facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحمدلله انهم لم يحكمونا


د. عاكف الزعبي
08-05-2018 02:52 PM

في اكثر من مناسبة سمعنا قادة سابقين للتيارين القومي واليساري في الاردن يقولون لمستمعيهم ( احمدوا ربكم اننا لم نحكمكم) . في قولهم هذا ابلغ اختصار لتجربتهم السياسية ، وبما ينطوي على اعتراف بخلاصة التجربة المرة التي نأى الاردن بنفسه عنها وكتب لبعض الدول الشقيقة بكل اسف ان تعيشها لتنتهي الى ما انتهت اليه من استبداد وفئوية ومحاصصة ، والوقوع في براثن الاستدراج والانقياد لمتاهات ما كان ينبغي ان تسقط فيها .

في خمسنيات القرن الماضي سعت تيارات سياسية في اكثر من محاوله للانقلاب على الحكم لالحاق الاردن بالتجربة السياسية البائسة النهايات التي تعيشها اليوم دول شقيقه . وسعت ذات التيارات مع منظمات حليفة في مطلع السبعينات لاعادة الكرة لكن وعي القيادة والولاء الوطني الفطري للاردنيين ووطنية بعض النخبة الرسمية جنبت الاردن الانجرار الى ما كان يدبر له . ولعل الامن والاستقرار الذي يعيشه الاردن اليوم دون غيره هو واحد من بين فضائل نأيه بنفسه عن الانقلابات وتسييس العسكر واغراء الشعارات الثوريه .

الاردن دولة وشعباً مدين لكل من جنبه مخاطر الانزلاق الى المجهول . ويقدر لكل من امتلك جرأة الاعتراف بتواضع نتائج تجربته السياسية من قيادات التيارين القومي واليساري . لكن ما علينا تذكره اليوم ان ذلك ليس كافياً لمسيرة الاردن التي استطاعت النجاة بالاردن مما كان يدبر له . فالظروف قد تبدلت ، والاخطار لم تعد غائبه . وما هو مطلوب اليوم من التيارات السياسية والاحزاب الوطنية ومؤسسة الحكم صار كبيراً وملحاً .

في الظرف الراهن مؤشرات الاداء الحزبي الوطني ليست مطمئنة ولا ترتقي الى مستوى المرحلة ومصالح الوطن العليا . التياران القومي واليساري لا يظهران الارادة المطلوبة لدعم الدولة المدنيه . كما لا يظهران قدرة على التوسع والحضور بين الجمهور . والتيار الاسلاموي السياسي يعيش حالة انقسام ويعزل نفسه في سعيه لمعاداة الدولة المدنية متعسفاً في اظهارها معادية للدين . واما الاحزاب الوطنية فان حضورها الشعبي لا يكاد يظهر، كما تزايدت اعدادها تزايداً لا يبرره مستوى وتماثل برامجها .

وعلى الصعيد الرسمي يتطلع الناس الى مؤسسة الحكم اليوم طلباً للمزيد من الالتفات الى حجم ونوع المتغيرات في ثقافة ووعي وتوجهات واحتياجات المجتمع . والى عمق التداخل ما بين السياسي والاقتصادي بما يملي الحاجة الى تدخلات جوهرية وعاجلة في مواجهة اوضاع داخلية تقف امام فكر تكفيري ، وحراك مجتمعي متنام ، ووسائل اتصال اجتماعي متطوره ، وتطلع جماهيري غير مسبوق للتغيير في الشأنين الداخليين السياسي والاقتصادي.

الدولة بدورها لم تباشر بعد مسؤولياتها في انتاج برنامج وطني لوضع الاوراق النقاشية لجلالة الملك موضع التنفيذ . وان كانت الحكومة ترى في ذلك ما هو اوسع من مسؤولياتها فلتأخذ دورها في ادارة مائدة حوار وطني لوضع خطة وطنية للتنفيذ . ولتأخذ بالحسبان عامل الوقت الذي صار ضرورياً في ضوء التحديات الآخذة بالتزايد .

العامان 2018 و2019 حاسمان لسلامة الوطن وضمان مستقبله بالافلات من الخناق الاقتصادي ، والنأي عن نيران الحروب ، والتنبه لصفقات السياسة التي تحاك بليل ، ما يستدعي تمتين الجبهه الداخلية بتطوير جدي على الصعيد السياسي ، وبذل كل جهد مخلص وممكن للصمود في وجه الازمة الاقتصادية وبخاصة آثارها الصعبة علة الفئات محدودة الدخل ، واظهار ارادة جادة في محاربة الفساد لاستنهاض همة المواطنين على الصمود .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :