العربية والأردن بالذات هو حلم إسرائيل بإيقاف التواصل مع الأمريكان وعدم اسماعها حقيقة الأمور وهيجان الشعوب العربية والإسلامية التي قبلت أن تكون انظمتها حليفة لأمريكيا بتوكل يقوم على المصالح المشتركة.

فضغط أمريكيا على إسرائيل لتصويب أوضاعها مع الأردن ، وقناعة الإدارة الإسرائيلية إنها ارتكبت حماقة سياسية ودبلوماسية مع الأردن أظهرت للعالم بأسره قوة الأخلاق القانونية التي يتمتع بها النظام الأردني وتعامله وفق القانون الدولية والشرعية الدولية ، وبنفس الوقت ضعف هذه الأخلاق لدى دولة تعتد بديمقراطيتها أمام العالم فتعرت أمام الجميع . لا تستطيع إسرائيل أن تظهر للعالم بوجهها الذي رفضه العالم بأسره وهم يسيئون حتى لبنود اتفاقية السلام وأعراف الدبلوماسية

أدركت إسرائيل أن موقف الأردن العظيم وبخها وأظهرها بعقلية القلعة والمراهقة السياسية. فكان تصويب الخطيئة بالاعتذار الذي جاء بمثابة إدانة أخرى للممارسة الإسرائيلية. فالعالم يدرك ذلك ويعرف حقيقة إسرائيل ودعم الإدارة الأمريكية الحالية لها ، فهل نترك الساحة لإسرائيل أم نطوق الخناق عليها بالتعامل مع ما تبقى من عمر الإدارة الأمريكية ونستمر بالضغط عليها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :