facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ابتكر أو تبخّر في أرضِ الخوف ..


أ. د. صلحي الشحاتيت
29-09-2019 03:21 PM

قد يوجد للحياة قواعد كثيرة، ولكن أهمها؛ كيف نتعلم فن العيش!؟ ونجد أحيانًا أن بعض البشر تبدأ حياتهم محاولين الهروب من الدائرة المغلقة التي ولدوا فيها وفي مختلف الاتجاهات؛ وذلك بسبب محركات الحياة المختلفة، أهمها: النمو، والتعلم، والعمل، وهنا تبدأ مرحلة الصراعات مع الحياة ومساراتها، فالحياة ليست مسارًا واحدًا لا تكتنفه المنعطفات أو العوائق أو العثرات، وليست في مجملها صفاءً دائمًا أو صورة روتينية متكررة لملامح يومية معتادة، بل قد تتعدد المسارات وتتباين درجة وضوحها وقدرتها على العطاء.

الكثيرون من الناس يأخذون نفس الطرق والأساليب التي تعودوا عليها عند تعاملهم مع مختلف القضايا التي يواجهونها في مسارات حياتهم المختلفة، ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه الطرق الأكثر نجاحًا، فقد تكون مألوفة لهم؛ بمعنى آخر أنهم يستطيعون توقع نتائجها وما ستؤول إليه الأحداث، معتمدين بذلك على خبرات سابقة قد تكون مشابهة، فاستخدام الفرد لخيارات وأساليب جديدة في شتى المواضيع المختلفة ليس بالأمر السهل، حتى لو كنا على علم تام باحتمالية كبيرة لنتائج أفضل؛ والسبب الأكبر في هذا يعود للخوف، فالخوف من التغيير، من المجهول، من الفشل، او قد يكون بسسب تجربة حصلت في الماضي، أثّرت فيه سلبًا وتركت حالة من الخوف وعدم الارتياح، فالحياة فيها التوازن وفيها التأرجح الذي من الممكن أن ينعكس على أحد الطرفين في أية لحظة، وهذا يشبه السير على الحبل فهو لا يدوم طويلًا، فيبقى المرء خائفًا من السقوط في أي لحظة، وهذا ما وصف في رواية "الحياة سيرًا على الأحبال" للكاتب الروائي "فكري فاروق"، حيث وصف مسارات الخوف التي من الممكن أن يمر بها أي شخص في حياته بالحبال.

وهذا النوع من التفكير المؤدي إلى الخوف، قد يولّد مشكلةً كبيرةً في حياتنا، فقد يحجب فرصًا وآفاقًا كثيرة وجديدة وأفضل من خياراتنا المعتادة، فيقلب مسار حياتنا رأسًا على عقب، ذلك لأن العقول البشرية تتزاحم وتكثر فيها الأفكار الابتكارية المتجددة دائمًا، والتي تخلق فرصًا إبداعية في الحياة على جميع المستويات، بالإضافة إلى تشجيع أنفسنا للوصول إلى أفراد آخرين، والهامهم حتى يصبحوا منجزين فاعلين، ففي مبادرة قد تكون الأولى من نوعها وهي: "برنامج الساعدي لتغيير مسارات الحياة"، حيث تأسس هذا البرنامج في عام 2012، بهدف تزويد خبرة عالمية إلى طلاب الجامعات في المملكة المتحدة، الذي على أثره تمت زيارة العديد من الطلاب في كل من جامعتي كوفنتري و وستمنستر البريطانية، حيث طبق البرنامح بجميع مراحله بهدف الإفادة منه، كما قد قدمت جلالة الملكة رانيا العبدالله الدعم في هذا المجال، حيث التقت ب 14 طالبًا وطالبة من جامعة كوفنتري في دورته السادسة من عام 2015، وقد طبق هذا البرنامج في الأردن؛ فهو يهدف بصورة إيجابية وينعكس على حياة الشباب الأردني، ويسعى أيضًا إلى تعزيز التواصل المستمر بين الشباب وبناء جسور من التفاهم والتناغم بينهم، كما يهدف البرنامج إلى دعم المدارس الأقل حظًا في الأردن.

إنّ مسارات الحياة المختلفة وهي السلوكيات التي نقوم بها أو ما اعتدنا القيام به، والنقطة التي تجمع هذه المسارات باختلافها هي نحن؛ فنحن من يقرر أيها سنخوض وأيها سنتجاوز، فالبشرية اليوم تمر في مرحلة تدهور فكري وخواء عميق، فالتعلم الصحيح الذي يتبعه الاكتشاف ثم الابتكار هو من ينتج المعرفة، أما السكون والخوف من المجهول لا يقدم إلا التراجع والجهل. قال الله تعالى في محكم آياته: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) صدق الله العظيم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :