facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التوجهات الإصلاحية وتحديات الدولة الاردنية


فيصل تايه
04-06-2018 11:25 PM

ونحن نتتبع هبة المواطنين العفوية سواءً كانت على شكل تظاهرات أم مسيرات أم تجمعات والتي طالبت باستقالة الحكومة وايجاد حلول عاجلة للوضع الاقتصادي المعقد وتسريع وتيرة الإصلاح والسعي للمكاشفة والشفافية تجسيدا لروح العدل والمساواة ، ياتي تدخل جلاله الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بحنكته المعهودة واستشرافة للمستقبل ليسارع بارادتة الملكية السامية بقبول استقاله حكومة دولة الدكتور هاني الملقي في محاولة لتجنب تفاقم الازمة الاقتصادية التي نمر بها حيث يدرك جلالته أن المجتمع الاردني بات متعطشا نحو الإسراع في وتيرة معالجة ازماتة المختلفة بفكر تنويري وخبرة وحنكة معهودة ، على خطى ثابتة تنهض بالأردن إلى ركب التقدم والنماء ، وتلهمنا الحلول الحقة القادرة على التفاعل مع مجمل التحديات بكل همة ومسؤولية .

نحن جميعا مع التوجهات الملكية الإصلاحية ، ونحن جميعا مع ايجاد الحلول بعيدا عن جيب المواطن المرهق ، وقد يكون ذلك في التوجه نحو إقرار بدائل للقانون الضريبى الذي اثار جدلا كبيرا والسعي نحو إصلاحات اقتصادية وسياسية توسع من دائرة الشراكة في صناعة القرارات ، وتحسين الوضعية الاجتماعية والاقتصادية ، ولكنا دائما نعول على وعي الأردنيين بهذا الزمن الكفيل بإجراء موازنة راشدة وراجحة ، ما يكفل السير بمنحى يؤمن متطلبات المرحلة ، من خلال بعض الشخصيات الوطنية التي تعرف كيف تؤثر على صناعة القرار .

اننا نطمح وبعد أن اجهظت الحكومة منهية الصلاحية من حملها المتعسر ، لتفسح المجال امام انفضاض مخاض حكومة جديدة يرأسها رجل وطني تاريخي والتي نتمنى ان تلد طواقم تمثل مختلف الأطياف الوطنية 'حكومة المشاركة الوطنية' من اجل أن تتحمل مسؤولياتها في سمفونية حكومية يشارك فيها هؤلاء أنفسهم وبمعزوفة اصلاحية تدشن على أيديهم لتختزل تحقيق المطالب الوطنية في الانخراط والانضمام إلى أنشودة جميلة يعزف عليها كل الحالمين والآملين والتواقين إلى أردن كريم ، في مشاركة فاعلة تجذر المطالب الوطنية وتزخمها وتقدم أدواتها الوطنية قربانا لهذا التزخيم ، في غد أردني يشرق بالتحولات ، وذلك عبر مبادرات تقدم الإصلاحات كاولويات وطنية ضرورية .

إننا نتمنى على الحكومة القادمة تقديم التسويات التي من شأنها الوقوف على أسباب الفساد الإداري والمالي وما شابهه ، وطرح البدائل القانونية التي تجنبنا التوترات وتنهض بالأردن نحو الرفعة والمنعة ، في خطوات مستعجلة تعبرعن نوايا صادقة تحقق مطالب الشارع المتعطش لبدء صفحة جديدة بعيدا عن الأزمات المفتعلة أو فوضى الفساد بكل أشكاله وألوانه وبعيدا أيضا عن وأد أي حراك يسعى إلى المطالبة بالعدالة وتحقيق الاصلاح ، حتى وإن بدا ظاهريا أنه مكسب من حقنا انتزاعه ...

إن سلم الأولويات يتغير حينما يتحول الأداء الوطني إلى حالة عامة يسعى الجميع إلى السير به نحو التغير الذي يحقق الأهداف المنشودة في حياة كريمة تضمن للأردنيين العيش الكريم في مظلة من الأمان الاجتماعي وراحة البال ، بعيدا عن العبث اليوميّ الذي ينخر في جسد الوطن ويعمم سرطان الاحتقان المتكاثر بفضل المتنفذين وسذاجة المؤلفة قلوبهم وجيوبهم وعقولهم وأرصدتهم المتصاعدة نحو فناء ما تبقّى من سعادة كنا نحلم بها فصارت وبالاً على الكل ، وبعض أصحاب القرار ما بين تبجحهم وتنمية أرصدتهم المالية ، حتى إذا ما حضروا انشغلوا بالمماحكات والترهات وتبادل التهم والتنصل عن كل ما يليق بالارتقاء بالوطن المثقل ببعضهم ، وذلك يتطلب منا استحضار الضمير وتعرية عديمي الذمم منهم والوقوف صفا واحدا لتأجيج الإرادات من أجل احلامنا الوطنية الوردية ..

اننا نعي تماما حجم التحديات امام الحكومة الجديدة ، وما تواجهه الدولة الاردنية من اخطار وموبقات ، لكننا مستمرون في الترقب مع مجمل التحديات الاقتصادية الكبيرة التي افقدتنا صوابنا .. فمراكز القوى الدولية تخطط وفق اهوائها ومصالحها ، بحيث اصبحنا ننتظر المجهول في ضجيج من السلبية ، والتيه ، اضافة الى تدافع الموجات من التشظيات المجتمعية بشكل لم نعهده ، وكلنا مستعدون للحماسة لنكون كلنا مع الوطن بعيدا عن اي قهر يكلّلنا ، في واقع يحتاجنا جميعا بغض النظر عن مشاربنا ومنابعنا وتحيزاتنا ، فهناك معضلة رهيبة بين المهيمنات والاستحواذات والإرادة ، ولا قيمة للوعود والنوايا السليمة دون أفعال سليمة بالطبع ، فكلنا مضمّخون في دوامة ضنك العيش ، إضافة إلى تدهور في القيم التي بدأت تتلاشى .

وأخيرا .. فبالرغم من أن توفير الحياة الكريمة لكل المواطنين من المسؤوليات المهمة للدولة ، وذلك حق من حقوق المواطن لا مِنة فيه لأحد ، فذلك لا يحتمل المجاملات ولا إقفال الجروح على عفنِها ، لذلك يجب معالجة جميع القضايا التي من شأنها الوقوف أمام عجلة التقدم والتنمية والحفاظ على امن اقتصادنا الوطني واستقراره ، وتجدر الإشارة إلى أننا وفي هذا الزمن النوعي ، نطمح في بارقة أمل لكل التواقين إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، وإن المصلحة كل المصلحة في الاستمرار للوقوف في وجه الفساد والمفسدين في هذا التحرك الوطني السلمي وتقويته وتمتينه والحيلولة دون تفتيته ودون تفجير تناقضات من داخل مكوناته ودون تكسير الإجماع على ضرورته بعيدا عن أهواء المنازعات أو المماحكات بين هذا وذاك .

حفظ الله الأردن وحماه من دنس كل من يحاول المس بأمنه واستقراره وليبقى هذا البلد عزيزا شامخا في قلوب الأوفياء الخيرين .

ودمتم سالمين





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :