facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العشائرية والمشاجرات


د. بلال السكارنه العبادي
30-09-2009 01:58 PM

قتل واطلاق عيارات نارية وحرق وطعن واستخدام السلاح الابيض والقناوي والمسدسات كلها مفردات ليست لاحد الافلام الاجنبية او العربية وانما لطبيعة المشاجرات والنزاعات التي تحدث ما بين فترة واخرى في مجتمعاتنا الممتدة على كافة المناطق والمدن والمحافظات ، والسؤال الذي يثير الاستغراب في هذه الفترة كثرة حدوثها وبالرغم من بساطة اسبابها او الدوافع على القيام بها فاما تنطلق بداية الى نزاع ما بين الاطفال وتمتد الى الكبار وتأخذ منحنى مختلف في القتل والحرق والطعن وغيره او ان تكون نقاشات لخلافات عائلية او التحرش بالنظرات في الشوارع وما الى ذلك حتى اصبحت كل هذه الاشكاليات هي العنوان الرئيسي للصحف المطبوعة والالكترونية وكتّاب المقالات .

وما يزيد الامر استغراباً مقدار التحقن المكبوت والمدفون في نفوس مرتكبي هذه الاعتداءات وان مثل هذه الافعال لا تتواجد في داخل المدن مثل العاصمة عمان او الزرقاء او حتى العقبة وانما في المناطق التي تتواجد بها التجمعات العشائرية والتي تظهر بها مقدار الحدة والعنف ، واتصور ان هذا العنف الاجتماعي لم يأتي من قبيل الصدفة وانما لا بد من دوافع ساعدت على وقوعه حيث ان مرتكبي نفس الاعتداءات لو كانوا يقيمون في عمان لما قاموا بنفس الافعال وبالتالي فان هذا النوع من الاحتقانات لم يكن وليد الصدفة فترى قانون الصوت الواحد الانتخابي قد ساعد على ايجاد كثير من النزاعات الخفية بين العشائر حتى يكون لهم ممثل في المجلس النيابي وبحثاً عن اسم العشيرة في هذا المدلول ، بالاضافة الى ان هنالك افراد في بعض العشائر ينظرون الى عشيرتهم بانها الأفضل بين العشائر الاردنية وهذا يساعد على توسيع الفجوة في الحوار ما بين افراد هذه العشائر وكذلك ان استخدام مصطلح العزوة وبدون أي وجه حق يساعد ايضاً على الاستعانة بافراد العشيرة للاعتداء على حقوق الآخرين دون تمحص للمشكلة واسبابها ومن هو الظالم والمظلوم .

وكما هو معروف تميز المجتمع الاردني بطيبته وحسن تعامله مع الآخرين الا ان المشاهد لكثير من الاحداث والمشاجرات الاخيرة تتطلب مراجعة عامة من كافة ذوي الاختصاص لبلورة مواقف واستراتيجية عامة للحد والتقليل من مخاطر مثل هذه المشاجرات ودورها في زيادة التصدع ما بين افراد المجتمع وزيادة قيم العبثية والعنف الاجتماعي وعدم الاحتكام الى روح القانون في التعامل وانما الى لغة الغوغائية وشريعة الغاب وما يتبع ذلك من ارهاق لموازنة الدولة وما يترتب عنها من اضرار مادية وازعاج للسلطات العامة وبدلا من ان تتفرغ المؤسسات المختصة من الشرطة والدرك في حماية ارواح الناس وتقليل نسبة الجريمة فيضيع الوقت والجهد في التنقل ما بين محافظة ومحافظة للسيطرة على اشكال العنف ، ولذا لا بد ان يظهر دور العشائر ليس فقط في اصلاح ذات البين بعد وقوع مثل هذه الحوادث وانما القيام بدور وقائي وفعال يساعد في توجية الافراد وتوعيتهم من مخاطر هذه الاعتداءات والنزاعات على الامن والسلم الاهلي ويظهر ذلك من خلال دور الوجهاء والشيوخ ومؤسسات المجتمع المحلي بالاضافة الى الحكام الاداريين للعودة الى الرشد والعقلانية في التعامل ما بين افراد المجتمع الواحد لتبقى صورنا الناصعة في احترام ديمومة الامن والاستقرار .

bsakarneh@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :