facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الليبرالية الأردنية بعض الأتهامات


فارس الحباشنة
14-06-2018 02:15 AM

بالمناسبة أختلف مع الزميلة عمون ، في تقرير نشرته اليوم الاربعاء ومعنون ب"هل ينجح الليبراليون "؟ الليبرالية في الاردن توصيف أصطلاحي مشتبه بها. هناك جماعة أرتدت ثياب عوراء لليبرالية ، ومنهم مروان المعشر وزير الاعلام في حكومة عبدالكريم الكباريتي ، وهو صاحب مشورة أدخال دبابات الجيش الى الكرك ومعان أبان ثورة الخبز في الجنوب لقمع المتظاهرين والمحتجين .

و أنضم الى شلة المعشر مجموعة من قدماء اليساريين والقوميين على شتى مشاربها ، وموظفي السفارات الأجنبية . تحولوا الى ليبرالين فجأة دون سابق أنذار أو وغزة ذهنية وفكرية . وفي لحظتها قلنا الحمد لله أنهم لم يتحولوا الى اخوانجية وسلفية وداعشية .

و ألا لشوفونا موسى المعايطة من منظري السلفية الجهادية وقياديا بارزا في صفوفها ، وجميل النمري داعية على كتالوغ عمرو خالد ، ومقدم برامج على قنوات على قناة أقرأ أو أم بي سي 2 , و يروج لدعايات ماجي و مشروبات الطاقة .

ما يسمون ليبراليبن أكثر من برعوا به هجاء نظام بشار الأسد ومن قبله هجومهم الأسود على صدام حسين ، ومن زوروا ضمائرهم بالترويج للاحتلال الامريكي للعراق ، و بشروا وهللوا و زغردوا لاحتلالات أمريكية لدول جديدة في المنطقة .

و اكثر ما أتقنوا في فهم الحرية الانتصار للفرد رجل أعمال وكبير القوم و متنفذ و عالي المقام و المحال ، ودعوا دون لابطة للتطبيع مع أسرائيل ، ولو كان الأمر بيدهم لجلبوا بريمر ليحكم كل دول الشرق الاوسط ، و باركوا للأمريكان باحتلال سوريا ، واقاموا حكما جديدا لبريمر هناك .

و أكثر ما أبدعوا به شتم روسيا و أيران وحزب الله ، و لعن كل فرق المقاومةوالممانعة العربية ضد الكيان الصيهونيو الاحتلال الامريكي في المنطقة . و عندما تسمع تصريحاتهم وتحليلاتهم تظن أنهم ناطقون سريون باسم الجماعات التكفيرية .

و الحرية والديمقراطية في خيالهم على أتساع حلم دبي ، نموذج لليبرالية العربية الاستهلاكية والسوقية ، ليبرالية ناطحات السحاب وعروض الازياء و مطاعم الكنتاكي والماكودلزنز ، و فتاوي ضاحي خلفان ، ليبرالية على مقاسات مشاريع دول النفط الخليجي .

و تكتشف لا أشد عداءا للحرية والديمقراطية والاختلاف والتنوع من الليبرالين و تحديدا من قدماء اليساريين والقوميين . ولربما أن الماسؤي بالمشهد الاردني أن الليبرالين الاردنيين القادمون من اليسار اغلبهم أبناء عشائر و من الأطراف ، وكم يكليون كرها وحقدا غضين الى قراهم وبلداتهم القديمة ومولد رؤوسهم ، والى ماضيهم .

يتعاملون باشمئزاز و قرف و يهربون من الماضي بأحماله الثقيلة ، وما حملوا اليوم من يساريتهم المريضة والسطحية بالانجذاب نحو برجوازية المدن الساحرة والخفية و الملتهمة للأصول و المنجذبة نحو عوالم سحرية وسرية .

"الليبرالية كلاشية" لا أقل ولا أكثر يردد على الألسن ، وهو منفصل عن التاريخ و الواقع ، ودون سياق وطني و لا حواضن وحوامل أجتماعية و سياسية لما يسمون ليبراليين . " فقيعة صابون " سالت في السياسة الاردنية بأرادة من سفارة العم السام .

الأصلاح السياسي ، والبحث عن عقد اجتماعي جديد يبدأ من العدالة الاجتماعية و مراجعة النهج الاقتصادي الكارثي الذي أوصل البلاد الى الهاوية و الأفلاس و شبه الأنهيار . ولا عقد أجتماعي جديد دون محاسبة الفاسدين و الحرامية الكبار ودون تنمية المحافظات ومراجعة عدالة التنمية و توزيعها على مدن الأطراف ، وهما قضيتان مركزيتان ورئيستان لا تنازل عنهما .

والحراك الاردني الذي أشتعل ، وقوده دماء أردنيين عاطلين عن العمل ، وأردنيون بلا أمل و لا رغبة بالحياة ، أردنيون بلا كرامة ، أردنيون معطلون عن العمل فقراء سدت في وجوهم فرص العمل والتأهيل والعمل المجزي و الملائم ، أصبحوا مهمشين في أطراف أكثر ما يغمرها لعنة الاقصاء و الظلم و الأفقار وغياب العدل .

هي أزمة الأردن وعناونيها الرئيسية دون أن ننحت في أصطلاحات وتوصيفات ليبرالي وما بعد ليبرالي وغيرها . أخر ما يهم أبناء المحافظات أن يأتي وزير فلان أو علان . و أخر ما يهمهم أن يشارك الاخوان المسلمين بالحكومة أو يقاطعوا ، و أخر ما يهمهم قانون الانتخاب و الاحزاب السياسية التي تشتري سنويا ببضعة دراهم تقدمها الحكومة من صرر " التمويل الاجنبي" .

الأردن ، نعم يحتاج الى عقد أجتماعي جديد ، ويقوم على محاكمة للمرحلة السابقة ، ويقوم على محاكمة لنخبة وشريحة استحكمت بسيطرتها مطبقة على السلطة ومفاصلها ، وربت أموالا لا تحرقها نيران و لا تلاحقها أبصار . مراجعة نهج بالحكم وأدارة الدولة و النهج الاقتصادي ، واعادة توزيع الثورة عير أنظمة ضريبية تصاعدية وسياسات اجتماعية تحقق العدالة الاجتماعية ، وخطط لتنمية المحافظات في سياق ومنظور اجتماعي ديمقراطي .

القلق على الأردن مضاعف ويتزايد ، قلق على الحرية و التعددية و الاختلاف والهوية الاردنية . الاعتراف بليبرالية أردنية أظن أنه من الأسئلة الصعبة و المعقدة ،و الاعتراف بليبرالين أردنين ، أولا من الواجب أن يجري البحث عن مرجعياتهم و أصول تفكيرهم وعقائدهم وسيرهم ومواقفهم وأرائهم ، و رصد كم يكابدون من تأمر وحيل على الحرية والديمقراطية والقيم الوطنية .

و لنبحث في أرشيف الخراب الوطني و الأنساني في دول افريقيا وجمهوريات الموز عن وصف ونعت أصطلاحي يليق بليبرالي الاردن ، وما يشابه في مطابقة حالهم من جماعات ولدت في بلدان خربانة و منهارة ودمرة وعديمة السيادة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :