facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما لعِبَادِ الرزّاق على الرزّاز !


علاء مصلح الكايد
17-06-2018 12:54 PM

إستتباعاً لمدِّ الحراك المُنتصر و على نحوٍ مُفاجيء ، حُطِّمَت التّابوهات الصّنميّة و أصبح الشعب ينتقد الرّئيس و الوزراء علانيةً بعد أن كان يُلمِحُ لإبن الرّئيس من بعيدٍ في أمسِهِ القريب .

و لا يختلف إثنان على صحّة الفكرة من حيث الأساس و دقّة عددٍ من الملاحظات و شرعيّة بعضٍ من الإستفهامات ، لكنّ المرفوض هو أن ( يشطح ) كثيرون ليتناولوا حتّى ( الأعراض ) على نحوٍ دخيلٍ لم يكُن يوماً في قاموس شيم مُجتمعنا الأردني النبيل ، فإن كان النقد وسيلة مشروعة فما الغاية المشروعة في هذا ؟

و أنا هُنا لا أدافع عن حكومةٍ لم تباشر مهامّها بعد فهذا ضربٌ من العبث و إنتحارٌ للموضوعيّة و المصداقيّة ، لكن القصد أن هذا لن يجدي نفعاً و لن يحدث أثراً بعد أن بات أمرُ التشكيلِ مفعولاً .

دعونـا نتحرّر من عواطفنا لا بل حتّى من قياساتنا المنطقيّة و المناطقيّة عند النّظر إلى التشكيل من حيث الأهليّةِ و التجانس ، فمسؤوليّة النجاح و الفشل تقع على عاتق الرئيس و فريقه و ليست مسؤوليّة أيّ منّا و إن كانت تنعكس علينا في نهاية المطاف ، لكنّ الشّعب اليوم في أقوى المراكز و هو المُحاسِبُ بكسر السّين و الحكومة بفتحها .

نحنُ نعرف ما نريد و الحكومة عالمةٌ بما ينقصنا ، و علينا ألّا نُغادر حراكنا المسؤول لكن دون أن نستنزف طاقاتنا في أسئلةٍ لن تعني لنا إجاباتها شيئاً ، و دون أن نسبر أغواراً لا هي تُسمن و لا تغني من جوع .

لدينا الآن حكومةٌ في طور البداية و أطنانٌ من الملفّات المفتوحة و الّتي لا تحتمل التأجيل .

و لعلّ جُلّ ما نريده من الرئيس و مرؤوسيه يختزلُ في لقمة عيشنا و مستقبل أبنائنا ، و إستعادة هيبة الدولة و صيانة مُقدّراتها ، و إجراءاتٌ تقشّفيّةٌ تباشرها الدولة على نفسها بنفسها تزيل الإحتقان الناجم عمّا تقتّره على مواطنها و تجود به على ذاتها ، و علاقةٌ دستوريّةٌ مع نوابه عمادها الدستور لا الترهيب و الترغيب المشوِّهُ للسُّلُطات و المُقزِّم لأدوارها ، و تجاوز الإعتبارات المعيقة للعدالة الإجتماعيّة الهادمة للإنتماء و المواطنة المتساوية .

باقي من الزمن شهرٌ إلّا بضعة أيّامٍ تُلزَمُ الحكومة خلالها أن تتقدّم ببيانها الوزاريّ و الذي سيُقدّمُ هذه المرّة للشعب لا للنوّاب ، فالمارد الشعبيِّ مُخيفٌ و لا حصانة لأحدٍ أمامه .

و إنّي لأجزمُ أنّ كُلّ مُعترِضٍ سيَكُفُّ إن رأى من الحكومة جديّةً و عزماً و مُثابرةً على الإصلاح ، فعندها لا يهمّه من دخل و من خرج إذ العبرة في الأداء و الأمور بخواتيمها .

و بعيداً عن الإساءات و أصحابها ، لقد أثبت الشعب أنّه موضوعيٌّ و طويلُ النَّفَس إبّان حراكه الأخير و ما سبقهُ ، و ما في قبول الشارع للدكتور الرّزاز رئيساً للحكومة إلّا إعمالٌ لقاعدة " لا تزر وازرةٌ وزر أُخرى " و أنّا لنستبشرُ الخير إن كان دليلهُ قائماً .

نعلمُ أنها ليست بثقيلةٍ فحسب بل إنّها الأكثر جسامةً ، لكن الأملُ معقودٌ عليكم ، فحلّوا العُقد بما ملكتُم من الولاية ، و ستنوئوا بها حتماً لكن لا تهِنوا ، فقد آن لتلك القلوب المتعبة و أن ترتاح .

و كما قال الصّنوبريّ :

" مِحَنُ الفتى يُخبِرنَ عن فَضلِ الفتى ... فالنّارُ مُخبِرةٌ بفضلِ العنبر "
كان الله في عونكم ، و جزى هذا الشّعب العظيم عن صبره خير الجزاء .
حمى الله الأردنّ قيادةً و شعباً .
اللُهمّ بلّغت ، اللهُمّ فإشهد .

المستشار القانوني / علاء مصلح الكايد
Alaa.Elkayed@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :