عمون - مشيغن - وليم سلايطة - تمثال الحرية، يوم الاستقلال، اليوم بعد الغد، وكادزيلا هي افلام اميركية معدودة للمخرج الاميركي من اصل الماني رولاند اميرتش صورت مشاهد مثيرة لنهاية العالم، لكنها تختلف كلية عن فلم نهاية العالم الجديد الذي اخرجه اميرتش ويعرض على مدار الساعة في معظم صالات السينما الاميركية. على مايبدو ان 2012 هو من اكثر الافلام الاميركية الجديدة ازدحاما بممثلين مميزين منهم تاندي نيوتن، جان كوساك، اماندا بيت، وودي هارلسون، مورغان للي، سيويتيل ايوفور، داني كلوفر و اوليفر بلات. اسند اليهم المخرج المميز "اميرتش" ادوارا مميزة ربما لانهم كملايين البشر حول العالم يؤمنون حقيقة بنبوءة "المايان" بان العالم سينتهي في ديسمبر 21 عام 2012.

يبدأ الفلم في بداية العام 2009 بعد ان يكتشف العالم الجيولوجي الاميركي تشيوتيل اثناء زيارة عملية له للهند وبعد لقاء مع زميله الجيولوجي الهندي " كاتشيل" ان باطن الارض سيبدأ بالذوبان، مؤكدا الرؤية التارخية لنبوءة مانوية "نسبة الى شعب مانو" ستتحقق وان العالم كما عرفناه سينتهي في الحادي والعشرين من ديسمبر عام الفين واثني عشر.

تبدأ احداث الفلم بعد ان يعود تشيوتيل الى الولايات المتحدة على عجل ويطلب مقابلة مستشار الرئيس الاميركي ولسون "داني كلوفر" المنشغل في حفل استقبال لدعم مشروع خيري.

اسند المخرج دورا رئيسيا للممثل القدير جان كوساك، وهو دور المؤلف الروائي "جاكسون كيرتس" الذي كان تنبأ بنهاية العالم في احد مؤلفاته وهو منفصل عن زوجته اماندا كيتس التي هي على علاقة مع جراح التجميل ادريان هرمسلي الذي يوفر عناية ورعاية فائقة لولديها اكثر من رعاية والدهما الحقيقي كوساك المنشغل في تفاصيل عمله اليومي، وهذا ما كان السبب لانفصاله عن زوجته. وبالرغم من مشاغله العملية المتعددة فان كوساك يجد الوقت الكافي لاصطحاب ولديه في رحلة نهاية الاسبوع الى حديقة "بلو ستون" المشهورة في لوس انجلوس، وهناك يلتقي صدفة بالمهووس المتمرد على النظام الاميركي تشارلس فروست "وودي هارلسون" صاحب نظرية المؤامرة الذي يعرف تفاصيل خطة الحكومة بتدمير البشرية، ويقوم باعلام مستمعيه عبر محطة اذاعية استحدثها داخل "عربة" سيارة وضعها على اطراف الحديقة يعلم مستمعيه خطوة خطوة عن تفاصيل المؤامرة التي ستنهي العالم.

يعود جاكسون مسرعا الى بيته بصحبة ولديه بعد ان تأكد من اقتراب ساعة الصفر وتبدو غرابة المشهد وفضاعته حين يقود كوساك اللومازين في وسط شوارع لوس انجلوس التي تبدأ بالتصدع وتنهار الناطحات والبنايات العملاقة بعد ان ضربتها هزة ارضية قوتها 10.5 تتطاير اثناءها البنايات وسكك الحديد والمطارات وتتحول المدينة باكملها الى كومة من الركام.

يظهر مستشار الرئيس الاميركي "الفر بلات" منهمكا باجراءات سرية محكمة يختار خلالها من سيقود الحضارة الانسانية الجديدة بعد الحادي والعشرين من ديسمبر عام 2012 وهو يحتفظ بلائحة سرية تضم اسماء اولئك المحظوظين الذين سيدخلون المركب التكنولوجي الذي تم بناؤه على غرار سفينة نوح. ويبدو ان اصعب اللحظات هي اختيار مزيد من المسؤولين من عسكريين وسياسيين واصحاب رؤوس اموال فيما يحاور الرئيس الاميركي ولسون مستشاريه في البيت الابيض، وامامه عبر شاشات الساتيلايت يتحدث مباشرة مع زعماء العالم يضعون سوية اللمسات الاخيرة لاجراءات انقاذ انفسهم وحاشياتهم.

تعم الفوضى ويتابع المواطنون حول العالم مايجري منتظرين مصيرهم المجهول. وتظهر صور للمصلين الخاشعين في مكة وغيرهم ساجدين في الشوارع جماعات وافرادا. وداخل كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان يظهر التصدع جليا في السقف داخل الكنيسة التي تنهار قبتها على رؤوس المصلين فيها. وعلى مدى اكثر من ساعتين ونصف تتتابع المشاهد المرعبة والمدمرة للزلازل والسونامي والبراكين الهائجة والعنيفة التي تمسح من الوجود مدن لوس انجلوس ولاس فيغاس وواشنطن دي سي ومدنا اخرى في اميركا الجنوبية وغيرها حول العالم كلها تحولت الى خراب. يقف الاميركي المهووس المتمرد وودي هاريسون يتابع بثه الاذاعي متواصلا مع مستمعيه وهذه المرة من على قمة جبل مجاور للحديقة، يستقبل هو نفسه نهاية العالم بفرح ونشوة كبيرتين .

طقوس هوليوودية مرعبة تتخللها مساحات وفيرة من التسلية والمتعة عودنا عليها المخرج "اميرتش" الذي على مايبدو انه يؤمن بقرب نهاية العالم وهو يضع الملايين حول العالم ممن يؤمنون وينتظرون اقتراب الموعد المحدد في الحادي والعشرين من ديسمبر عام 2012 ، يضعهم في الصورة المأساوية للحدث المنتظر.
Williams@myacc.org