facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فيروز .. أغنية تنسى أن تكبر


18-08-2009 06:48 AM

(هي الاغنية التي تنسى دائما ان تكبر.. هي التي تجعل الصحراء اصغر ، وتجعل القمر اكبر).. بهذه الكلمات اختصر محمود درويش دنيا ملأى بالمشاعر ، وكشف لنا ارتعاشة قلوبنا ونحن نسترق الدمع هيافا الى صوتها "فيروز".

فجارة القمر.. يشكل صوتها المنحدر من قمة جبل الارز في لبنان نسيج وحدة ، لا يغفله العاشقون ، فحسب.. بل يتعداه الى ملامسة وجع الانسان ، فأغنياتها خيط يعانق الانسان بتفاصيلة اليومية الدقيقة.

مع اطلالات الصباح تشتاق الاذن مليا الى صحبة صوتها في الحًل والترحال ، الى الخروج من كم الاحزان الذي أيبس ذاكرتنا وغمها الماً ومعاناة ، تشتاق الروح الى دمعة من فرح تمحو الغصة التي نَمت فينا واذابت ببقائها صحوة الحب الذي قتلناه في ليلة حالكة السواد.

حين نستقبل صوتها صباحا ، يفيق الاحساس فينا ، الذي غفا متثاقلا ذات ليلة غائمة بالحزن الدفين ، لنشعر بأن الحياة كلها نغمة صباحية لا تعرف النعاس ، وعندها قد تنقلب الموازين فتختلط اوزار الوقت ببعضها ليعلن ولاءه من دون شك لتلك الشهرزاد التي لا تسكت عن كلامها الأخاذ على اطلال الليل المنجلي.

تشعر بحرارة احساسك ، وانت تقلب موجات الراديو "في زمن الغناء الاصم ، واثارة الجسد ، ومخاطبة الغرائز" بحثا عن صوت ملائكي الهوى يأخذك بسحره لتدخل دنيا يعبق جوها بسحر العطاء ، فلا تدري عن احاسيسك التي انسابت دفاقه ، ولا تخرج من ولهك هذا ، الا بعد ايقانك بابتعاد الحس الفيروزي عن محيطك ، لكنك تبقى تعيش على رنات قوافيها المحملة بخليط يشبه الشهد بحلاوتها المتسللة الى دفء القلب ، حيث ينمو الوله براحته هناك.

في صوتها نبحث عن تفاصيلنا المتعبة ، ، عن روحنا التي تركناها قبل المغيب ببضع دقائق مرهقة ومعبأة احزانا ودماء ، كيفك انت.. تسألنا بها عن احوالنا التي تردت ، ونتطلع معها الى تاريخ آت ، قد ينسينا علقم الواقع وخسارات الامم.

شايف البحر شو كبير.. تأخذك هي اليه لترى بحسك اتساع الدنيا التي ان فتحت لها ذراعيك لتحيا ، فأنت ندها بلا وجل ، الا اذا اردت ان يتقهقر احساسك بنرجس الحياة الماثلة امامك.. لتجيبك بثقة ، كبر البحر بحبك ، تتساءل اين هي الحبيبة الضائعه؟ ، وسط اكوام من البشر المتلونين... آهات ودموع ، زيف يغطيهم ، واقنعة تخفي عيونهم الذابلة.

سألوني الناس: عنك يا حبيبي.. "بعدما رأوك حائرا في عيني" ، هذه السلطانه التي تتسلل عاشقة الى بساتين المحبين ، لتقطف لهم من عبق اريج الياسمين حكاياهم المزركشة بلون الفرح ، اتذكر كم سهرت ليلا ، ولهاً عطشاً ، يأخذك الشوق الى ازقة الهوى.. متسائلا عن رصيف او مقعد جلست عليه ، او عن بائع بوظة ادمنت لقاءه في حالة عشق.

فيروز.. هذه الحالة الحاضرة بين ظهرانينا ، الاغنية الباقية في وجداننا ، والمتحدث الرسمي عن اوجاعنا الجاثمة كطود الهلع اللاحق بخاصرتنا الملتهبة ، والزاحفة شوقا باتجاه المزيد من السفر في غينا الثقافي الذي نستنسخه عن الغرب دون وعي او ضمير.

فيروز.. تبقى النرجسة البيضاء ، ذات الالق الملائكي الماثل امام اعيننا ، أملا بالبقاء ثملين بحبها وبصوتها المعجون بزقزقات العصافير المغردة فوق حًسّنا ، وفوق غصات ارواحنا اذا أبينا.

mkhateeb571@yahoo.com

لـ محمود الخطيب
عن الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :