facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشمس: حياتها وموتها ..


د. نضال القطامين
15-06-2018 12:54 AM

في غمرة انشغال الناس بالعيد والحكومات والأزمات، يأتي الخامس عشر من حزيران ليعيد ترتيب أولويات اهتماماتي. إنه ذكرى ميلاد أبي نضال.

ليتك بيننا الآن أيها المفكر العربي الكبير، كي ترى بعينك الثاقبة مآلات الأمة الحزينة. ليتك بيننا لترى مآذن القاهرة وكنائس فلسطين، باكية حزينة، والياسمين الدمشقي ذابلا قهراً ودماء.

ليتك هنا، فتوغل في التفكير والتحليل كما كنت دائما، في الأمة ومشروعها الكبير الذي تتهاوى أركانه يوما بعد يوم، حتى إذا سئمت الحديث والتفكير والتحليل، واغضبتك جراح الرفاق النازفة، اتكأت في مجلسك، وعبثت يداك في مفاتيح المذياع، تنشد صوت العرب المتلاشي في أتون النفط والصفقات والموءامرات، وتبحث عن نشيد أو هتاف، يعيدك للأيام الجميلة فتنتشي طربا...

سيدي الراحل الكبير،
لم يفتك شيءٌ من الخيبات، ما زالت تتراكم علينا في خليط بائس من القطرية والعنصرية والإنكفاء على الذات، تلاشت أحلامكم في الوحدة والحرية والاشتراكية، وغابت مبادئكم في أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، لم تعد الامة واحدة، وتاهت رسالتها في أخاديد القطريات والكيانات، ومضى أحمد سعيد يقتات على صوته في صوت العرب.

سيدي الراحل الكبير،،
هل تذكر زنزانتك في بركسات الجفر، تلك التي تقاسمتها مع سالم صقر وسلامة الحمصي وأمين شقير، هل ستنسى غرف المحطة المغلقة الباردة مع الرفاق، هل انتهيت من ترجمة كتاب جيمس جونز "الشمس: حياتها وموتها"، ماذا ستقول لمحمد باجس المجالي إذا نهضت الآن غاضبا نزقا، هل ستعيد أيام المنشورات والإضرابات والمسيرات، هل ستسعفك الهتافات لتعود في النمتة منفياً منسياً من جراح الرفاق الذين تتعبهم المبادىء.

ماذا ستفعل إذا عدت من جديد الى شوارع القاهرة، أعرف أنك ستذهب مباشرة إلى حديقة الأزبكية، حتما ستذهب إليها فلم يعد هناك بنسيونات يديرها يونان، وقد انتهى عصر النحاس باشا ومحمد حسنين هيكل، ولا تبحث عن ذوقان الهنداوي فقد ترجّل قبلك، ولا عن جميل البدور وقد أنهكه المرض والتعب والأسى على مصير الهتافات والمنشورات.

ماذا ستقول لو ترى بغداد الجريحة، وقد ضاعت على ضفاف نهرها اغانيكم بالوحدة والحرية...

لا شأن لك بكل هذا الآن، هذا ليس زمنك، بل زمن العودة والردة، زمن القطرية الضيقة وزمن المحاولات الفاشلة لنفض الغبار.

قبل أن أنهي رسالتي هذه إليك، كان جيدا أن لا تكون حاضرا لئلا تغضب من جديد على حال الامة ويبدو أن الوقت ملائمٌ تماما للإستمرار بغفوتك، والاستمرار بالأحلام القديمة.

وعليك السلام...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :