facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"عيون الرجال مغاريف الحكي" والمغزى في نهاية المقال!


شحادة أبو بقر
18-04-2019 10:16 PM

العنوان أعلاه مثل شعبي أردني دارج سمعته كثيرا من أهل الخبرة والحكمة من أقاربي قبيلة " عباد " الموقرة, وسواهم ممن عركتهم السنون وعلمتهم الكثير من أسرارها وسبل حسن التصرف في التعامل مع شؤونها .

المقصود بهذا القول الحكيم , هو أن تبادل الحديث بين الرجال وجها لوجه حول أمر ما , يمنح المتحدثين ميزة معرفة ما تخبيء صدور الرجال عبر التدقيق في عيون المتحدثين منهم , والتي تعطي الإنطباع عن مدى جدية المتحدث في ما يقول , وحتى عن حجم المشاعر التي تخالط وجدانه الإنساني سلبا أو إيجابيا , مهما حاول ممارسة " دبلوماسية الطرح " في حديثه ! .

وببساطة , فالناس يتبادلون الحديث عبر الهاتف مثلا , وفجأة , يبادر أحدهم بالقول , لا , هذه قضية أو مسألة لا يمكن حلها عبر الهاتف , ولا بد من أن نلتقي لنناقشها . وطبعا هذا دليل على وجاهة وعمق دلالات الحكمة أعلاه , وهو أن لقاء العيون بالعيون في الحديث مواجهة , هو أكثر أثرا وتأثيرا إيجابيا في التوصل إلى حلول وإتفاقات حول أية مسائل خلافية مثلا , وبمجرد اللقاء , يمكن للخصم أن يتحول وفورا إلى صديق , ولمن يحمل إنطباعا سيئا أن يخرج بإنطباع حسن وحتى جميل .

وببساطة أكثر , فرؤساء الدول يتبادلون الزيارات الرسمية للبحث في قضايا تهم بلدانهم , في الوقت الذي يمكنهم ممارسة هذا البحث عبر الهاتف , فضلا عما توفره تكنولوجيا اليوم من تبادل الحديث بوسائل متقدمة جدا , إلا أن اللقاء وجها لوجه , يبقى هو الأكثر عمقا وتحقيقا للنتائج المرجوة , عندما تلتقي العيون بالعيون , لتجسد حقيقة أن عيون الرجال مغاريف الحكي فعلا , إذ النظر إليها مباشرة , يمنح كل طرف فرصة قول أمور ما كان يمكن تذكر قولها لو كان الحديث هاتفيا أو من وراء حجاب أو حتى عبر طرف ثالث .

مناسبة هذا المقال متشعبة , أولها يتعلق بشؤوننا الداخلية وحاجتنا للقناعة بأن عيون الرجال مغاريف الحكي المثمر , والقادر على تغيير قناعات خاطئة سادت طويلا وأسهمت في تأزيم نفوس كثيرة ما كان لها أن تتأزم , وأوجدت عبثا إنطباعات خاطئة ما كان لها أن توجد .

من هنا , فأنا أتمنى صادقا بإذن الله , وبعيدا عن أية مصلحة شخصية خاصة , أن تتاح فرصة التشرف بلقاء حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد وقائد الوطن , لمجموعات طيبة من شعبنا الطيب المتثبث بقيادته وبوطنه , ممن لديها رأي آخر , سواء أكانت مدنية أو عسكرية متقاعدة , لتسمع من جلالته وجها لوجه , ولتبدي هي رأيها بين يدي جلالته أيضا .

جلالة الملك لنا جميعا , ورأيه ورؤيته محط إحترامنا جميعا , وليس منا من لا يبذل أقصى درجات الإحترام لجلالته شخصا ومقاما . أقول هذا وأنا على يقين تام من أن أردنيا واحدا ومن كل طيف ومشرب , لا يمكن أن يشذ أو يخرج عن هذه القاعدة وهذا الثابت أبدا, مهما كان رأيه أو معارضته لنهج حكومة أو حكومات .

نحن على عتبات شهر رمضان المبارك , وهو شهر الرحمة والتسامح والمودة من لدن رب العالمين , وبلدنا يتعرض لتحديات كثيرة ومعاناة صعبة , ولهذا فالوقت مناسب ومحفز لأن لا نترك أردنيا واحدا أو جماعة طيبة ذات رأي مختلف هنا أو هناك , عرضة لأن يجد أعداء الوطن في معارضتها الوازنة للحكومات , مادة إعلامية يضخمونها وربما يفبركونها ولا يتقون الله في تأويلها .

جلالة الملك : كلنا معك , قرية مدينة بادية مخيما وحيثما كنا , مدنيين وعسكريين عاملين ومتقاعدين , وليس بيننا ولن يكون , من قد لا سمح الله يخذلك يوما وتحت أي ظرف كان . ويقينا متى إلتقت العيون بالعيون , فقد إلتقت القلوب بالقلوب , وبلدنا اليوم بحاجتنا جميعا حولك ومع الوطن , لرد العاديات وصد التحديات , وإصلاح شؤون بلدنا بالحوار الوطني الهادف , تحصينا لجبهته الداخلية في مواجهة كل شر وكل شرير أي كان . والله جل جلاله من وراء القصد .
ملحوظة : مغاريف من غرف يغرف , أي كمن يغرف الماء من جدول مثلا , ومغاريف هي جمع مغراف باللغة الدارجة أو مغرافة بالمؤنث .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :