facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أهيكل بين ظهرانينا!؟


د.خليل ابوسليم
27-03-2009 05:39 PM

أحيانا ولاعتبارات خاصة ولان عين الرقيب ترى ما لا يمكن لمجهرنا أن يراه، فان مقصه يتدخل لإجراء جراحة تجميلية عاجلة على بعض المقالات قد تصل إلى درجة إقامة الحد عليها، مما يؤدي إلى إحداث تشوهات كتابية، الهدف منها حسب رأيه – الرقيب – هو عدم الدخول في متاهات هو في غنى عنها أو حري به الابتعاد عن مقارعتها، أو خشية تحميلها أكثر مما تحتمل وهذا حق من حقوقه التي لا يمكن نكرانها.
هذا ما حدث في مقالي السابق عن هيكل وزمرته، حيث تدخل مقص الرقيب وقام بعملية تجميلية سافرة أدت إلى تغيير عنوان المقال وكذلك حذف لبعض الأجزاء منه، مما جعله يخرج غير متبرج الأمر الذي افقده جزءا مهما من معناه رغم الصدى الذي لاقاه من بعض المعلقين الذين أدلوا بآرائهم في المقال، مع العلم أنني حاولت قدر المستطاع أن يخرج المقال بشكل يسمح للرقيب بنشره سواء من حيث الشكل أو المضمون دون أن يسبب له أدنى حرج قد يؤدي بنا الاثنين إلى ما لا تحمد عقباه لا قدر الله.
أسوق هذه المقدمة نظرا لما حملته بعض الردود على هذا المقال والذي سبقه أيضا( ماذا يريدون منا)، والتي وردتني على البريد الالكتروني الخاص بي، وعند قراءتي لتلك الردود أصبت بما يشبه حالة من الصدمة رافقتها حالة من اللاشعور والإدراك لما تضمنته تلك الردود من حقد دفين ومس صارخ بمكونات الأردن الثلاثة- القيادة والأرض والشعب- ، رغم إيماني الشديد وتأكيدي المطلق على أن أصحاب تلك الردود يتقمصون أسماء وهمية لا تمت للواقع بصلة كما هو حال ردودهم.
ما أثار صدمتي واستهجاني هو مضمون تلك الردود، حيث البعض منها يعد بالتغيير القادم؟ ولا ادري ماذا يقصدون بذلك، فان كانوا يقصدون تغيير على مستوى القيادة فنقول لهم إن قيادتنا غير قابلة للتغيير أو التعديل مهما كانت الظروف والأحوال-إلا حسب ناموس الكون الرباني- الذي لا علاقة لبني البشر به، وان هذه القيادة هي استمرار طبيعي لجيل عربي هاشمي عصي على التغيير لأنها لم تأت- كغيرها- على ظهر دبابة ولم تعتاش على أرزاق الآخرين ومقدراتهم، بل جاءت محمولة في القلوب وعملت وما زالت تحاول توفير سبل العيش الرغيد لكل عربي رشيد مقيم على ثرى الأردن المضمخ بدماء الشهداء الأبرار وعلى رأسهم مؤسس الأردن الملك الشهيد عبدا لله الأول طيب الله ثراه، وإن حبنا وولائنا للهاشميين لم ولن يكون من طرف واحد أبدا، ولم يكن قائما على التزلف أو التملق أو الخوف أو لتحقيق مصلحة آنية سرعان ما تتبدل مع تبدل القيادة والأهداف لتتلون كحرباء في فصل الربيع، بقدر ما هو عشق متبادل وموصول من الأجداد إلى الأحفاد، قائم على الحب والاحترام والولاء.
أما عشائرنا الأصيلة، تلك العشائر التي حملت العرش على الأكتاف وفوق الأعناق، والتي تعرضت للنقد والتجريح في أكثر من مناسبة وأصبح بعض المارقين يرون فيها عشائرية ممقوتة وممجوجة لا تناسب العصر الذي نعيش!!!، بعدما نسي هذا البعض أن تلك العشائر هي التي وفرت لهم ملاذا آمنا وحملتهم على الأكتاف وفتحت لهم البيوت، تلك العشائر -وبقدر الله- أطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف، وما وصفهم لنا بالتخلف والرجعية إلا دليل آخر على عجزهم وضعفهم في إنصاف الأردن وأهله الطيبين، ولن يكون آخر أدلتهم في إثبات دونيتهم ونكرانهم للجميل الذي صنعه رجال الأردن الأشاوس وعشائرهم العريقة مستلهمين ذلك من خطى عربية هاشمية.
لقد وصل الحد في بعض الردود إلى درجة من السخرية طالت بعض العادات الأردنية والتي أصبحت من وجهة نظرهم بالية ولا تناسب العصر الحديث، فمنهم من يرى مثلا أن المنسف الأردني أصبح يشكل وصمة عار في تاريخ الأردن الحديث، متناسين أن رسولنا الحبيب كان يحب من الشراب اللبن، ولا يأكل من الشاة إلا كتفها، فان كان ذلك عار فنعم العار هو، وإذا كانوا يرون في الأردني نقص في رجولته لعدم سماحه لشرفه وعرضه بالخروج كيفما شاءت وأينما أرادت دون حسيب أو رقيب لكي تصبح مشاعا للذئاب كغيرها فنعم الرجولة هي، وأكاد اجزم أن معظم نسائنا لديهن من الرجولة – أفعالا – ما يعجز عن القيام به بعض من رجالاتهم، ولا تسمح لنفسها بتخطي حدود الحشمة والأدب، كيف لا وهن ما تربين إلا على الفضيلة وحفظ العرض وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف.
هناك العديد من الأوصاف التي وصفنا بها، مما لا يسمح المقام بالمرور على ذكرها، ولكن هناك حقيقة واحدة أدركتها ومعي الكثيرين من أبناء الأردن الطيبين، وهي إذا كان هناك هيكل على فضائية الجزيرة فان العديد من الهياكل البالية ما زالت موجودة بين ظهرانينا، تنام معنا وتأكل خيرنا، وانتماؤها وولاؤها مرهون بأحضان غيرنا وسوطها مرفوع فوق رؤوسنا، وما هيكل إلا أستاذها وقدوتها، وهي بحاجة إلى البتر من الجذور إن وجد لها ذلك.
kalilabosaleem@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :