facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تعبنا .. يا دولة الرئيس


فيصل تايه
31-07-2018 12:09 AM

تعبنا يا دولة الرئيس ، تعبنا ايها الإنسان .. تعبنا يا ابن الأكرمين ، تعبنا من أنفسنا ومن كل الذي يجري من حولنا ، تعبنا من الاحتقان في كل شيء ، تعبنا من المراهقة السياسية التي تطفو على السطح كثيراً ، تستثير الناس وتصيب آمالهم وطموحاتهم في مقتل ، تعبنا من مآلات المهاترات والملاسنات والبذاءات ، التي لا تغير واقعنا وتبقينا ندور في فلك الحكايات الامنتهية ، لترزح تحت وطأته الغالبية العظمى من المأزومين والموتورين ، تعبنا من اللذين يصنعون هالات الخداع وبريق الرفعة لأنفسهم على حساب حياة الناس وأمنهم واستقرارهم ، تعبنا ممن يرقص على أوجاعنا ويطير فرحاً على جرحاتنا لا يحس بما نحس أو يعاني بما نعاني منه..

نعم .. يا دولة الرئس .. تعبنا من الغلاء المعيشي المجنون الذي ارهق كاهلنا وجيوبنا الخاويه الا من قهر السنين ، تعبنا من الشائعات المقرونة بالخزعبلات والاتهامات واغتيال الشخصيات التي تقتلنا يومياً وتنغص علينا حياتنا وتجعلنا أكثر بؤساً وإشفاقاً على مستقبلنا ، تعبنا من سماع ما يقض أسماعنا من إحباط مهول ، ويأخذنا الى اللامعقول ، يدمر نفوسنا ويقضي على حرثنا ونسلنا .

نعم .. تعبنا يا دولة الرئيس .. من الاغتراب والترحال وفي الصحارى والادغال ، بل وفي البحار أحياناً ونحن نبحث عن مستقبل أبنائنا ، وعن لقمة عيش تسد رمق جوعنا ، تعبنا من الأزمات المعيشية التي تضاف إلى حياتنا يومياً كبهارات غير مرغوب فيها ، تعبنا من استفحال الفساد واستمرار المحسوبية وضياع الحقوق ، تعبنا من عدم وجود الثقة المتبادلة وغياب كل معاني الحب والاحترام والقداسة لهذا الوطن الذي يجب أن نحبه كل الحب ونرعى مصالحه خير الرعاية .. حتى لا يتعب منا التعب نفسه ، أو تمل منا الأزمات التي تفرض علينا فرضاً حتى نظل ندور في حلقة مفرغة لا فكاك فيها أبداً .. ونرضى بإملاءات القريب والغريب ونتقبل شروطه ونعيش تحت رحمته.. وبالطريقة التي يرضاها لنا عبيداً لا أحراراً.. فقراء لا أغنياء بثرواتنا وأرضنا التي تنوء بالخيرات والنعم .. التي ما زالت تحتجب عنا ولا نكاد نراها..

تعبنا يا دولة الرئيس من منطق وسلطة المنبت والاصل والفصل والعشيرة الذي يحكمنا للالتفاف على قانون المساواة وتكافؤ الفرص والتقدُّم ، فهذا الإرث لايزال هو المسيطر في مجتمعنا ، ويبقى المجتمع المدني بعيدا عن التحرر من عصبياته ، وكان ولا يزال هذا المنطق المستشري هو من يتحكم بالمراكز والمناصب العليا والأرجح أن هذا الفعل هو أحد أبعاد الأزمة الوطنية الشاملة التي يطالب بالتصدي لها دعاة الاصلاح .

فمتى يا دولة الرئيس تشتد بنا أزمة االضمير ونخرج من وعي انتماءاتنا الضيقة ، لنكن أفراداً ، فالفرد هو الحر فقط ، بينما لا تكون حريته أكثر التماعاً واتساقاً إلا حين ينتمي للقيم الوطنية الحقيقية والإنسانية والمستقبلية الجامعة والحياة المدنية المتحضرة ، هذا الفرد الذي نعتز به هو من يفكر بوعي قيمي وأخلاقي تقدمي خارج التحيزات المستلبة ..
والله المستعان





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :