facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل تنفع الدبلوماسية الشعبية بين العرب والإسرائيليين؟


رنا الصباغ
20-05-2007 03:00 AM

يتساءل الشارع الأردني عن جدوى تحريك "دبلوماسية شعبية" في موازاة هجوم السلام العربي على مستوى القمّة وذلك ضمن استراتيجية متعددة الجبهات لاستمالة المجتمع الإسرائيلي, الذي ينحو لليمين بفعل الانتفاضات والحروب.هذا الحراك يتسارع في غياب استراتيجية أمريكية حاسمة وفي ظل موقف عربي ساهم في حشر المملكة في الزاوية لا سيما وأنها الأكثر تضررا من السياسات التوسعية التي احترفتها الدولة العبرية لتطويع الأمر الواقع لصالحها.

إذن فتح خط مواز مع إسرائيل يستهدف إقناع الرأي العام هناك بجدوى مبادرة السلام العربية المدعومة بغطاء إسلامي أوسع بينما تترنح الحكومة الإسرائيلية تحت وطأة فضائح مالية وجنسية وتقرير فينوغراد الذي شرّح تكتيكات الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.

يتوازى التشبيك الشعبوي مع لقاءات رسمية أردنية-إسرائيلية-مصرية من بينها قمة العقبة الخميس بين الملك ورئيس وزراء إسرائيل إيهود اولمرت ومحادثات وزراء خارجية الأردن ومصر عبد الإله الخطيب وأحمد أبو الغيط مع نظيرتهما الإسرائيلية سيبي ليفني بتفويض من الجامعة العربية بعد قمة الرياض.

نجم اللقاءات الشعبية- الاردنية-الاسرائيلية والفلسطينية-الامريكية كان بلا منازع رئيس الوزراء الاسبق عبد السلام المجالي, رئيس الحكومة التي أبرمت معاهدة السلام عام .1994 هذا الرجل يمثل تيارا مبعثرا يؤمن بالسلام كخيار استراتيجي وتاريخي للأردن ساهم من الناحية النظرية في وأد مقولة إن الاردن وطن بديل للفلسطينيين. وهو مستعد لأن يدافع عن موقفه حتى النهاية حماية لمصالح الأردن العليا.

يشارك في البطولة أيضا فئة الشباب الذين يتطلعون إلى مستقبل أقل عنفا وأوفر فرصا. على أن هؤلاء الشباب العرب والإسرائيليين- الذين اجتمعوا في ظلال جبال البتراء الصخرية- شعروا بحجم الفجوة التي تفصل بينهم.

إذ أن أخطاء السياسيين وخطايا العسكريين, لا سيما في المعسكر الإسرائيلي المنزلق إلى "عقلية القلعة", ساهمت في تكسير أجنحة دعاة السلام ودفعتهم إلى خنادق دفاعية أمام هجمة العسكر.

المجالي التقى في إسرائيل قبل أسابيع مع وزراء عاملين وفعاليات شعبية لحثّهم على تأييد المبادرة. ثم دعا مجموعة من قادة الرأي الإسرائيلي إلى غداء عمل في عمّان حضر جانبا منه الملك عبد الله الثاني.

ثم استضاف رئيس مركز المستقبل العربي لدراسات الديمقراطية والسلام حوالي 200 شخصية مناصرة للسلام من الأردن, إسرائيل وفلسطين في مدينة العقبة. انتهت الاجتماعات يوم الخميس بإصدار خطة عمل تستهدف ترويج مبادرة السلام من خلال آليات عمل واضحة تشرف عليها لجنة توجيهية عليا وعبر لقاءات متتالية ينضم إليها مصريون لاحقا.

كشف ذلك اللقاء أن البحث عن لغة مشتركة ليس سهلا في ظل رفض الإسرائيليين - من كل الأطياف- مناقشة حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم.

الملك, الذي يلعب دورا أساسيا في الترويج لمبادرة السلام حول العالم, حضر الحفل الختامي ما شكّل دفعا قويا للمشاركين تمثل بإشارة واضحة على أنه يدعم الجهد الشعبي الموازي. ومرة أخرى ناشد الملك الأشقاء الفلسطينيين وقف الاقتتال في غزة وحذر من تداعياته على وحدة الفلسطينيين والجهود الهادفة لإيجاد حل عادل لقضيتهم.

حضر لقاء العقبة شخصيات تعد مؤثرة في الشارع الإسرائيلي من أمثال ياعيل دايان ابنة الجنرال موشيه دايان- مهندس حرب 1967- وسبعة أعضاء كنيست عن حزبي العمل وميريتز, وحاخامات منهم ميخائيل ميليكور (العمل) رئيس لجنة التعليم في البرلمان الذي جدد دعوة الملك لمخاطبة الكنيست وسائر العالم. وشارك داني روبنشتاين من صحيفة هآرتس - معسكر السلام - ورون بندك من مهندسي اتفاق اوسلو.

المشكلة قد تكون في توقيت دبلوماسية الشعوب.

مفاتيح الحل يمسك بها اولمرت الذي يقف على شفير الهاوية والرئيس الامريكي جورج بوش الغارق في مستنقع العراق يوما بعد يوم. أما الفلسطينيون فهم منقسمون على أنفسهم وسط صراع دموي بين حركة حماس وفتح حول السلطة ينذر بانهيار اتفاق مكة وحكومة الوحدة الوطنية الهشّة التي انبثقت عنه. ما يزيد الطين بلّة دخول إسرائيل على خط الأزمة الدموية في غزة بشّنها غارات استهدفت اساسا مواقع تابعة لحركة حماس.

بالرغم من تعقيدات المشهد المحلي, فإن الأردن الرسمي وأنصار السلام- وهم أقلية- يجدون أن عليهم أخذ زمام المبادرة والتشبيك ايجابيا مع قوى المجتمع المدني الإسرائيلي الذي قد يقوي معسكر السلام شبه المنهار في بلد مقسوم على نفسه وسط انعدام الثقة بين العرب والإسرائيليين وغياب الرؤية الأمريكية لجهة حل قضايا المنطقة المتداخلة.

أحد الذين شاركوا في اجتماع الملك-أولمرت في العقبة تحدث عن نبرة الحزم والتشكيك التي اعتمدها جلالته الأردني. حين نفى أولمرت وجود خطط لتوسيع بناء المستوطنات, رد عليه الملك بحزم "إذن أصدر بيانا" يثبت ما تقول.

أهداف حملة المجالي التي تظل جزءا من اجتهادات شخصية قد تكون صائبة أو خارج النص.

لكن غير المفهوم هو إصرار, حتى نشطاء السلام الإسرائيليين على استعمال لغة مختلفة. الهاجس المشترك لهؤلاء كان حق العودة. تدعو المبادرة إلى حل هذه القضية الشائكة وفقا لقرار 194 المتضمن حق العودة او التعويض او كليهما. الأردنيون والفلسطينيون طالبوا من جانبهم بوقف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الاستفزازية ضد الفلسطينيين ووقف بناء المستعمرات, وعمليات الحفر قرب اساسات المسجد الأقصى.

المشاركون الذين توزعوا على عشرين طاولة قررّوا عدم التوقف أمام امور قد تشتت الجهد الأكبر في زمن بدا فيه أن غالبية الإسرائيليين والفلسطينيين يريدون السلام لكنهم غير مؤمنين بإمكانية تحقيقه وغير واثقين بالطرف الآخر وبوجود شريك مناسب للسلام.

في الأثناء, ستستمر تداعيات عدم الاستقرار السياسي في العالم العربي, وسيتصاعد صوت معسكر الممانعة الذي يريد إسقاط معاهدة السلام وضم الأردن لمحور تشدد بقيادة إيران وعضوية سورية وحزب الله اللبناني والتيار المتشّدد في حماس بقيادة خالد مشعل, بهدف افشال السياسة الأمريكية وضرب مصالح الدول العربية المتحالفة مع واشنطن.

شعبية هذا المحور في تنامي بسبب مواقف إسرائيلية وأمريكية وفلسطينية متقاطعة. الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أثبتت أنها إما غير راغبة أو غير قادرة على الاستمرار في عملية السلام وبالتالي لا يمكن الوثوق بالتعهدات الإسرائيلية. هذا المحور يرى أن المقاومة المسلحة أفضل من التطبيع المجاني وهي التي أجبرت إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان وغزة.

في الخلفية غياب استراتيجية أمريكية قادرة على بسط الاستقرار وتسوية الملفات العالقة والملتهبة, بدءا بفلسطين مرورا بالعراق فلبنان وانتهاء بالسودان. هذه الأزمات حولت الدولة العظمى إلى فيل وجد نفسه محشورا في محل بيع تحف هشة من السيراميك والزجاج.

المشكلة الاكبر تكمن في ازدواجية المعايير حتى عند نشطاء السلام من الاسرائيليين. تجلى هذا خلال مؤتمر البتراء الثالث الذي حمل عنوان "نحو عالم أفضل".

شارك في خلوة البتراء نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز وحضر اولمرت جانبا من فعالياتها. لم ينس الجانب الإسرائيلي مواصلة إحراج أصوات الاعتدال العربي من خلال إصراره على سيمفونية جديدة قوامها رفض تعبير "الاحتلال" وصفا لوضع الأراضي الفلسطينية المحتلة على نحو وقح يفتقر إلى أدنى درجات الحساسية واحترام المستضيف ويتجاهل مواثيق الشرعية الدولية ومبادرات السلام الدولية والعربية.

لن يتحقق السلام إلا مع شريك يؤمن بالمساواة والعدالة والديمقراطية والشرعية الدولية.

الاهم أن يواصل الاردن الرسمي توطيد علاقاته مع عمقه العربي من خلال بوابة تجمع الرباعية العربية بقيادة المملكة العربية السعودية التي تساعد شركاءها العرب المتضررين من سياسات أمريكا وإسرائيل على أن يقفوا على مسافة أبعد من سياسات الفوضى الخلاقة والنجاة بأقل الأضرار الممكنة.

بين هذا وذاك آن الأوان لتحضير تصور مستقبلي أو استراتيجية ما بعد الفشل في حال وصلت المبادرة إلى طريق مسدود؟.







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :