facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أقلمة الصراع الحوثي على اليمن .. د. هايل الدهيسات *


09-11-2009 01:05 PM

بدأت الدولة الزيدية بالظهور على المسرح السياسي في اليمن على يد الإمام "الهادي إلى الحق يحي بن الحسين الرسي" اعتباراً من عام 897م، وكان الزيديون قد أسسوا حكمهم المستقل باليمن الذي استمر لأحد عشر قرناً من الزمان، بين قوة وضعف، وذلك حتى النصف الثاني من القرن العشرين، حيث وضع انقلابًا للجيش في 26 أيلول عام 1962م حداً فاصلاً لحُكم أئمة الزيدية في اليمن. علماً أن لقب الزيديون ينتسب إلى "زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب" (ت 743م).

والزيديون يشكلون اليوم 30ـ35% من سكان اليمن الموحد، وهم لا يعترفون بعصمة الأئمة، ونظرية المهدي كما هو عند الشيعة الاثنا عشرية الذين يؤمنون بعقيدة الغيبة التي تنص على استمرار وجود الإمام الثاني عشر (محمد بن الحسن العسكري) الذي اختفى في سرداب في مدينة سامراء عام 873م كما يعتقدون، والذي سيظهر في آخر الزمان كمهدي ليملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جوراً. وهذا الاتجاه الاثنا عشري يشكل أساساً أو رصيداً لاتجاهات شيعية أخرى على الصعيد المذهبي والسياسي، ويلعب دوراً أساسياً في زعزعة استقرار البلاد العربية كما هو الحال في العراق ولبنان واليمن وغيرها من الدول العربية المرشحة على قائمة الولي الفقيه في إيران.

استمرت الطائفة الزيدية لسنوات طويلة زيدية المذهب، وذلك حتى ظهور الفكر الإمامي الشيعي الذي استعاده الخميني وأتباعه وطبقوه على المجال السياسي (قيام الثورة الإيرانية سنة 1979) الذي شكل بارقة أمل للحوثيين في اليمن، خاصة وأن إيران مدت يدها لهؤلاء في خطتها لتصدير الثورة ونشر التشيع الإمامي ودعمه في العالم الإسلامي بوجه عام وفي العالم العربي بشكل خاص.

تنتشر الشيعة الاثنا عشرية -بشكل أساسي- في إيران والعراق والبحرين حيث يشكلون الأغلبية وبنسب متفاوتة في لبنان وبعض دول الخليج والهند وباكستان وأفغانستان، ويطلق عليهم أيضًا الإمامية الجعفرية، نسبة إلى الأمام جعفر بن محمد، الملقب بالصادق، الذي التف حوله عدد كبير من الشيعة، واعتبر في نظر الشيعة الإمامية أنه المؤسس الحقيقي لدعوتهم، وواضع أصول عقيدة الشيعة الإمامية على الرغم من أن الإمام جعفر لم يناد بنفسه إمامًا للشيعة، ولم يقم بثورة يطالب فيها بالحكم.

ولمناكفة المملكة العربية السعودية على حدودها.. سعى الفكر الشيعي الإمامي الإيراني منذ قيام الثورة الإيرانية إلى التقرب من أنصار المذهب الزيدي في معاقلهم في صعدة شمال اليمن، وما رافقها من ظروف عصيبة على الصعيد الاقتصادي وما تبع ذلك من معاناة أهل اليمن من تدني مستوى التنمية السياسية والاجتماعية.

يضاف إلى ذلك تنامي الصحوة السنية في اليمن التي أنتجت -فيما أنتجته - جماعات العمل السياسي السني، كالإخوان المسلمين والسلفية الجهادية، عدا عن تذمر وتنامي تحالف الحراك الجنوبي الذي يضم في صفوفه اليوم الاشتراكيين والقوميين والسلفيين والصوفية والمتذمرين من الأوضاع المعيشية السيئة.

كان ترتيبًا قدً جرى في عقد الثمانينيات من القرن المنصرم، لتأسيس العديد من المدارس السنية الدينية بدعم من المملكة العربية السعودية في قلب المنطقة الزيدية الشيعية لنشر الفكر السلفي. ورأى أنصار المذهب الزيدي في انتشار هذه المدارس محاولة من السلفيين، وبدعم من الحكومة اليمنية لإضعاف النفوذ الاجتماعي والسياسي للزيديين في اليمن.
ونتيجة للضعف والتراجع المستمر للطائفة الزيدية، ولمناوئة التيارات الأصولية السنية بدأ الزيديون في عقد التسعينيات بإحياء دراسة المذهب الزيدي في المساجد ومراكز التعليم في المنطقة، كل ذلك دفع نحو عجلة التغيير في المجتمع الزيدي في اليمن كصحوة مذهبية متشددة بدعم إيراني، حيث أصبحت الهيئات والمؤسسات (مثل الجامع الكبير، ودار العلوم العليا، ومركز بدر العلمي، ومركز ومسجد النهرين في صنعاء، ومركز الإمام القاسم بن محمد في مدينة عمران، ومركز الهادي في صعدة) وغيرها تأخذ منحى سياسيا وفكرياً إماميًا اثنا عشريا، إلا أنهم لا يعترفون بالأئمة الإثنا عشر، ولا يعتبرون الإمامة من أركان الدين.
وفي عام 2000 تنبهت الحكومة اليمنية إلى أن نشاط تنظيم الشباب المؤمن الذي كان قد تأسس عام 1997 كجماعة أصولية تمثل إحياءً للفكر الزيدي المتشدد، مما قد يهدد سلطة النظام القائم، وكردة فعل عملت الحكومة اليمنية على إغلاق المؤسسات والمدارس الزيدية، وهي سياسة حكومية استمرت قائمة حتى هذا التاريخ.
إلا أن النزعة الانشقاقية التي حدثت في المذهب الزيدي على يد الحوثيين في شمال اليمن تشكل بمجملها ظاهرة تَشدد أنصار المذهب تجاه بنية المذهب الزيدي المعتدل الذي عهدناه، وتجاه الحكومة اليمنية، علماً أن الرئيس علي عبد الله صالح زيدي المذهب.
ونتيجة لتزايد الإدراك العام بالمد الشيعي الإيراني باعتبارهم قوة سياسية نافذة مع غزو الولايات المتحدة الأمريكية، ومؤيديها للعراق عام 2003، ظلت تطلعات الحركة الحوثية للانقضاض على الحكومة اليمنية أمنية تراودهم بين الفينة والفينة إلى أن حانت الفرصة لرفع شعارات معادية لإسرائيل وأميركا ولسياسة الرئيس اليمني الداعمة لأميركا في مظاهرات قامت في الجامع الكبير وسط مدينة صنعاء القديمة، وعلى إثر ذلك اعتقلت الحكومة اليمنية بعض المتظاهرين في 18 حزيران 2004.

كان التمرد الحوثي قد بدأ بقيادة "حسين بن بدر الدين الحوثي" مؤسس جماعة الشباب المؤمن، الذي كان قد رفض وساطات الحوار مع الحكومة للعدول عن تشدده المذهبي، وكانت حركته قد استقطبت المتشددين من أنصار المذهب الزيدي، ونتيجة لذلك سعى الجيش اليمني للقبض على قائد التمرد الحسين مهما كلف الثمن. والحسين هذا الذي انتخب نائبا في البرلمان اليمني عام 1993 كان قد قتلته قوات الأمن اليمني في أيلول عام 2004 الأمر الذي أدى للتسريع بوقوع المواجهات العسكرية بين الحكومة اليمنية والحوثيين في الجبال المحيطة بصعدة من خلال اشتباكات عسكرية جاءت على ست مراحل بين عامي 2004ـ 2009.

سياسيا.. نجحت إيران من خلال العزف على وتر التشيع في إثارة القلاقل، ونشر الاضطرابات في المنطقة من خلال تجنيد الأقليات الشيعية الموجودة بالعالم العربي، أو حتى التواصل مع التيارات الإسلامية السنية المعارضة لأنظمتها السياسية، والهدف من وراء ذلك توسيع مناطق النفوذ، والضغط عربيًا وإقليميًا ودوليًا، وتداري إيران على ذلك بحمل راية الدفاع عن القدس، ومعاداة إسرائيل والغرب من خلال دعم الحركات المساندة لها، وهي يدها التي تمتد في العالم العربي مثل حركة حماس وحزب الله اللبناني وجعفرية العراق والحوثيون الانفصاليون الذين يسعون اليوم بتخطيط إيراني إلى جر المملكة العربية السعودية إلى الدخول في حرب الصراع على اليمن وأقلمته مهما كلف الثمن، لأن ذلك سيوفر لهم الدعم الخارجي وستكون حدود المملكة العربية السعودية مسرحاً لتنظيم القاعدة في السعودية واليمن. علماً أن نسبة الشيعة في السعوديةً تصل إلى 10%.

باحث متخصص في الفكر الشيعي
hayel66@yahoo.com





  • 1 د.عمر موسكو 22-01-2010 | 09:57 PM

    كل التقدير لدكتور هايل الدهيسات الي دايما عوادنا على الافكار الي في الصميم كل الشكور يا خال


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :