facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تشيني في المنطقة .. تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي!


رنا الصباغ
13-05-2007 03:00 AM

بينما يبدأ نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني جولة جديدة في عواصم ما يسمى بــ "رباعية الاعتدال العربي" لحشد دعمها على أمل إنجاح الفرصة الاخيرة لتعديل المسار الأمني والسياسي المتأزم في العراق, لا يخفي أصحاب القرار العربي نفاد صبرهم تجاه سياسات المراوغة التي تمارسها واشنطن في بلاد الرافدين وفي فلسطين خدمة لاغراض داخلية بدلا من العمل على ضمان استقرار الإقليم المتفجر.المملكة العربية السعودية, مصر, الأردن والإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول المتحالفة مع أمريكا عاتبة لا بل تشعر بخيبة أمل بسبب إصرار تشيني في خطاباته العلنية على التأكيد بأن الهدف من جولته اقناع حلفاء بلاده في الشرق الأوسط للانضمام إلى حملة التصدّي لإيران. هذا الإلحاح يحرج ويضعف هذه الحكومات أمام شعوبها المناوئة أصلا لسياسات التقارب مع الولايات المتحدة. وايران ليست الهدف الاساس لرحلته.

"العواصم العربية الأربع المتململة قررت أن تلاقي تشيني بموقف واحد فحواه أن ضرب إيران لن يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة, ولن يخدم المصالح الإسرائيلية أو الأمريكية على الإطلاق", بحسب مسؤول عربي على اطلاع بترتيبات جولة تشيني الإقليمية, منها محطة عمّان الاثنين.

كذلك ستؤكد الرباعية على أن "عنوان حل أزمة العراق يكمن عند رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومن ورائه سورية وإيران, بدلا من الدول الأربع" التي يجول فيها تشيني.

السؤال الأهم, برأي دول التحالف, يبقى لماذا لا يعلن تشيني الحقيقة الواضحة ويقول إن ضعف المالكي وتقاطع أجندته مع الأدوار التعطيلية التي تقوم بها دمشق وطهران هي الأسباب الحقيقية وراء فشل مشروع المصالحة الوطنية وتحقيق الأمن والاستقرار حسب الإستراتيجية التي أطلقها الرئيس الأمريكي جورج بوش قبل أربعة شهور؟

ينتظر أن يطلب تشيني من الرباعية ضرورة دعم المالكي, وسحب إسناد رئيس الوزراء العراقي الأسبق اياد العلاوي (شيعي علماني مقبول لدى الشيعة والأكراد, العرب والسنة) كبديل مقنع للمالكي لتحقيق المصالحة الوطنية المنشودة. كذلك سيضغط تشيني على دول الجوار لثني الجماعات المسلحة المرتبطة بالسنة عن التلويح بوقف المشاركة في العملية السياسية, بحسب المسؤول العربي. الرباعية تدعم العلاوي ماديا وسياسيا.

تشيني, الذي غادر العراق يوم الخميس مخلفا وراءه جوا سياسيا مشحونا بعد طرحه مشروعا سياسيا وصفه مطلعون بأنه "غير مكتمل" يقضي بتغييرات أساسية في مواقع صناعة القرار الأمني والسياسي- لكن مع بقاء المالكي- والإسراع في سن تشريعات تدعم البيت الأبيض في صراعه مع الكونغرس بقيادة المعارضة الديمقراطية.

فهو يريد الآن إجبار دول الجوار على اتخاذ موقف معاد من المقاومة العراقية يتماهى مع موقف الاحتلال. ويريد من هذه الدول أيضا موقفا ايجابيا من الحكومة المركزية يؤدي إلى تسهيل شؤونها وتمكينها من العمل. وفي ذلك إنقاذ لبوش المحاصر.

لكن تشيني لن يحصل على دعم الرباعية العربية إلا بشروط واضحة, بحسب مسؤولين ودبلوماسيين. من بين الشروط تحديد فترة زمنية محددة تجبر المالكي على تنفيذ برنامج مصالحة وطني وحل المليشيات الشيعية واستعجال قانون توزيع النفط وتعديل قانون اجتثاث البعث, وحل أزمة وزير الدفاع وإيجاد معادلة لاقتسام الصلاحيات الأمنية وإجراء تعديل حكومي لملء المقاعد السبعة الشاغرة منذ انسحاب التيار الصدري قبل ستة أسابيع.

