آخر محام التقى ابو عدي لثلاث ساعات قبل إعدامه : كتبت 'وصية صدام' ..
04-11-2009 05:27 AM
بسام بدارين - 'القدس العربي' قال المحامي العراقي داوود فوزي انه التقى الرئيس الراحل صدام حسين قبل إعدامه لثلاث ساعات، وسجل 'دفترين' نقلا عنه، مشيرا الى انه
كتب بيديه وثيقة 'وصية صدام'، وان أقطابا في حزب البعث رفضوا الإدلاء بشهاداتهم لصالحه.
واكد فوزي انه سمع من صدام شخصيا نفس الرواية التي تبناها كتاب الدليمي حول صاحب المزرعة التي القي القبض فيها على الرئيس صدام 'قيس النامق' ودوره في الوشاية التي أدت لاعتقال الرئيس.
وقال ان الدليمي للحق والانصاف كان اول من قابل الرئيس الراحل بين المحامين واستمع منه مباشرة. وشدد على انه لا مجال لمنازعة خليل الدليمي، بالتالي يشهد فوزي بان الدليمي قابل الرئيس واستمع لما يريده قبل الجميع مشددا على انه كتب على عجالة جميع ما سمعه من صدام او قاله الرجل في جميع لقاءاته به.
واوضح: كنا انا وخليل وغيرنا نكتب على عجالة حتى لا تفوت اي عبارة اومعلومة وفي بعض الاحيان كنا نخجل من ان نطالب الرئيس صدام باعادة اوتكرار ما قاله من باب الاحترام والتقدير، وفي غالب الاحوال كنا نجتمع جميعا كمحامين للتأكد والتقييم والمراجعة وتبادل المعطيات.
وبدأ فوزي الحديث بالاشارة الى انه والمحامي الدليمي ليسا من المستفيدين من حكم البعث في العراق، فصدام حسين كرمه معنويا مرتين قبل سنوات طويلة بسبب مقالين انتقد فيهما الحكومة. ويكشف فوزي ان عددا من أقطاب وقياديي حزب البعث داخل وخارج العراق ومنهم بعض المستفيدين من الحزب ومن صدام رفضوا التعاون مع المحامين في معركة الدفاع عن الرئيس.
وقال: اتصلت شخصيا بأشخاص كانوا قياديين في حزب البعث ورفضوا التعاون خوفا على مصالحهم وعائلاتهم، كما رفض بعض اقطاب الحزب من المعتقلين واعتذروا عن الادلاء بشهاداتهم لصالح الرئيس صدام خلال المحاكمة خوفا على عوائلهم، كما قالوا لي، وكأننا لا عوائل لنا نخاف عليها وقد اوصلت هذه المعلومات شخصيا للرئيس.
وسرد فوزي بعض تفاصيل ما حصل في الايام الثلاثة الاخيرة في عمر الرئيس الراحل قائلا: لم يعلمنا الجانب الامريكي انا والمحامي بدر البندر بموعد تنفيذ الاغتيال بحق الرئيس، وقبل يومين من تنفيذ الاغتيال ذهبنا انا والبندر ودخل الضابط الامريكي ليبلغنا بان الرئيس الراحل يكتب وصيته الاخيرة، فقابلت انا صدام وكتبت بيدي الطلب الاصولي للوصية ووقعته بعلم الامريكيين كوكيل قانوني، وكانت الوصية تنص على تسليم كل المتعلقات من اوراق شخصية وملابس لابنته رغد.
بعد انتهاء المقابلة مع صدام ـ يتابع فوزي- قال لي الرئيس ارجع الى اهلك لان الزميل بدر كان سيزور والده المعتقل وصدام حرص على عودتي لاهلي حفاظا علي، فرفضت وقررت تكرار طلبات المقابلة في الايام الثلاثة التالية وهي 26، 27، 28 في شهر 12 من عام 2006.
وفي يوم 26 لم يكن قرار التصديق على حكم الاعدام قد صدر فاتصلت بي السيدة رغد وطلبت مني مقابلة الرئيس، وكان المفروض ان تحصل المقابلة في اليوم التالي 27 لكني قابلته يوم 28 فيما نفذت جريمة الاغتيال فجر يوم 30.
ويعبر المحامي فوزي عن قناعته بان المحامي البندر استلم ملابس الرئيس الراحل، فيما سلمت الاوراق الشخصية لابنته رغد بطريقة نظامية واصولية وعبر طرود وقد تكون سلمت بدون وسطاء.
وقال طوال شهرين ما بين الحكم بالاعدام والتنفيذ بقيت متعلقات الرئيس صدام في المعتقل ولم تسلم له الا قبل التنفيذ، مما يعني ان الجانب الامريكي اطلع على كل شيء بما في ذلك كل ورقة كتب عليها صدام شيئا ومن هنا - يضيف فوزي ـ لا اعرف ما اذا كانت كل المتعلقات وصلت فعلا للعائلة، وما اذا كانت كاملة اصلا لانها بقيت طوال شهرين بين يدي الامريكيين.
ويؤكد فوزي ان الرئيس صدام طلب فعلا قبل اعدامه تسليم نسخته من القرآن الكريم الى المحامي بدر البندر ويقول: انا شخصيا كنت ارغب بالحصول على هذه النسخة من المصحف الشريف، لكن حبي وتقديري لصدام منعني من طلبها وقد رأيت صعوبة في نفسي من طلب هذه الهدية لان الرئيس كان يتحدث كثيرا عن نسخته من القرآن ولانها كانت ذات قيمة بالنسبة لي وله. وهنا يشهد فوزي نقلا عن صدام بان الصفحة الاولى التي تتضمن سورة الفاتحة من المصحف الشريف كانت ممزقة وان صدام كتب على ورقة خارجية سورة الفاتحة والحقها في نسخة المصحف وبسبب عدم وجود قلم عنده كتب هذه السورة من مادة سائلة كان يحصل عليها صدام من حلويات ملونة تقدم له.
وقال فوزي انه حضر مساء 28 بالليل، وبعدما كان قد قدم طلب الوصية وطلب رسميا من الجانب الامريكي حضور تنفيذ الاعدام عندما يحصل حيث لم يكن الموعد محددا بعد، وفي نفس الليلة وفي تمام الساعة العاشرة مساء ً حضر ضابط الارتباط الامريكي 'الكابتن لي' وابلغني بضرورة مغادرة العراق فورا وفي اليوم التالي، وقال لي بان القوات الامريكية لن توفر لي الحماية اعتبارا من صباح الغد وعلي ان اتدبر نفسي ففهمت عندها بان جريمة الاغتيال باتت وشيكة وقريبة جدا.
ويستذكر المحامي فوزي كيف كان الامريكيون يراقبون كل غرض او ورقة او رسالة لها علاقة بصدام، وكانوا يرفضون السماح بتبادل الاغراض مع الرئيس الراحل. ويستذكر ان صدام اهداه سيجارا كوبيا كتبت سورة الفاتحة على ورقة الماركة التجارية (ليبل) التي تحيط به ويقول :ذهبت لغرفة الاستراحة فلحقني الضابط الامريكي وطلب مني تدخين السيجار اوتمزيق ورقة الليبل المحيطة به فمزقتها واحتفظت بالسيجار.
وفي موقف اخر طلبت من الرئيس صدام اعطائي بطاقة خاصة تحمل صورته فقال لي ان الامريكيين لن يسمحوا بذلك ولكن علي سؤالهم فسألت الضابط الامريكي فأبلغني ان ذلك ممنوع، وبالتالي نفهم من هذه الحوادث ان الامريكي يراقب كل ورقة وكل غرض مما يدلنا على صعوبة توفر قناعة بان متعلقات صدام كاملة وأنها وصلت بأمانة لأهله وعائلته، فعلى الارجح روقبت بشدة لانها مودعة بين يدي السجان الامريكي.
وشدد المحامي فوزي على ان هيئة الدفاع عن صدام لم تطلب دعما ماليا من بشر وان هناك شخصيات تفضلت بتقديم الدعم تعبيرا عن مواقفها العربية الاصيلة وعلى رأس هؤلاء الدكتورة عائشة القذافي التي يستحق والدها الزعيم معمر القذافي العرفان والتقدير بسبب موقفه الاخير امام الجمعية العامة للامم المتحدة بخصوص جريمة اغتيال صدام حسين.
وقال المحامي فوزي ان الشعب العراقي يقدر مواقف بعض الدول العربية مثل ليبيا وسورية واليمن، وانه يقدرموقف ملك الاردن في استضافة بنات صدام وتمكين مكتب الاسناد في عمان من العمل بحرية.