رؤيا البسام
تقول إحدى الأساطير اليونانية القديمة إن الإله برثموس كان مكلفا من قبل كبير الآلهة زيوس بصناعة الذكور من الطين، ثم تحويلهم إلى كائنات حية, في إحدى المرات غضب زيوس من برثموس لأنه سرق نارا من الجنة، فقرر أن يخلق جنساً آخر مضاداً للذكور، فخلق امرأة جميلة واسماها باندورا ثم أعطاها صندوقا محكم الإغلاق مليئا بالشرور وأمرها بألا تفتحه أبدا، ولكن الفضول دفع الجميلة باندورا إلى معرفة ما في داخل هذا الصندوق فقررت أن تفتحه، وعندما فتحته خرجت جميع الشرور والأمراض وانسابت من هذا الصندوق لتتسلط على بني البشر وكل العالم.
ولم يبق في الوعاء غير الأمل فكانت بذلك سبباً في تبديد الخير وانتشار جميع الآثام والشرور ....
إن ما يحدث من اقتتال فلسطيني/فلسطيني وعراقي عراقي وأخيرا جند الإسلام في البارد والإعلان الأخير عن تشكيل مجموعة جهادية في عين الحلوة يشكل مأساة وطنية ومدمرة لكل البلاد العربية بلا استثناء فإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه فأنه سيتحول إلى عملية انتحار لان صندوق باندورا العربي أوشك على أن يفتح فقد كسر قفله الأول ولم يتبق من فتح باب هذا الصندوق إلا القليل.
بعد أن فتحوا صندوق باندورا في سبعينيات القرن الماضي بلبنان وفتحوه في العراق هل ينون فتحه مجددا في لبنان وفي فلسطين أو في غزة؟ مجرد سؤال بريء جدا جدا جدا.
royaalbassam@yahoo.com