facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مطلبنا الحتمي .. قيادات تربوية فاعلة


فيصل تايه
23-10-2018 10:52 PM

هناك فارق كبير بين الإداري والقائد ، فقلما تصنع قائداً ، ومن السهل أن تخلق إدارياً ، فالقيادة لا تعتمد على مؤهلات أكاديمية ، ولا يمكن أن تكون في ضوء مخرجات أكاديمية، فالقائد لا يصنع لأنه يتمتع بمواصفات شخصية أكثر بكثير من الاعتبارات المكتسبة ، لان مواصفات القائد فطرية تنمى من خلال العوامل المكتسبة في البيئة المحيطة بالإنسان.

الإنسان موقف والتربية مجموعة سلوكيات ومواقف ، وتسعى إلى غرس قيم ومعايير منسجمة مع الذات والجماعة وإلا فقدت دورها ، ومن هنا فان ما نعنيه بخلق المواطن الصالح هو المواطن المنسجم مع ذاته ومع مجتمعه ، وهو في هذه الحالة يحقق حالة الانتماء التي نحن في أمس الحاجة إليها في مجتمعنا ، أيا كانت مواقفنا ووجهات نظرنا.

وإذا كانت التربية في مفهومنا هي صناعة إنسان فان ما يصوغ سياساتها وأهدافها وبرامجها هو الإنسان الذي يتحمل المسؤولية الأولى في صناعة القرار ، وهو ما يمثل الصف الأول في العملية الإدارية ، وإذا كان هذا النوع من الموظفين لا يخرج عن طور وحدود العمل الإداري ، فانه غير جدير بمهمة المسؤولية التي تقع عليها صناعة الإنسان ، وعملية خلق المواطن الصالح ، من هنا فان أي تراجع في العملية التربوية تعود إلى الفقر في وجود قيادات تربوية لأسباب لا مجال للخوض فيها ، لان مسؤولية التطوير تقع على عاتق القيادي الذي يبتكر ويبدع ، ويعمل على توليد الأفكار بعكس الإداري الذي لا يجيد إلا عملية التنفيذ .

نحن في هذا الوطن الغالي مهمتنا العمل على صناعة الإنسان، وليس هناك من بوابة نلج فيها هذا الباب إلا بوابة التربية، وقد قطعنا شوطاً متميزاً على الصعيد الكمي ، واستطعنا أن نوفر المقعد الدراسي لكل طفل في سن القيد والقبل ، ودون أدنى شك قد تجاوزنا هذه المهمة الوطنية، ولكن التربية لم تعد توفير مقعد دراسي بل هي في نوعية ما نقدمه للمواطن من خدمات تربوية ، وما نحتاجه اليوم وقفة من أجل الالتفات إلى نوعية التعليم ، وهذه الحالة تحتاج إلى قيادات وليس لإدارات ، فهل نحن قادرون على خلق قيادات تربوية تملك القدرة والإرادة على التغيير ، والأخذ بيد الوطن للوصول إلى ما نصبو إليه .

وزارة التربية والتعليم تزخر بكفاءات علمية متميزة ، والميدان التربوي قادر على الكشف عن هذه الكفاءات، ومن الضروري الاستفادة من هذه الخبرات ، والعمل دوماً على التجديد في المواقع الإدارية ، وأن تكون هناك معايير تحدد نوعية العاملين في الإدارات التربوية ، لترفد القطاع التربوي في الأفراد القادرين على العطاء، وبأفكار متميزة ومتنوعة، للتخلص من التكلس الذي أصاب مفاصل العملية التربوية، وفي حالة وجود المسؤول الأول على رأس الهرم ، ويملك مجموعة من الأفكار التنويرية، ويريد أن يطبقها على ارض الواقع، فهو يحتاج إلى مجموعة من الأشخاص في المواقع الإدارية لتنفيذ هذه الأفكار، مع الأخذ بعين الاعتبار الاستعانة بالكوادر التربوية من خارج الوزارة للعمل على رفد المسيرة التربوية، والمساعدة على أن تكون مجمل هذه الخبرات والكوادر في خدمة عملية التطوير المنشودة، لأن التربية ليست مسؤولية وزارة التربية والتعليم فحسب، بل هي مسؤولية المجتمع، والعديد من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية من مؤسسات المجتمع المدني.

نحتاج بالفعل الى القائد التربوي الفاعل وهو أهم ما يكون في المؤسسة التربوية ، خاصة عندما يملك الرؤية الواضحة، والقدرة على التخطيط كأهم وظيفة من وظائف العمل الإداري ، فهو مولد أفكار بعكس الإداري الذي ينتظر أن تأتيه الأعمال ليقوم على تنفيذها، والقائد التربوي يقوم بتفعيل جميع العاملين في المؤسسة بعكس المدير الذي يعيش على حساب جهود العاملين لديه، فيخلق حالة الإحباط ويعيد المؤسسة إلى الوراء بدلاً من التقدم إلى الأمام، والإداري الذي لا يجيد فن التخطيط كالأعمى في الغابة، فكم نملك من هؤلاء العميان، الذين لا يكتفون بما أصابهم من عمى بصر وبصيرة، يدورون حول أنفسهم لغاية المنظرة.

علينا أن نبحث عن الأفراد الذين ولدوا قادة ، وأن نعمل على صقل مواهبهم ، بدلاً من أن تحمل المؤسسة التربوية هؤلاء الإداريين على أكتافها ، الذين باتوا عقبة في طريق تقدم المسيرة ، يعملون لذاتهم أكثر من العمل لإداراتهم ، وكل أعمالهم تحكمها الذات المشبعة بالأنانية الضيقة، وبالتالي هم عقبة في طريق توجهات المسؤول الذي يملك رؤيا واضحة لأداء العمل، والتطلع إلى تطويره.
والله ولي التوفيق
مع تحياتي
فيصل تايه





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :