facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هزمونا بسلاح تخلفنا، لا بسلاح قوتهم !


شحادة أبو بقر
15-04-2019 10:28 AM

أول كلمة أمر الله عز وجل بها محمدا صلى الله عليه سلم على لسان جبريل عليه السلام , هي كلمة " إقرأ " . ولو أحصينا كلمة العلم ومشتقاتها في القرآن الكريم لوجدنا أنها وردت 779 مرة . ومن الآيات التي تحض على العلم وعلى سبيل المثال , قوله تعالى " وقل ربي زدني علما " و " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " , ومن الأحاديث النبوية العديدة التي تحض على طلب العلم قوله صلى الله عليه وسلم " أطلبوا العلم ولو في الصين .

هذا بحر واسع في دلالاته ومعانيه في تأكيد الخالق سبحانه وسائر أنبيائه الكرام على أن العلم هو سر الوجود , فما الإكتشافات العلمية التي توصلت إليها البشرية حتى الآن , إلا كنبش بدبوس صغير في سلسلة جبلية عظمى من أسرار الكون العظيم وعظمة خالقه جل جلاله . ولقد وردت في القرآن والسيرة النبوية آيات وأحاديث كثيرة تحض على العلم لا يتسع المجال لحصرها ويعرفها كل مهتم .

موضوع مقالي هو تساؤل عن سبب تخلفنا نحن العرب وتقدم أمم غيرنا شتى , وبالذات في عالم الغرب الذي نعتاش ونقتات على مخرجات عقول علمائه , ولا نتردد في سبه وحتى شتمه ونحن جميعنا نمد أيدينا طالبين عونهم ومخرجات ما توصلت إليه عقولهم عبر البحث العلمي من منتجات في مختلف ميادين الحياة ! .

" إسرائيل " التي تحتل أرضنا وتستبيح مقدساتنا وتمكنت من هزيمتنا عسكريا غير مرة وتعدادنا البشري يفوق تعدادها مائة مرة , هزمتنا بالعلم والبحث العلمي الذي مكن " لمما" بشريا وخلال ثمانية عقود فقط , من أن يكون دولة عظمى نتاج مخرجات عقولهم , حيث التعليم عندهم من أجل تأهيل الفرد بكيفية أن يتعلم هو من تلقاء نفسه , فيما نتعلم نحن من أجل نيل " كرتونة " شهادة تؤهلنا لوظيفة لا أكثر ولا أقل ! , وشتان بين من يتعلم كيف يعلم هو نفسه , وبين من يتلقى حشو معلومات لتأدية إمتحان وكفى الله المؤمنين القتال .

قد يقول لي أحدنا لقد هزمونا بدعم الغرب المستعمر وأعداء الدين , وهنا أقول إن جزءا من ذلك صحيح , وسببه أصلا هو ضعفنا وتخلفنا , لكنهم اليوم يصنعون وينتجون كل ما يحتاجون ويصدرون الفائض , زراعتهم وصناعتهم وتجارتهم وسائر منتجات عقولهم وفي شتى مجالات الحياة , تفوق كل ما لدينا , هذ إن كان لدينا شيء منتج عقول أصلا .

الغرب والشرق عموما ومعهم " إسرائيل " , دول منتجة مصدرة لنتاج عقول باحثيهم وعلمائهم , ونحن العرب خير مستوردين مستهلكين لهذه المنتجات العلمية التي لا نستطيع العيش بدونها , فنحن فقط نبيعهم ما أفاء الله علينا من نعم خام لا تعد ولا تحصى , ونستعيدها مصنعة بمخرجات عقولهم وبأعلى الأسعار بدءا من الطائرة والصاروخ وحتى مسلة خياطة ملابسنا ولعبا بلاستيكية لأطفالنا وغير ذلك من مستوردات لا حصر ولا تعداد لها.

علينا أن نعترف بالواقع , فنحن اليوم أمة " كلام " وحسب والبحث العلمي الذي يغنينا عنهم جميعا هو في بلادنا صفر مكعب , ولقد وصفنا رئيس وزراء إسرائيلي سابق عندما حذره غربيون من غضب عربي يزمجر به أعلامنا بقوله : إسألوني عنهم , العرب مجرد طاقة صوتية لا أكثر ! . فهل كذب الرجل في ذلك الزمان ! , أنا لا أعتقد أنه قد كذب أو جانب وصف واقعنا .

في تاريخنا القديم أن العرب كانوا مشاعل علم ونور , فيما كانت أوروبا تغط في ظلام دامس . ذلك زمان لم تكن فيه لدى العرب جامعات ومدارس ودور أبحاث ودرس وإستقصاء , ومع ذلك برز فيهم علماء كثر في مختلف أسرار الحياة , واليوم حيث يتوفر كل ذلك وأكثر , غدا العرب في ذيل قوائم الأمم ذات العقول المنتجة !.

ما السر في ذلك ! , المال موجود , ودور العلم والتعليم موجودة , ولكن " البحث العلمي والتعليم الحقيقي الذي يبني عقولا مؤهلة للتعلم والبحث " شبه غائب , إن لم يكن غائبا , ولذلك هزمونا مرارا , وسيهزموننا مرارا أخرى وأخرى , إن لم نجنح وبقوة نحو البحث العلمي الحقيقي الذي حضنا خالقنا عليه عندما أمرنا بأن نقرأ , وأن نعلم أن لا إستواء بين من يعلمون ومن لا يعلمون , وعندما حثنا محمد صلى الله عليه وسلم على طلب العلم ولو في الصين , وعندما قال لنا , إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث , صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له. فهل بعد هذا القول قول ! .
هزمونا بسلاح تخلفنا , لا بسلاح قوتهم . الله من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :