facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصفقة اللقيطة


رجا طلب
19-03-2018 10:22 AM

حاولت وعلى مدى ساعات طويلة البحث عن أصل مصطلح « صفقة القرن « ومن هو مطلقه ؟ ، ومتى تم إطلاقه ؟ فلم أجد له لا أصلا ولا فصلا ، ووصلت إلى خلاصة مفادها أن المصطلح تسلل ودخل دائرة التداول السياسي والإعلامي قبيل شهر تقريبا أو أكثر قليلا من قرار ترمب المشؤوم بنقل السفارة الأميركية إلى القدس الشرقية والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل في السادس من كانون أول من العام الماضي وربما كانت التسمية وليدة الحالة الدراماتيكية للحل السياسي الذي سينهي كل القضايا ويغلق كل الملفات المعقدة.

إلى اليوم لا توجد ملامح واضحة لتلك الصفقة ولم تقدم رسميا لاي طرف من الاطراف المعنية ، ولكن بالبحث نجد أن هناك اسما بعينه ترتبط به فكرة الحل النهائي للقضية الفلسطينية انه الجنرال « اغيورا ايلاند « الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الاسرائيلي والباحث بمعهد الأمن القومى الذي اقترح عام 2009 خطته للحل النهائي للقضية الفلسطينية والتي تقوم على الأسس التالية :

أولا: توسيع مساحة غزة الى ثلاث مرات ، بضم 600 كيلو من سيناء للقطاع ، لتكون هناك فرصة لبناء مدن جديدة للفلسطينيين في سيناء مع إقامة ميناء بحري ومطار دولي ، مما يحقق تنمية اقتصادية حقيقية للفلسطينيين.

وتشمل الخطة ضم المساحة المذكورة، لتتجاوز مساحة غزة في حدود 1967 ، ،في مقابل منح مصر 600 كيلو من صحراء النقب في جنوب فلسطين المحتلة.

ويرى «أيلاند» أن عدد سكان قطاع غزة يبلغ أكثر من 6.1 مليون نسمة –وقت وضع الخطة عام 2009 في مساحة صغيرة نسبيًا ، وتوقع أن يصل إلى 5.2 مليون نسمة بحلول 2020 ،وان هذه المساحة الصغيرة جدا لن توفر الحد الأدنى لإمكانية قيام دولة فلسطينية في غزة.

ويعتقد «إيلاند ان خطته متوازنة و»فى النهاية لن يخسر أى طرف أراض جديدة، ففي الوقت الذي ستتمكن إسرائيل من التوسع فى المشروعات والمستوطنات بالضفة الغربية، ستستفيد مصر اقتصاديا، فالميناء والمطار الجديدان سيكونان حلقة اتصال بين مصر والخليج العربى وأوروبا، كما يمكن لمصر إقامة ممر برى، لجعل الحركة من مصر إلى بقية دول الشرق الأوسط أسهل بكثير، دون الحاجة للعبور بأراضي إسرائيل».

ثانيا: تهويد مدينة القدس بالكامل ونزع الهوية الإسلامية عنها ، وإغلاق ملف اللاجئين وإنهاء مفاعيل قرار مجلس الأمن الدولي 242 وشطب حدود عام 1967 كقاعدة ثابتة في أي حل سياسي للقضية الفلسطينية.

ثالثا: تحقيق سلام إقليمي يضم مبدئيا الأردن وفلسطين ومصر وقابل للتوسع عربيا وإقليميا.

بناء على تلك المعلومات التي قامت بجمعها عدة مراكز بحث ومراكز دراسات فان الخلاصة المنطقية تقول إن الأب الروحي والشرعي لما أطلق عليها « صفقة القرن « هو الجنرال غيورا ايلاند ، وان نتانياهو – ترمب اتفقا على تبني هذه الخطة في الأشهر الأولى لتولى ترمب رئاسة الولايات المتحدة لانهاء حل الدولتين ولانهاء خيار الدولة ثنائية القومية.

ومن المقدمات التى سارعت ادارة ترامب لاتخاذها للبدء في تطبيق خطة ايلاند على ارض الواقع كان قرار نقل السفارة الاميركية الى القدس الشرقية والاعتراف بها عاصمة ابدية موحدة لاسرائيل ، اما القرار الثاني فهو شطب قضية اللاجئين من التداول السياسي من خلال وقف مساهمتها لميزانية الاونروا والبالغة 350 مليون دولار.

اقصى ما يستطيع الاردن عمله هو رفض الانضمام لتلك الصفقة ، صحيح ان تلك الصفقة انهت « اسطوانة « ان الاردن هو الوطن البديل للفلسطينيين ، لكنها في المقابل تستهدف سلطة الاردن ورعايتها للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وهي من اهم عناصر الشرعية التاريخية للعرش الهاشمي وللدولة الاردنية ، كما ان ابقاء قضية اللاجئين بدون حل وتوطينهم في اماكن تواجدهم حسبما تقتضي خطة ايلاند يعني عمليا ان الاردن الذي يضم اكبر لجوء فلسطيني خارج فلسطين سيتحول حتما لبلد ووطن بديل لفلسطين.

باختصار ان الاردن يمر في مرحلة سياسية هي الأقسى منذ تكون الدولة الاردنية في مطلع العشرينيات من القرن الماضي فهو يخوض مناطحة ومقاومة لمشروع اميركي – اسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية ، وفي الوقت نفسه يعيش ظروفا اقتصادية خانقة وهو ما يتطلب جبهة داخلية متماسكة وواعية لدعم موقف جلالة الملك في حماية الاردن ومصالحه .

Rajatalab5@gmail.com

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :