facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العلاقات الأردنية الخليجية


شحادة أبو بقر
15-06-2019 07:32 PM

لا أكاد أتخيل علاقات أردنية خليجية غير ودية على الإطلاق , وإلا فإن علينا جميعا أردنيين وخليجيين أن نتلمس رؤوسنا ونمعن النظر في ما سيترتب حتما من إنعكاسات سلبية , ليس علينا في الأردن والخليج وحسب , وإنما على الشرق العربي كله , وبالذات في هذا الزمن الحرج والدقيق والخطير جدا!.

فكما الأردن هو حائط الصد الشمالي من بلاد الشام عن دول الخليج العربي الشقيقة , فهي أيضا " دول الخليج " حائط الصد الجنوبي عن الأردن . هذا عرف تاريخي لا هو بالجديد ولا بالمستجد , بل هو موغل في القدم وعبر مختلف مراحل الأحداث والتطورات التي شهدتها المنطقة والإقليم عموما , وبخاصة على صعيد تطورات قضية فلسطين تحديدا , بإعتبارها قضية مركزية أردنية بإمتياز, وقومية خليجية وعربية بإمتياز أيضا .

التشابك الإيجابي بين الأردن ودول الخليج العربي عميق سياسيا إقتصاديا وإجتماعيا , ويتعدى ذلك في تشابه النظم السياسية الحاكمة والمصالح المشتركة ووحدة الضرر كذلك .

من هنا فلا يمكن لعاقل راشد نابه حريص على مصالحه الوطنية , أن يتصور أن أيا من دول الخليج العربي تعمل ضد الأردن ومصالحه , أو أن الأردن في المقابل يعمل ضد مصالح أي من هذه الدول الشقيقة .

يستغل الكثيرون من رواد وسائل التواصل الإجتماعي ما تسمى بصفقة القرن لإظهار كما لو كان الأردن وهذه الدول الشقيقة في حالة تنافر أو حتى خصام .

لا أعتقد أن الأمر كذلك , فالأردن يريد من الدول الشقيقة أن تقدر ظروفه وموقفه من هذه الصفقة التي تتصل مباشرة بمصالحه الوطنية العليا من جهة , وتتهدد قضية فلسطين بالتصفية لحساب ما يسمى حديثا بالأمن القومي الإسرائيلي , وبمعزل تام عن الأمن القومي العربي من جهة ثانية ! .

في المقابل فالأردن يقدر من جانبه ظروف تلك الدول الشقيقة وما تواجه من مخاطر وتحديات ماثلة على الأرض , لكنه على يقين من أنها لا يمكن أن تقبل بتصفية القضية على نحو ما تريد " إسرائيل " وتتمنى , ولا بتهديد المصالح الوطنية الأردنية , وإلا فهي تعمل ضد مصالحها هي. ولا يمكن لأحد أن يقدم على شيء من هذا.

الصفقة موضوع الإجتهادات والمناورات السياسية ليست قدرا محتوما واجب التطبيق كما أشرت قبل شهرين ربما , وإنما هي مقترح جاهل بائس بمقدورنا نحن الفلسطينيين والأردنيين إجهاضه بالرفض القاطع , مستندين إلى حقيقة أن أشقاءنا الخليجيين ليس من مصالحهم ولا من مصالحنا ممارسة أية ضغوط علينا للقبول بمصيبة تتهدد حتى وجودنا معا أردنيين وفلسطينيين ! .

أرى أن على المتسرعين في إطلاق الأحكام والإجتهادات وحتى الإتهامات بحق أشقائنا في دول الخليج وربما لاحقا بحق دولتنا , أن يتحلوا بالصبر والتروي , وأن يتركوا مساحة للدول للمناورة وشراء الوقت كي تمر العاصفة التي بدأت تهدأ وتتفسخ تباعا . وأنا على يقين من أن الصفقة قد ماتت ولن تحيا من جديد مهما قيل ومهما جرت لها من ترتيبات شكلية , لسبب بسيط جدا وهو أن ما من عربي ولا مسلم يمكن أن يقبل بها تحت أي ضغط كان .

العلاقات الأردنية الخليجية جيدة ويجب أن تجود أكثر ولمصلحة الأطراف كافة , ولقد سمعت من جلالة الملك عبدالله الثاني مواجهة مع نخبة سياسية , ما يؤكد ذلك وينفي أي جفاء في العلاقات مع هؤلاء الأشقاء وسواهم من الأشقاء العرب .

سرني سماع الأنباء عن تعاون عسكري مناوراتي بين قوات مسلحة أردنية وسعودية, وأخرى أردنية إماراتية , وهو تعاون وتنسيق يجب أن يشمل سائر المجالات , فمهما إدلهمت الخطوب وتكاثرت التحديات وتكالبت الشرور على أقطارنا , فنحن في نهاية المطاف لبعضنا البعض, ولا إنفكاك بيننا وبين مصالحنا المصيرية المشتركة .

الأردن القوي الصامد درع للخليج , والخليج القوي الصامد درع للأردن . فقط مطلوب أن نسمع من بعضنا ولبعضنا البعض , كي ندفع الشرور معا عن أقطارنا وعن قضيتنا المركزية " فلسطين وقدس الأقداس " . الله سبحانه وتعالى من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :