علياء .. امرأة من ذلك الزمان ..
10-03-2019 11:42 AM
عمون – محمد الخوالدة
عليا الضمور ,, امراة من زمن العزة والكرامة الذي لم يعد يعني في قاموسنا المعاصر شيئا الا من قليل ، اجتثت الحداثة جذرنا ، وبتنا نلهث خلف سراب الحاضر ولن نلوي منه بشيء ، فبهرج الحاضر اعصى من ان نحوطه.
نحتفي هذه الايام بيوم المراة بشكليات لاتكسب حمدا ، نوزع غنائم التكريم كيفما اتفق ، فكم من مراة مزوية لو قورنت عطاء هي بالف من اكثر من يكرمن داخل الوطن ، او ممن يستقدمن من خارج الحدود.
لاينكر ان في اوساطنا نسوة متميزات يستأهلن التكريم ، لكن من الخطأ ان نتجاهل رائدات اكسبن وطنهن فخارا ومضين مكللات بمجد وغار ، نسوة تنحني لذكرهن الهامات ، فامثالهن وان قضى العهد ونأى حيات في ضمير تاريخ ينصف لايغفل ، فطوبى لهن في دار الخلود المنصفة ،عليا الضمور نموذجا .
لن اكتب من الذاكرة عن علياء ، لكن سانقل بامانة من بطون الكتب شهادة التاريخ لها ، فماذا يقول :
" في عام 1822 القى العثماني ابراهيم باشا السفاح القبض على ابني ابراهيم الضمور زوج علياء ، وهذذه بالحراقمها على مراى الجميع امام قلعة الكرك ان لم يسلم دخيل عنده هاربا من بطش العثمانيين . لم يشأ ابراهيم ان يتخذ قراره الرفض بنفسه بل اكراما لزوجة هي بحنكة وعظمة علياء سألها فماذا قالت العظيمة علياء . النار ولا العار ، العيال الله بعوضنا عنهم ولايقولوا ابراهيم سلم دخيله ، قابلت المصاب بالزغاريد وهي تودع ابنيها الشهيدين الذين يحترقون امامها ."