ويريدون أيضا من أمريكا ومن المالكي أن تعمد الأولى علنا على لي ذراع إيران وسورية لوقف التدخل السلبي في شؤون العراق ويفك الثاني ارتباط حكومته العضوي مع هذين الطرفين. يوماً بعد يوم يتعاظم نفوذ إيران في العراق عبر حكومة المالكي الطائفية. وما برح المقاتلون الأجانب يتسللون عبر الحدود السورية إلى محافظة الانبار, معقل القاعدة.

برأي عواصم الرباعية, ينزع المالكي لشراء الوقت لتثبيت أجندته الطائفية. بالتزامن مع ذلك تقوم واشنطن ببناء جدار عزل بين المناطق السنية والشيعية في بغداد ما يعزز مخاوف تقسيم العراق وتفريغ بغداد من أهل السنة تمهيدا لتحويلها إلى عاصمة إقليم الجنوب الشيعي الغني بالموارد النفطية والذي سيرتبط بإيران.

الرباعية العربية تبدو قلقة من العواقب الوخيمة لفشل المشروع الأمريكي في العراق على المصالح الامريكية في المنطقة, ومن تعاظم دور إيران الإقليمي يوما بعد يوم. الشيء الوحيد المطمئن لهم هو أن واشنطن لن تسحب قواتها فجأة لان في ذلك إقراراً بفشل الأجندة الأمريكية وضربة في العمق للحلفاء العرب, وتهديد مصالح اقتصادية وسياسية واستراتيجية هامة.

فالمعتدلون العرب يدفعون غاليا حتى الآن ثمن الإستراتيجية الأمريكية العقيمة في العراق منذ احتلاله قبل خمس سنوات. والنوايا الأمريكية تجاه العراق مبهمة.

يوما بعد يوم تزداد المخاوف من أن إيران تستغل العراق كحلبة لتحسين أرصدتها الإقليمية في مواجهة المشروع الأمريكي أو تحسين المواقع في إطار المشروع نفسه, أو غير ذلك. وهناك هواجس من أن وجود صفقة أمريكية - إيرانية يتبادل فيها الطرفان مصالحهما تمهيدا لانسحاب مبكر مقابل تفاهمات أخرى على قضايا عالقة كالملف النووي. فلو كان هدف أمريكا عودة الأمن والاستقرار إلى العراق لغيرت سياستها ودقت على الأبواب الإقليمية الصحيحة.

مسؤول أردني أسرّ لـ "العرب اليوم" بأن الرباعية العربية لم تعد تشترك بالرؤيا مع واشنطن حيال العراق لا سيما وأن الأخيرة باتت مهووسة في سعيها للحصول على مكاسب في العراق لأغراض داخلية, بدلا من أن تعمل على وقف تمدد إيران وسعيها لتقسيم العراق على أسس فيدرالية. الرباعية تريد عراقاً موحداً.

وقال المسؤول إن ما يحاول تشيني تسويقه الآن يقع في خانة تخفيف الضغوط الداخلية المتنامية على الرئيس الأمريكي جورج بوش حول تمويل الحرب على العراق ووضع جدول زمني لخروج القوات خلال 18 شهرا.

الرباعية عاتبة ايضا لأن أمريكا لا تضغط على إسرائيل للتعامل بايجابية مع هجوم السلام الأخير الذي شنته القمة العربية قبل شهرين لحثّ إسرائيل على المساعدة في إيجاد حل للقضية الفلسطينية, جوهر الصراع في المنطقة منذ ستة عقود. بل أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلغاء رحلتها إلى الشرق الأوسط منتصف هذا الشهر تاركة أمر ترويج مبادرة السلام للجامعة العربية عبر الأردن ومصر؟

رغم هذه التناقضات وخيبات الأمل لن تدير الرباعية العربية ظهرها لأمريكا. فهناك مصالح حيوية للطرفين.

لكن ربما أصبح بعض أعضائها قادرا على اتخاذ مواقف علنية أكثر جرأة منذ أن أصبحت السعودية الزعيمة الإقليمية وأثبتت أنها قادرة على الابتعاد عن الفلك الأمريكي بعدما خاضت الرباعية العربية بقيادة الرياض جهدا واضحا نهاية العام الماضي لمحاصرة نفوذ إيران في المنطقة.

فالملك عبدالله بن عبدالعزيز انتقد الوجود الأمريكي في العراق أخيرا واصفا إياه بأنه "احتلال أجنبي غير مشروع".

كما رعى في مكة المكرمة في شباط الماضي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بين حماس وفتح خلافا لرغبات الإدارة الأمريكية. وأخيرا اعتذر عن زيارة لواشنطن كانت مقررة قبل شهر. وقبلها التقى مع الرئيس السوري بشار الأسد المتحالف مع إيران. كما تدعم السعودية مهمة تحديث القوات الشرطية التي تأخذ أوامرها من رئيس الوزراء اللبناني السنّي فؤاد سنيورة, وتساهم مع أمريكا ومصر والإمارات والأردن في تدريب حرس للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

جزء من تنامي النفوذ السعودي الإقليمي ورغبتها في قيادة العالم السني وحماية مصالحه ناتج عن فرصة وفرها تراجع الدور الإقليمي لمصر وتركيز جهد الرئيس المصري حسني مبارك على توريث الحكم لابنه جمال وتخفيف حدة الانتقادات الأمريكية لسياساته التي تسعى لمحاصرة نفوذ الإسلاميين.

ساعدت المليارات من عوائد مبيعات النفط السعودية على تقديم مساعدات اقتصادية ومالية لحلفائها العرب وفي مقدمتهم الأردن بعد أن كانت عمان تعتمد في الغالب على واشنطن للحصول على دعم مالي. هذه عوامل تساعد العرب على الاستقواء على واشنطن بالرغم من أنهم ما زالوا يعتبرونها دولة صديقة وحليفة.

وفي حال انهارت العراق أكثر, ولم تساعد أمريكا على إرغام المالكي على إدماج السنة في العملية السياسية, قد تمول السعودية والإمارات قيام مليشيات سنية تدافع عن أبناء الطائفة, بحسب احد السيناريوهات التي يرددها دبلوماسيون عرب. في حال تفاقمت الفوضى في العراق, فلن يكون في وسع الأردن إلا إغلاق الحدود مع العراق وإعادة نشر القوات المسلحة لمنع دخول لاجئين من محافظة الانبار. لكن عمان لن ترسل قواتها إلى داخل العراق.

بعد أن جرب تحالف الرباعية العربية كل الطرق الممكنة للعمل مع أمريكا وإسرائيل لتهميش دور إيران بعيدا عن المغامرات العسكرية عبر محاولة إحياء ملف السلام وترتيب الأمن في العراق, يبدو أن الرهان على دور أمريكا وصل إلى طريق ذي نهايات صعبة؟ اذا, لماذا تقوم الدول العربية بأي محاولات لتحريك المياه الراكدة وحرق كروتها.

فالرئيس جورج بوش بطة عرجاء في باحة الكابتول هيل. إذ فقد شعبيته ووقع في مواجهة مع الديمقراطيين حول سياسة العراق. الآن يحاول زعماء الحزبين الديمقراطي والجمهوري إيجاد حل وسط لتشريع أصدره الكونغرس ونقضه الرئيس يربط بين تمويل الحرب وجدولة انسحاب القوات الأمريكية من العراق.

ورئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه أزمة سياسية مماثلة بعد تقرير فينوغراد إذ يطالبه ثلثا الإسرائيليين بالاستقاله. أمريكا لن تضغط عليه لتقديم أي تنازلات. شبح الانفلات الأمني والشد الفلسطيني ما زالا يسيطران على الداخل.

ربما كان المخرج الأكثر عملية لتحصين الرباعية العربية في هذه الأزمة السياسية الصعبة هو اعطاء أمريكا "كتفا باردا" والاستمرار في تدعيم التنسيق السياسي والاقتصادي والأمني القائم فيما بينها وبناء منظومة استراتيجية قائمة على مصالح مشتركة للتخفيف من تداعيات الفشل في العراق وفلسطين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :