facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثلاثة سيناريوهات أمام السودان


د. حسين البناء
12-04-2019 02:08 AM

المؤكد، أن الرئيس (عمر البشير) قد انتهت ولايته في حكم السودان، أما ما هو في حكم الملتبس: هل انتهى نظامه؟ أم تم استبدال شخصه فقط من طرف العسكر بانقلاب يتكئ على الجماهير المحتشدة و التي طالبت برحيله؟ الأكثر غموضا هو: أية سيناريوهات بانتظار السودان و مستقبله؟

مبدأيا، يمكن استشراف ثلاثة سيناريوهات تنتظر مستقبل السودان كنتاج لتفاعل القوى الثلاث المتمثلة بالثوار و العسكر و الخارج، وكل سيناريو له رجاحته و موضوعية طرحه، وهي كما تبدو كالآتي:

السيناريو الأول: (حكم الجنرالات و الفوضى) يبدو أن العسكر متى أمسكوا بزمام السلطة لا ينفكون عنها البتة و بأي ثمن، و تجارب انقلابات العسكر ماثلة أمامنا في أكثر من تاريخ بلد عربي، فالسلطة المطلقة، و الأمر و الطاعة، هي من أسس تكوين العقلية العسكرية، و متى حان الظرف للجنرالات بأن يهجروا (دورهم الطبيعي في حماية الوطن و سيادته) و يستولوا على السلطة، فإنهم أمام اختبار بنيوي لعقلية القيادة و التحكم. وكما يبدوا، فإن ما جرى هو مقاربة لأي انقلاب عسكري، حيث يتم استبدال الجنرال بآخر بذات الدور و لكن باسم آخر.

في هذه الحالة، و في ظل إصرار الحراك الشعبي على إسقاط النظام بالكلية و بناء هيكل دولة ديمقراطي جديد، فإن الصدام المتفاقم و المدمر هو مآل الأمور و نهاياتها، و لن يكون مستبعدا تفكك الدولة و استقلال (دارفور) كتفاعل طبيعي لضعف و تراجع المركزية في إدارة الدولة، و ضعف الأجهزة العسكرية في توسيع النشاط المضاد للحراك.

السيناريو الثاني: (الانتقال السلمي للسلطة)
ليس مستبعدا أن يدرك الجيش عمق الأزمة و خطورة مضاعفاتها، فيتم تعديل مضامين البيان العسكري ليتم تسريع عملية تسليم السلطة و الإعداد لانتخابات قريبة و ضمان نزاهتها و الحرية في الاختيار إنفاذً لمبدأ تداول السلطة سلميا و ديمقراطيا.

في هذه الحالة فنحن على أبواب انفراج ديمقراطي من شأنه بث روح الأمل و التحرر و الاستقرار، و ما سيقود لبناء نموذج عربي يشابه نجاح التجربة التونسية، و ليس تكرار تجربة (عبد الرحمن سوار الذهب) بمستبعدة ههنا.

السيناريو الثالث: (تثبيط الثورة و بقاء العسكر)
من الوارد كذلك أن يلتف الجيش على مطالب الجماهير، و قيامه بتهدئة الأمور في ظل وعود و مماطلة و تسويف، فيتم تمديد حالة الطوارئ حتى استقرار الأمور على تقبل الأمر الراهن و قبول المرشح الأوحد، قائد الجيش (عوض بن عوف) أو أي وجه آخر من العسكر، فيتم تكرار مرحلة (البشير) لبضعة عقود أخرى.

جميع السيناريوهات تبدو واقعية و محتملة جدا، و خاصة في ظل تعقيدات داخلية و إقليمية و دولية؛ فداخليا هنالك ثورة واضحة المطالب و لن تتنازل عن مكاسبها و تضحياتها بسهولة، و هذا يدعم طرح الديمقراطية و تسليم السلطة تحت ضغط الجماهير. أما إقليميا، فهنالك قوى عربية فاعلة و ثبت تدخلها عبر المال و السلاح في إجهاض أي حراك ثوري تحرري من شأنه بث أفكار الديمقراطية والتغيير، و هذا يدعم طرح بقاء العسكر في السلطة. أما دوليا، فالقوى الكبرى لا يعنيها مصير الشعوب و لا تحررها بمقدار الحرص على استمرارية المصالح السياسية و الاقتصادية، و في العادة فإن ذلك يبدو مُصانا عند التعامل مع دكتاتورية مستقرة مقارنةً بحكومات متقلبة و مُمثّلة للجماهير.

اليوم، يبدو السودان مرتهنا لثلاث قوى قادرة على جذبه نحو ثلاثة سيناريوهات، قوة الشعب و سيناريو الديمقراطية، و قوة الجيش و سيناريو التسلط، و قوة خارطة الإقليم و العالم بسيناريو غامض متعدد الأوجه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :