facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوميات أبو نافز (8) سلمان في فلسطين(2)


عرار الشرع
18-09-2019 09:07 AM

تملكت سلمان الفرحة فهو لن يضطر طيلة الطريق إلى الفندق وفي الأيام القادمة إلى التعامل مع سائق أجرة يهودي، في أرض فلسطين، وارتاح للشاب (نايف) الذي بدأ رحلته معهم بتشغيل أغنية زريف الطول*، فابتسم سلمان وركا رأسه إلى المقعد وشرع يدندن الأغنية وبكا عند مقطع "يا زريف الطول وقف تاقلك رايح عالغربة بلادك أحسنلك".
لم يشأ أبو نافز أن يقاطع سلمان وهو يتذكر وأومأ لأم نافز بإحضار صوره مع ضيفه قبل ستة عقود بإشارة بكف يده وحركة تشير إلى الكاميرا.
وصل سلمان والبنات إلى الفندق، في القدس الشرقية، فهو لم يرد فندقا يملكه إسرائيليون أو حتى يتكلم العبرية، سارعه موظف الاستقبال بالترحيب فقاطعه سلمان بالقول إنت فلسطيني وإلا إسرائيلي، فقال له بلا تردد، أنا من الشيخ جراح، فأجاب سلمان، إذا لا ترحب بي في إسرائيل، فرد الشاب بكل كياسة، بأنه كان يريد الترحيب به في القدس.
كان الوقت متأخرا، فآثر هو والبنات النوم مبكرا فأمامهم يوم حافل، وأفاق سلمان على صوت أذان الأقصى، فاستيقظ وتوضأ، ونزل إلى اللوبي، وبادر لسؤال الموظف: شكله الأقصى قريب؟ فرد الشاب، خمسمية متر، واستنى أنا خلصت، بتوضا وبنروح سوا.
فرح سلمان بأنه سيرافق هذا الشاب الذي أسهب بشرح الطرقات والمداخل والمخارج إلى البلدة القديمة ومن ثم للأقصى، لم يكادا يعبران الشارع حتى كانا على باب العامود، ودلفا إلى المدينة القديمة بشوراعها الحجرية المصقولة، وما هي إلا دقائق حتى كانا في صحن المسجد الاقصى، وهنا بادر الشاب سلمان بالقول الله ستر والدنيا فجر، وإلا أنا تحت الاربعين بغلبوني موت تا يفوتوني، حتى حرموني من صلاة الجمعة وأنا ابن القدس.
تنهد سلمان وقال: أي حرمونا من بلادنا بدهمش يحرموكوا من الصلاة، ما إنتو المرابطين اللي بتخوفوهم.
أومأ الشاب بالتاييد وكان المؤذن يقيم الصلاة، صلى سلمان كما لم يصل من قبل، خشوع ورهبة وبكاء متصل لم ينقطع، طيلة الركعتين، أما في الدعاء، فبات بكاء سلمان عويلا عندما قال الإمام: اللهم مدينتك في الأسر، وفي الهجر، ففك أسرها، وأعد مهاجريها.
قال الشاب لسلمان، أتريد ان نكمل جولتنا في الحرم، فهناك الصخرة المشرفة، والمصلى المرواني والمدافن، وغيرها، اكتفى سلمان بإيماءة قبول، وشرع في جولته التي انتهت ببزوغ الضوء، فطلب سلمان من مضيفه أن يبقيا لساعة جالسين في الساحة فهو يريد أن يشبع من الأقصى، رغم أنه أبلغه بأنه سيزور المسجد كل يوم، وطلب منه أن يدله على مسجد عمر وكنيسة القيامة، وبعد ساعة أو يزيد شعر سلمان بالنعاس يسيطر على الشاب الذي قضى وردية ليلية، فقال له دلني وروِّح، فأجاب الشاب: لا والله بوصلك وبرجعك عالأوتيل وبروح الدنيا لسه بكير*.
حثا الخطوات في أزقة القدس، وبدأت أبواب التجار تفتح، والكل يردد العبارات المأثورة، اصطبحنا* واصطبح الملك لله، يا صبّاح يا عليم، يا فتّاح يا كريم، وغيرها... سمعها سلمان وكأنه يسمعها لأول مرة، وصدحت بأذنيه وكأنها أغان تطربه وتشجيه، ولم ينتبه إلا والمضيف يخبره بالوصول إلى مسجد عمر، نظر إلى بابه، ولم يكد يلتفت يمينا حتى كان باب كنيسة القيامة، لم يدر أنهما قريبان إلى هذا الحد، تحسس حجر المسجد وكأنه يربت على طفل وقبله، قبل أن يدلف إلى الكنيسة ويشعل شمعات حسب وصية جيرانه الأمريكان.
عاد سلمان أدراجه إلى الفندق واستغرق في النوم، بانتظار بدء الجولة مع بناته، جولة بصحبة نايف، ابن بيت صفافا، الذي حاول أن يهدئ من عصبية سلمان طوال الجولة.
وللقصة بقية


• زريف الطول: أغنية من التراث الفلسطيني
• بكير: مبكرا
• اصطبحنا: طلع علينا الصباح





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :