facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل أَطْلَقَ «العِبادي» .. النارَ على قدمَيه؟


محمد خروب
13-09-2018 12:24 AM

تراجعت حظوظ رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته حيدر العِبادي، في التجديد لنفسه لولاية ثانية،بعد فشلِه في المحافظة على تفاهمات »غير مضمونة» مع زعيم كتلة سائرون مقتدى الصدر،الذي بات يُطالِب باستقالة العِبادي وليس فقط فكّ التحالف الهشّ معه،إثر ارتكاب زعيم قائمة النصر (العبادي) سلسلة من الاخطاء، راكمها منذ تسرّع للتجاوب مع العقوبات الأميركية على إيران،مُعلناً انه وإن كان يُعارِضها (...) إلاّ انه يلتزم تطبيقها،ما اثار حفيظة انصار طهران على الساحة العراقية.

وما ان اكتشَف المردود السلبي لتسرّعه هذا،حتى حاول دون جدوى،استدراك الامور بتفسير ضعيف زاد من حجم النقمة عليه، لتبدأ حملة مُركّزة استهدفت قطع الطريق عليه، اسهمت احتجاجات»البصرة» في تقليص خياراته، وبخاصة بعد سقوط قتلى بين المتظاهرين واستخدام قوات الشرطة والقوى الامنية عنفا مُفرِطا تجاه المُحتجّين،واخفاق العبادي وبعض فريقه الوزاري في تقديم حلول مُقنِعة لمشكلات وازمات المدينة العميقة، أسهمَت ضمن امور اخرى، في ارتفاع وتيرة الغضب الشعبي وصلت ذروتها في حرق مبنى محافظة البصرة وخصوصا القنصلية الايرانية في المدينة الجنوبية، التي تُنتِج آبارها النفطية نحواً من 60% من مجمل صادرات العراق النفطية، لكنها تعاني انهيارا في مرافِقها العامة وخدماتها الاساسية، وافتقادها البنى التحتية وماء الشفة والكهرباء وارتفاع نسبة البطالة والفقر.

الامر الذي انعكس غضبا على »كل» القوى والمكونات السياسية والحزبية،التي وجدت في »ورّطة» العبادي فرصة لاستعادة مكانتها المتدهوِرة،وإن كان جمهور البصرة لم يقبِض»بيانات»تلك القوى المكونات بِجدِّية.

عودة العِبادي مرة اخرى الى المدينة الجنوبية الثائرة، لم تنجح في احتواء الموقف وبخاصة بعد المواجهة الكلامية الصاخبة داخل البرلمان العراقي بين العِبادي ومحافظ البصرة، في جلسة انتهت الى تراجِع مكانة العِبادي في «بورصة» الاسماء المقترحة لرئاسة الحكومة الجديدة.

كان في مرحلة سابقة يتقدّم الصفوف ويبدو واثقا من التجديد لنفسه. والأسوأ ان قوى وقوائم كانت ترى فيه خياراً مقبولاً عليها،مثل سائرون (الصدر) والحِكمة (الحكيم) راحت تُطالِبه بالإستقالة.

اللاعبان الرئيسيان على الساحة العراقية والاكثر تأثيرا ونفوذا هما الولايات المتحدة وإيران، ويبدو ان الاخيرة هي الفائزة (حتى الان) في الصراع المحتدم بينهما على »ترئيس» الأقرب لأحدِهما،والمُستعِد للتعاون او الاصطفاف الى جانبها،في هذه المرحلة التي تشكِّل الساحة العراقية ميدانا اساسيا في المواجهة المتدحرِجة بين واشنطن وطهران، والتي قد تنزلق الى حرب مفتوحة،اذا ما وعندما بدا لطهران ان العقوبات الاميركية (الاقسى) التي سيبدأ تطبيقها في شهر تشرين الثاني المقبل, تُشكِّل خطرا كبيرا على اقتصادها ودروها الاقليمي.

من هنا... يُمكن النظر الى التصريح المنسوب لحيدر العبادي ومفاده» اننا لن نضحي بمصالح الشعب العراقي من اجل ايران» مثابة اعتراف بالهزيمة وفقدان الامل، بمواصلة تأثيره من خلال الموقع التنفيذي الاول في التركيبة العراقية القائمة على المحاصصة الطائفية والمذهبية والعِرقية،التي ارتضتها»النُخبة»السياسية والحزبية الحاكمة، التي جاءت على ظهور الدبابات الاميركية الغازية.

كما تحضر هنا ايضا مقولة قيس الخزعلي، زعيم»عصائب اهل الحق» وأحد ابرز الشخصيات السياسية الشيعية في العراق، الذي عقّب على إعلان العِبادي، نجاحه مع قائمة سائرون والحكمة وائتلاف الوطنية في تشكيل الكتلة الاكبر (الإصلاح) التي تُؤهِلُه البقاء رئيساً للوزراء قائِلاً باستخفاف: من يَضحَك أخيراً ..يضحَك كثيراً.

موجز القول: العِبادي في طريقه الى خسارة فرصته لولاية ثانية،إذ ثمة كثيرون يريدون تصفية الحساب معه،في مقدمتِهم كرد العراق،الذين لن ينسوا له»الحرب»التي شنّها عليهم،مستفيداً من الخطيئة التي ارتكبها مسعود بارزاني بتنظيم استفتاء 25 ايلول الماضي،فضلا عن انصار وحلفاء ايران،وايضا اعلان نوري المالكي منافِسه في حزب الدعوة (ينتمي له الطرفان)عدم ترشُّحه للمنصب،ما اسهم في تهيئة الاجواء لقطع الطريق على مَنْ يتهمِه خصومه بانه «رجل اميركا»و»مندوب صاحبة الجلالة في العراق» (اشارة الى جنسِيّته البريطانِية)،فيما تواصِل واشنطن جهودها لعرقلة اي
تفاهم بين قائمة الصدر»سائرون»و»الفتح» (هادي العامري) وقائمة نوري المالكي»ائتلاف دولة القانون» في (كتلة البناء).

المشهد العراقي سيكون أكثر وضوحاً يوم بعد غدٍ السبت،عندما يعود مجلس النواب للإنعقاد.

kharroub@jpf.com.jo

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :