facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




باكستان ومعركة البقاء .. اسامة الشريف


19-10-2009 03:38 AM

مستقبل باكستان على المحك ، والتفجيرات التي هزت لاهور وبيشاور ورولبندي وغيرها في الايام الاخيرة كانت بمثابة اعلان حرب من طالبان باكستان والمجموعات المتحالفة معها على الدولة ومؤسساتها. وللمرة الثالثة في غضون خمس سنوات يدفع الجيش الباكستاني بقواته الى المقاطعات الحدودية المتاخمة لافغانستان ، حيث تدور حرب عاتية على الجهة المقابلة ، في محاولة لكسر شوكة نحو عشرة آلاف طالباني باكستاني مسلح متحصنين في جنوب وزيرستان.

ما يحدث في باكستان ستكون له انعكاسات خطيرة على أمن غرب آسيا والخليج والشرق الاوسط. فباكستان منذ ولادتها العسيرة في منتصف القرن الماضي وهي تخوض حروبا دامية على جبهات مختلفة ، بينما تأرجح الحكم فيها ما بين العسكر والنخب السياسية المختلفة فيما بينها. وهي رغم عدم استقرارها المزمن الا انها ظلت تشكل الحجر الاساس في القوس الممتد من سريلانكا جنوبا وحتى ايران شمالا مرورا بالهند وافغانستان.

وحتى انهيار الاتحاد السوفياتي وتشتت جمهورياته كانت باكستان احدى اكبر قواعد الاستخبارات الاميركية في غرب آسيا هدفها مراقبة حدود الصين الغربية والهند وجمهوريات آسيا الوسطى. وكان تحالفها مع الولايات المتحدة سببا في تعاظم نفوذ جهاز الاستخبارات الباكستاني وعلى الاخص بعد الاحتلال السوفياتي لافغانستان ودعم الغرب للمجاهدين ومنهم الافغان العرب و اسامة بن لادن ورفاقه.

لكن التعاون مع اميركا ابان الحرب الباردة لم يكن لينسي النخب السياسية والعسكرية القضية المركزية بالنسبة لباكستان وهي مستقبل اقليم كشمير باغلبيته المسلمة والواقع تحت الاحتلال الهندي. وكان ذلك سببا في اطلاق سباق تسلح نوعي في شبه القارة الهندية انتهى الى اقتحام كل من الهند وباكستان عنوة عضوية النادي النووي في نهاية التسعينات من القرن الماضي.

لقد تغيرت الحقائق السياسية على الارض ، فالهند واميركا حليفتان والغرب تورط في حرب لا نهاية لها في افغانستان ، بدأت في منهاتن وقد تحسم في هلمند ، ضد تنظيم جهادي اصولي ترعرع بعض قياديه في كنف المخابرات الباكستانية وبعض الانظمة العربية في الثمانينات قبل فقد السيطرة عليه.

لم تعد القاعدة الغريم الرئيسي في الحرب الدائرة على طرفي الحدود بين باكستان وافغانستان. فالطالبان ، التي تحظى بدعم قبائل البشتون السنية في غالبيتها ، قد شبت عن الطوق وهي الآن تقرر مجرى الصراع على مستقبل كل من كابول واسلام آباد. ومن وجهة نظر جيوسياسية فان تحالف قبائل البشتون والاوزبك يعني ان حلقة الصراع الطائفي والاثني قد تمتد في المستقبل لتشمل دولا اخرى في دائرة اكبر تصل حدودها الى اواسط آسيا واطراف ايران الشرقية.

يجب ان نقلق كثيرا على مستقبل باكستان ، البلد الاسلامي النووي الوحيد ، في الوقت الذي تشن فيه الحكومة حربا لن تحسم الصراع في وزيرستان. ويزداد القلق عندما يعلن اكثر من قائد عسكري غربي فشل استراتيجية حلف الاطلسي في افغانستان. ربما هذا هو السبب الذي دفع بادارة الرئيس اوباما الى اعتماد اسراتيجية جديدة ثنائية التوجه (افغانستان - باكستان) لمنع تهاوي قطع الدومينو.

الفرق بين محاربة القاعدة ومقارعة الطالبان جذري لان القاعدة لا تعول كثيرا على القطرية وتريد صراعا مفتوحا مع اميركا والغرب تنقله حسب مقتضيات الامر. لكن الطالبان تسعى اليوم الى طرد الغرب من افغانستان واسقاط حكومة متحالفة معه في باكستان ، وهو هدف يبدو واقعيا في ظل فشل سياسات الغرب وعجزه عن انهاء المعركة عسكريا.

ان سقوط باكستان في دوامة الفوضى والعنف سيزيد من فرص مواجهة اقليمية كبرى في منطقة شديدة الاهمية والحساسية. هي اقرب ما تكون الى اوروبا الشرقية في الخمسينات وكوبا في الستينات والشرق الاوسط في السبعينات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :