facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بيروت والحب والموت


عمر شاهين
05-05-2007 03:00 AM

لا أريد أن أتحدث عن السياسية ولا أحلل أجواء ما قبل أو ما بعد اغتيال رينيه أمين الجميل ولا عن هذه المتناقضات التي جعلتنا نتمنى لهم الحرية من الوصاية السورية ولكننا لا نقبل أن يصبحوا منذ خطط أمريكا أو ألغام لحزب الله.دعوني أتفكك من السياسة وأتغزل بالحبيبة بيروت التي اغتالت الكثير من أحبتي أخرهم جبران تويني ديك صحيفة النهار الذي أحب شجاعته وأختلف مع الكثير من أفكاره.
بيروت مثلها مثل البحر الذي يعانقها في كل موجة، عالم ملئ بالياقوت ،وسمك القرش والمرجان ونسيم البحر الذي يداعب خصلات شعر الحسناوات وأمواجه التي تكسر أخشاب السفن.
في بيروت يعيش شبح الموت وملائكة الجمال وعلى شاطئها تتزوج الحوريات عين نتلك المدينة التي في كل قبلة أو وردة أو كلمة غزل تخبئ لك رصاصة.
بيروت قلب لبنان، ينبوع الجمال الطبيعي والبشري، عالم الثقافة والسياسة،لبنان هي جبران خليل جبران، و أنطون سعادة وفيروز والأرز والجبل وقلعة شقيف، وبنت جبيل ،ورفيق الحريري وجبران تويني وسعد صايل وياسر عرفات وحسن نصر الله الذي أعاد حمى الوطيس لهذه الأمة بعد موتها،تلك البقعة الصغيرة حجما العظيمة جوا وبشراً، فهي قلعة صمود حقاً وهذا ما توقعته عندما كان عليها أنه تواجه الفائض من المنتوج السلاحي التدميري الأمريكي الذي تهبه للدولة الصهيونية لقتل العرب.
في هذه الصيف كان شاطئ بيروت على موعد مع الوجوه الفرحة التي تغادر حر الصحراء ونكد البيوت الإسمنتية ،وكانت بيروت تنتظر بشوق عودة المغتربين الى وطنهم ليرقصوا مع أعمدة بعلبك ويداعبوا هواء الجنوب الذي يحمل عطور الحياة التي تحي القلوب الميتة.
لا يوجد عربي لم يشغف بحب بيروت أيا كان مستواه الثقافي أو مراده من زيارتها، فهي موجودة في كل بيت شعر وفي كل صفحة كتاب، بين الأسطر وفوق الحروف، على أنغام المطربين وبين أوتار العود وعلى رصاص القناصين، هكذا تعيش بيروت يكل تناقضاتها وبراءاتها.
لقد أحببت بيروت رغماً عني وأثقلني هواها، فكلما اشتريت كتابا وجدت بخلفه عنوان لمكتبة موجودة في أحد شوارع بيروت، وعند تصفحي لأي مجلة فنية أو حربية أو سياسية كانت تطبع من حبر بيروتي.
وحتى ذلك الشقي الذي أشقانا بالهوى ومصائبه الحبيب نزار قباني قد زادني توقا لها، ومهما حييت لن أنسى قصيدته "بيروت والحب والمطر " تذوقت طعم حجارة بيروت بين تلك الحروف العذبة التي كنت أحب سماعها لفيروز في كل صباح وقبل النوم، كم هي النجوم جميلة مع كلمات فيروز،وما أبها الوقوف تحت المطر وسماع فيروز تغني "رجعت الشتوية أو ثلج ثلج ".
فيروز هي التي علمتني كيف أحزن وأهوى بيروت في نفس اللحظة فمن بيروت غنت "بكتب اسمك يا حبيبي على حور العتيق" ، ومن بيروت صرخت"الغضب الساطع أتن وأنا كلي أيمان".
هذا هو السر في تلك المدينة التي لطالما كنت أقول من يدرك سياسية لبنان في العقود الثلاث الأخيرة يفهم عقدة السياسة في كل العالم.
ومثلما يأبى الرصاص أن يترك العشاق يحفرون عشقهم على صخرة الروشة،أو يزفونه في شارع الحمراء ،ترفض بيروت أن تغتال قصة حب واحدة،ولكنها اعتادت أن تعلن في كل يوم بين حجارة السوليدير على بداية قصة حب جيدة ويليها قصة إعدام حلم حب كاد أن يتحقق لولا تدخل الرصاص، وهي التي لم يغادر الرصاص حواريها.
في بيروت وخصوصا في الحرب الأهلية كانت تهدم من سميت سويسرا العرب ،والتي شكلت فردوس الشام، ولا تتعجب عندما ترها تتواجد في أدبيات الأدباء، أو تعرف أن الجامعة الأمريكية هي التي خرجت العشرات من القوميين والمثقفين والساسة العرب، ففي كل مضمار فني أو أدبي ستجد له بصمة في حواري بيروت، تنظر من النافذة المطلة تشاهد المخيمات البائسة وتشاهد العمارات الشاهقة تشاهد أسلحة تهرب في أحد الزقاق وفي الطرف الآخر كراتين معبئة في الكتب تنقل الى احد دور النشر العربية .
عاشق يتربص بحبيبته ،و قناص ينتظر عدوه، سياسي هارب من الأنظمة الفاشية، وعاشقة هاربة من الأنظمة العائلية الملحن، المطرب ،المفكر السياسي، الناقد الأدبي و رجل المليشيا الفلسطيني، جثث ممزقة وعلى بعد مئات الأمتار أجساد جميلة على شاطئ البحر.
ولكن ما يحيرني كيف يتمكن قائد الطائرة الصهيونية من مشاهدة أطراف بيروت وهي تعانق البحر وتقبله بصخرة الروشة، ومن ثم يقوم بإلقاء القنابل على بيوتها،من يكره بيروت لا يمكن أن يحب الحياة ومن يخاف الموت لا يمكن أن يحب في بيروت.
Omar_shaheen78@yahoo.com







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :