facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الباحثون عن الخبز!


د. صبري ربيحات
24-02-2019 12:08 AM

اخیرا وصلت الدفعة الاولى من ابناء العقبة المحتجین على اوضاع البطالة الى عمان فیتوجھون الى الدیوان الملكي لیقابلھم رئیسھ ویقنعھم بالعودة من حیث اتوا على ان یجري تأمینھم بفرص عمل خلال فترة وجیزة. قبیل وصولھم الى عمان كان تصریح دولة رئیس الوزراء ”بأن الحكومة لا تستطیع توفیر فرص عمل لكل العاطلین“ كما تداولت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ردا من وزارة الداخلیة یتضمن اشارة الى ان احد المنظمین للمسیرة رفض فرصة عمل براتب معقول جرى توفیرھا لھ واخرى تم توفیرھا لشقیقھ، في الخلفیة ایضا بیانات اصدرتھا وزارة العمل تقول ان ھناك فرص عمل تتجاوز في مجموعھا 3000 فرصة تتوزع على المحافظات. اذا كانت ھذه الحالة فما الذي یجري وكیف یمكن نظم الخیوط اذا كان ذلك ممكنا؟

في المشھد الكثیر من الصور والاحداث واللاعبین وھو محیر وغریب یثیر جملة من التساؤلات اھمھا كیف یمكن التوفیق بین كل ھذه المتناقضات المتعلقة بوجود العمل وغیابھ؟ والمطالبة بھ ورفضھ، وتوفیره لاشقاء شكل احدھما ضغطا وكیف یجري التصریح بھذا الاجراء الذي یبدو انھ اصبح وسیلة، ومنذ متى تنشغل السلطات المحلیة بتقدیم عروض وظائف لناشط وتتبع ذلك بعرض لشقیق لھ، وكیف یختلف ذلك عما قامت بھ الحكومة في حادثة تعیین اشقاء النواب، وھل اصبح ذلك نھجا لحصول الافراد والجماعات على مكتسبات وظیفیة وغیر وظیفیة؟

قائمة الاسئلة التي تطرحھا المناسبة واسلوب معالجتھا لا تخلو من الاستفسار عن اذا ما كان ھناك 400 فرصة عمل متوفرة في العقبة فعلا ولماذا لم یتمكن الناس من الوصول الیھا قبل تدخل رئیس الدیوان الملكي؟ ام انھا ستخلق استجابة للمطالب وكیف؟ والسؤال الآخر یتعلق بماذا لو جاءت مجموعة محتجین اخرى من العقبة لطلب وظائف جدیدة؟ وكیف سیؤثر ھذا الاجراء على مستقبل ھذه الظاھرة في اماكن وبلدات اخرى؟ وھل ھذا الاسلوب الامثل للتعامل مع ھذا الوضع؟ وھل كان لدى الحكومة تصور للتعامل مع ھذه الاحتجاجات؟ وما معنى تصریح وزیر العمل بأن اجراءات الدیوان جاءت بتنسیق مع الحكومة؟

في الأردن الیوم العدید من المشكلات والازمات بعضھا مستعص والبعض الاخر لا یحتاج لأكثر من الھدوء والحكمة والدرایة بأوضاع البلاد ومواردھا والتفكیر في كیفیة توظیفھا بالشكل الذي یخدم الناس ویحد من توالد الازمات والمشكلات الاخرى.

المؤسف أن بالامكان تجنب بعض ھذه الازمات بشيء من الحكمة وحسن الادارة ووجود قدر من التناغم والتنسیق بین دوائر صناعة القرار. في مشھد البحث عن الخبز ھناك الكثیر من الاجتھادات التي قد تزید الوضع تعقیدا وتنقل البلاد نحو حالة جدیدة من المطالب والحلول الجزئیة بترتیبات تخل بمبادئ الوضوح والعدل وتكافؤ الفرص التي نص علیھا الدستور وراعتھا القیم والتقالید.

لا احد یعرف ما یمكن ان تسفر عنھ المسیرات التي اخذت تنمو بمتوالیة یصعب حصرھا او التنبؤ بأعداد من سیشاركون فیھا. الرحلة الاولى التي قام بھا الدكتور العریني قبل اسابیع فتحت للعاطلین او المتعطلین ثغرة في جدار الصمت الذي خیم على بلدات وقرى واحیاء عانى ابناؤھا من البطالة وتحملوا قساوة الاوضاع منتظرین خروج البلاد من عنق زجاجة الملقي والدخول الى عصر النھضة الذي بشر بھ الرزاز.

لم یخطر ببال الدكتور العریني وھو یجھز اطفالھ لرحلة الشتاء التي اخذتھم من بصیرا في جنوب البلاد الى عمان بأنھ یطلق صرخة تجد صداھا لدى آلاف العاطلین عن العمل ممن سیكملون رحلتھ التي توقفت بالقرب من سد السلطان بعد ان تعھد لھ نائب بأنھ سیرتب لھ حلا.

صحیح ان البطالة موجودة في كل المجتمعات لكن المجتمعات لا تھمل حاجات الافراد للاكل والنوم والنظافة في مجتمع یرفع شعار التكافل لا بد من ضمان حد ادنى من الدخل لكل فرد عاطل عن العمل ریثما یتوفر لھ العمل، والا فإن كل ما یقال لا یعدو خطابة لا معنى لرنین مفرداتھا ولا لبراعة الخطیب وسحر الالقاء وسماحة الملامح والایماءات.

الازمة الجدیدة ما كانت لتنفجر بھذه الصورة لولا الممارسات الحكومیة والنیابیة التي عصفت بما تبقى لدى الناس من امل بوجود اسس ومعاییر یلتزم بھا القائمون على ادارة شؤون الناس.

الاستجابة الحكومیة لھذه المشكلة مرتبكة ومحیرة ولا تبعث على الاطمئنان ولا الثقة.

الغد





  • 1 والماء فوق ظهورها محمول 24-02-2019 | 01:43 PM

    حولت العمالة خلال السنوات الأربع الماضية فقط 12 مليار دولار ولو كانت هذه المبالغ في يد الأردنيين لأنفقت ودارت في الإقتصاد الأردني وأنعشته. إن 63% من الأردنيين الذكور المتعطلين لا يحملون الثانوية فماذا ينتظرون والعمل الوفير واسرهم ووطنهم في إنتظار عملهم!


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :