facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رسالة من تحت الماء


حسين الرواشدة
30-07-2009 05:01 AM

فيما انتهى اعتصام اهالي الطيبة امام مبنى رئاسة الوزراء بوعود اطلقها السيد الذهبي بحل مشكلاتهم ومعالجة ازمة «العطش» التي يعانونها منذ شهور ، ما تزال ارصفة ميناء العقبة تشهد اعتصاما لعمال مؤسسة الموانىء بعد ان فشلت جهود تسوية الخلاف بين ادارة الميناء ومجلس الادارة وبينهم ، وكنا قد شهدنا في الاسابيع والشهور الماضية سلسلة من الاضرابات والاعتصامات لعمال وموظفين في مواقع مختلفة احتجاجا على أوضاعهم او تجاهل حقوقهم او «سطوة» القرارات التي تصدرها الادارات بحقهم.

الاعتصامات - وان كانت جديدة على بلادنا - فكرة حضارية ، وهي تعبر عن ارتفاع مستوى الوعي لدى عمالنا الذين اصبحوا يأخذون زمام المبادرة للدفاع عن حقوقهم ، ووقف جماح التجاوزات والظلم التي تلحقها بهم سياسات الخصخصة او تصاعد فهم «رأس المال» الذي لا يهمه الا الربح فقط ، لكن هذه الاعتصامات من جهة اخرى (وان كان سؤال جدواها ما يزال مشكوكا فيه) تشير الى خلل كبير في قدرتنا - حكومة ومؤسسات ونقابات - على ادارة شؤوننا ، ومعرفة مشكلاتنا ومواجهة «ازمة» الثقة التي يبدو انها تتسع بين الناس والمسؤولين ، ومن أسف ان يكون المواطن في بلادنا قد وصل الى هذه الدرجة من الاهمال وعدم الاهتمام بمشكلاته الاساسية وضرورياته ، ليضطر الى «رفع صوته» او التعبير عن غضبه ، بهذه الصور المختلفة ، التي قد تتسبب احيانا في تعطيل مرافقنا الانتاجية والخدماتية ، او الاساءة لمدى التزامنا بالمعاهدات والمواثيق الدولية.

ربما يبدو مفهوما ما نشهده من اعتصامات في حدود الصراع بين العمال وأرباب العمل لانتزاع ما لهم من حقوق ، لكن من غير المفهوم ان يضطر الناس البسطاء للاحتجاج امام «حكومتهم» على عدم وصول المياه اليهم منذ اكثر من اربعة شهور ، وهذا لا يقتصر على أهالي الطيبة في الكرك فقط ، وانما يمتد الى أحياء كثيرة في اربد وفي الاغوار الشمالية وفي مناطق جنوبية وفي عجلون وغيرها ، واللافت ان أحداً من المسؤولين لم يتطوع لزيارة هذه المناطق او الرد على شكاوى الناس فيها ، واذا حدث ، فالوعود هي الحل ، والاجراءات الادارية المعقدة هي الحجة في التأخير ، وتكرار «لازمة» فقرنا في المياه هي الرد ، فيما «يتنغنغ» البعض بالبرك والمسطحات المائية التي تكفي بلدة مثل الطيبة او غيرها سنة بالكامل.

ازمة «العطش» واعتصاماته ليست حالة معزولة عن سياقها الاجتماعي والاقتصادي ، وربما السياسي ايضا ، بمعنى انها جزء من معاناة عامة بدأت تتغلغل داخل مجتمعنا ، وتعبر عن نفسها بصورة عديدة ، وهي تعكس طبيعة العلاقة بين الناس ومؤسساتهم ، وبين المواطن والدولة ، اذ ان المواطن بدأ يشعر الان بأن احتياجاته وهمومه وقضاياه لم تعد تجد ما يناسبها من اهتمام لدى المسؤول ، وبأن صوته لا يمكن ان يصل من خلال القنوات الطبيعية ، وهذا يعني - باختصار - ان ثمة ازمة في الادارة.. وفي العلاقة ، وفي الثقة ايضا.

هي رسالة من تحت الماء سواء كانت من العقبة او من اربد و من الطيبة نتمنى ان تصل لمؤسساتنا وحكوماتنا ايضا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :