facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المخابرات المصرية كشفت قبل غيرها ثورة العراق


أ.د. سعد ابو دية
18-11-2009 02:32 AM

الملحق العسكري المصري في بغداد وعمان اول من عرف عن ثورة 14 تموز

كشفت الوثائق العراقية عن رواية هامة جداً للملحق العسكري المصري في بغداد جمال حماد إذ كتب خطياً في عام 1971 روايته عن دور مصر الحقيقي في ثورة 14 تموز

كتب جمال أنه تعين ملحقاً عسكرياً لمصر في سورية ولبنان والأردن والعراق في أيلول 1952م بعد نجاح ثورة 23/يوليو 1952م ودوره البارز فيها. .
كان جمال حذراً في العراق ويخاف من نوري السعيد وزير الدفاع لأنه يعرف ميوله نحو الانجليز. كان يعتقد أن الضباط الكبار ضالعين مع نوري السعيد ومع الانجليز ولكن تبين له أن ميول بعضهم عربية قومية.

أول اتصال مصري كان مع إسماعيل
التقى جمال أثناء زيارته لوزارة الدفاع مع المقدم الركن إسماعيل العارف في شعبة العمليات ومديرها فيما بعد وسكرتير رئيس الأركان لاحقاً. كان جمال معجباً كثيراً بشخصية (رفيق عارف) رئيس الأركان وثقافته ولياقته ودماثته وبخاصة أنه لمس أن (رفيق) شديد الرغبة في التعاون مع مصر عكس وزير الدفاع .
ملاحظة: يذكر القراء ان رفيق هو الذي خذل جلالة الملك حسين عندما اطلعه الملك على مؤامرة ثورة 14 تموز 1958

لاحظ جمال أن (إسماعيل) له ميول ثورية وأن مشاعره حقيقية واستغرب جمال كيف أن ضابطاً في هذا المركز الحساس يتحلى بهذه الروح الثورية.


إسماعيل يطرق باب جمال ليلا
وفي يوم من أيلول 1953 دعي (جمال) لحضور مناورة الفرقة الثانية في منطقة راوندوز شمال العراق. سافر جمال بالقطار إلى الشمال وفي منتصف الليل سمع طرقاً خفيفاً على الباب وفتح الباب فوجد إسماعيل بملابس النوم (البيجاما) وقال له إنه انتهز هذه الفرصة حتى يكلمه وأن لا أحداً يعرف عن هذا اللقاء سوى (اثنان) المقدم عبد السلام عارف والرائد رفعت الحاج سري.
اسماعيل يطلب مساعدة مصر
تذمر إسماعيل من الوضع وانتقد النظام بشدة وأنه يريد أن يعرف ماذا يمكن أن تقدم مصر إذا قامت ثورة وسأله عن تنظيم الضباط الأحرار في مصر وكيف نشأ واستمر وكيف حدثت الثورة وهنا أخبره إسماعيل أن هناك نخبة من الضباط الأحرار في العراق يسيرون على هذا المنهج لقد خاف جمال على إسماعيل إذ تذكر أن هناك أربعة ضباط أعدموا عام 1941م وطلب منه مراعاة السرية ولم يطلب منه أسماء زملائه الاثنين لأن إسماعيل قدم له الزميلين في المناوارة وعرف أنهما المقصودان. طلب منه الحذر لأنه إذا ذهبت هذه الدفعة من الضباط لن يظهر غيرها قبل (50) عاماً وأن ثورة يوليو في مصر جاءت بعد (70) عاماً من ثورة عرابي.
جمال عبد الناصر يطلع على نشاط الضباط

لم يخبر جمال أحداً عن هذا الموضوع وذهب إلى مصر وتحدث مع جمال عبد الناصر نفسه هنا سأله جمال هل الموضوع حقيقي أم (مقلب) مدبر من نوري السعيد لتوريط مصر.
بعد ان تأكدالرئيس جمال من جدية الضباط العراقيين طلب من الملحق جمال أن يخبر الضباط العراقيين أن مصر تدعمهم تماماً ولن تتدخل في نشاطاتهم أو تنظيمهم ولم يطلب جمال أسماء الضباط.


مصر تعين ملحقاً عسكرياً لبغداد
عينت مصر كمال الحناوي ملحقاً عسكرياً خاصاً بالعراق وتم تكليفه بواجب الاتصال وطلب جمال عبد الناصر من جمال حماد أن يقطع علاقاته مع الضباط الأحرار في العراق لأن الصداقة التي نشأت لا يمكن إخفائها. لقد صادق جمال الملك نفسه وولي العهد الأمير عبد الإله وكان الاثنان يدعيانه وحاول عبد الإله استمالة الملحق ومصر وإبعاد مصر عن السعودية. وبالنسبة للملحق العسكري حاول أن يقيم علاقات أكثر مع الملك ويهدف إلى إقامة جسر من الصداقة بين مصر وبين الملك. كان الملك متجاوباً ولكن ليس صاحب قرار إذ أن تأثير الأمير عبد الإله كان واضحاً جداً إذ أن الملحق العسكري عندما كان يطلب منه طلبات يقول له (سوف أعرض الأمر على خالي يقصد الأمير عبد الإله).
وأنهى جمال روايته الطويلة وأنه كان أول عربي غير عراقي سمع عن الاستعدادات للثورة منذ عام 1953 م وأنه كتم سرها طوال الأعوام ولم يبلغ أحداً غير جمال عبد الناصر فقط. وأن إحساسه كان صادقاً تجاه إسماعيل عارف وزميليه عبد السلام عارف ورفعت الحاج سري.


إسماعيل عارف يروي ما جرى من جهته
كتب العميد الركن (الوزير) لاحقاً إسماعيل عارف روايته كاملة في كتاب أسرار ثورة 14 تموز ... وتأسيس الجمهورية في العراق و كتب رسالة خطية وجهها إلى العميد خليل إبراهيم حسين مساعد مدير الاستخبارات عن اتصالاته مع مصر... لم يتح لي الإطلاع على هذه الرسالة بعد ولكن رواية إسماعيل في الكتاب تختلف قليلاً عن رواية جمال حماد إذ أن إسماعيل كتب أن جمال هو الذي اتصل بهم وسألهم هل هناك أمل أن تقوم ثورة في العراق لاسقاط النظام الملكي وهل هناك محاولة لخلق تنظيم ضباط أحرار. تريث إسماعيل في الإجابة ثم أجاب بعد مشاورة زملائه وذكر لجمال أن الشعور الوطني المتأجج قد بلغ مداه وأن الجيش متأثر بذلك وأن الوضع لا يمكن أن يبقى هكذا في العراق.

وفي يوم شاهد جمال حماد العميد الركن نجيب الربيعي وقال لإسماعيل (هذا الرجل زي الرجل بتاعنا) يقصد أن العميد نجيب يشبه اللواء محمد نجيب وهذا إيحاء فيه ذكاء من طرف جمال، لقد وعد جمال العراقيين بدعم مصر لأي عمل يقدم به الجيش العراقي.
دخل عبد الكريم قاسم على الخط
أخذ حماس الضباط العراقيين يتزايد للقيام بالثورة وينتظرون المناسبة وكان بعضهم يزود (محمد كبول) سكرتير السفارة السورية ويطلعوا السفارة السورية على ما يجري من خطط أميركية لقلب الحكومة السورية بمساعدة العراق.
وفي يوم جاءت فرصة إجراء تمرين يوم 21/10/1956م وتقرر أن يضرب اللواء الذي يقوده عبد الكريم قاسم المنصة في منطقة التمرين.
لقد اطلع رفعت الحاج سري اللواء نجيب الربيعي الذي يقود وحدات الجيش العراقي وهو الرئيس الفعلي والقوي للحركة.


كان رفعت الحاج سري ينسق مع إسماعيل عارف سكرتير (رئيس أركان الجيش من أجل إتمام التمرين).
وفي الوقت نفسه كان رفعت سري يقوم بمفاوضات طويلة مع عبد الكريم قاسم الذي كان يبحث عن دور وبخاصة أن نجيب يعرف أن عبد الكريم قاسم قادر على التنفيذ وأنه ضابط كفؤ.
الحكومة والانجليز في شك
جاء جميل المدفعي (رئيس وزراء سابق) وخال رفعت سري وأبلغه أن النظام غاضب منه بسبب نشاطه المعادي وأنه سوف يندم مستقبلاً وأنه قد ينقل خارج بغداد.
واجتمع عبد الكريم قاسم مع رفعت سري وأبلغه أنهم قد يلغون التمرين ولكن وجود عبد الكريم قاسم في التمرين سبب من أسباب ثقة الحكومة فهم يثقون في عبد الكريم، وقال عبد الكريم أن معاون الملحق العسكري البريطاني وزوجته زاروا معسكر اللواء في المنصور .. وافتخر عبد الكريم بأنه موه عليه وخدعه ولم يحصل على شيء واستغل عبد الكريم هذه الحادثة وأن الحكومة قد تكون في الصورة وأن وجوده ضروري حتى تنجح الثورة ولا بد أن يحصل على منصب.
لقد كان عبد الكريم قاسم يريد قصف المنصة ومن المقرر أن يكون عليها الملك وولي العهد ونوري السعيد والمارشال مونتجمري وحتى هذه اللحظات كان المدبرون العميد عبد الكريم قاسم والعقيد إسماعيل عارف والمقدم رفعت الحاج سري والمقدم صالح السامرائي، تسربت الأخبار ووصلت إلى نوري السعيد نفسه ونقل صالح إلى عمان ملحقاً عسكرياً وبعدها بشهر غادر إسماعيل عارف إلى واشنطن ونقل رفعت الحاج سري أيضاً.



عبد الكريم يصول وحده
ظل عبد الكريم قاسم يحاول وفي مرة في مطلع عام 1958م حاول قصف المنصة لولا أن تدارك الأمر نجيب الربيعي وجلس بالقرب منها حتى لا يتم القصف.
وفي وقت لاحق نقل الربيعي سفيراً إلى السعودية وأصبح الطريق خالياً أمام عبد الكريم وسوف يأخذ ما يريد من مناصب.


ملاحظة : حدثني وكتب المرحوم ضياء الدين الرفاعي وكان في السفارة الأردني في جدة كيف كان الربيعي متكتماً في جدة على كل شيء





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :