facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التعبئة الملكيّة


علاء مصلح الكايد
29-12-2019 12:19 PM

بعفويّة الأب ، خاطب جلالة الملك أبناءه وبناته من جامعة اليرموك داعياً لكسر الحواجز والقيود وخوض معترك السياسة .

ولم تكن المرة الأولى التي يخاطب فيها جلالة الملك الشباب والشابات بهذه الجرعة من التشجيع ، وفي كلّ مرّة يدفع جلالته إلى المزيد من الجرأة المسؤولة في التعبير والمطالبة بالمزيد من الإصلاح والضَّغط في سبيلها .

هو خطابٌ سياسيّ أقرب إلى التّعبئة العسكريّة من القائد إلى جنوده على مشارف ساحات القتال ، من القلب إلى القلب ، بلا حواجز أو حُجّاب ، خطابٌ يعجز زعيمٌ أن يلقيه بهذه الصّورة المباشرة النقيّة ، خطابٌ يجب وأن يُقرأ مع سلسلة المعارك التي تكلّلت بالنجاح خلال هذا العام إبتداءً من اللّاآت الثّلاث مروراً بإستعادة الباقورة والغمر وليس إنتهاء بتحرير اللّبدي ومرعي ، خطابٌ يثبت أنّنا لا نعرف المستحيل .

وأمام التكلّس الذي عانته الساحة السياسيّة بفعل فاعلين رغم كلّ محاولات تهيئتها للتّغيير المنشود ، ومع تعالي الأصوات التنظيريّة لبعض قوى الشدّ العكسيّ التي يتوجّب عليها وأن تخلي الساحة لحساب الجماهير الشّاكية منها ، يحضر التّحفيز الملكيّ بنبرة أقوى ودفعة أكبر إلى مضمار العمل وصنع التّغيير ، مُطَمئناً حملة الآمال أَنّي معكم وهذه إرادتي ، وألّا تَخشوا في الحقِّ لومة لائم ، مُطمئِنّاً كقائدٍ أعلى وإبنٍ للحسين حَامِلَيّ لواء الكرامة أنّ جنده الأوفياء من أبناء وأحفاد أبطالها على يمينه ، على العهد والوعد .

ففي القانون ، هناك قاعدة مأخوذة من الفقه الإسلاميّ تقول بأن " الدَّين مطلوبٌ لا محمول " ، أي أنّ الدائن مُطالبٌ بالسّعي لتحصيل دينه رغم أنه حقّ ، وفي سياق تلك القاعدة جاء الصّوت الملكيّ مدوّياً لـ" خطوة تنظيم " ورصِّ الصُّفوف والسّير إلى الأمام لتحصيل الحقوق وتولّي زمام المسؤوليّة كلٌّ من موقعه ، فما نَيلُ المطالب بالتّمنّي .

وما من بوّابة أوسع من السّياسة نحو التّغيير ، وهذه الطّاقات الخلّاقة الكامنة لدى شبابٍ مُجَهَّزٍ للعمل السّياسيّ هي مدعاة الأمل ومحلُّ الرِّهان ، فالأجداد والآباء قد عايشوا إمّا هجراتٍ قسرية أو أحداثاً داخلية أو شهدوا معركة كرامة الأمّة ، وما نحن جميعاً إلّا شهودٌ على محيطٍ عصفت وستعصف الأيّام بأركانه إلى يوم يُبعثون ، لذا ؛ فنحن أكثر الشّعوب وعياً لأثر السّياسة وتاريخها على صناعة الحاضر والمستقبل ، بل أنّنا صدّرنا الأمن إلى أصقاع العالم وبنينا منظومة دبلوماسيّة عجز كثيرون عن فكّ لغزها ، ونجونا في محيطٍ لا تفارق النّار أوصاله ، ولدينا في كلّ ركنٍ صديق ، أي أنّنا سياسيّون محنّكون بالطبيعة والفطرة .

ودون مقدّماتٍ أو مُحسِّناتٍ بديعيّةٍ تفتح أبواب التّأويل ، كان التوجيه الملكيّ واضحاً بإستنهاضه روح الشباب الرّشيقة في القفز فوق الحواجز التقليديّة والمطبّات الصّناعيّة التي أرستها التكلّسات البيروقراطيّة والنظرة الفوبيائيّة المُغرضة للأحزاب ، وهي رسالة إلى المؤسّسات جميعها بفتح الطّريق أمام طاقات الشباب التي يزخر بها الوطن ويفخر فيها القائد .

دقائق معدودة إختزلت فيها الكلمات الملكيّة المطلوب لتمتين الجبهة الدّاخليّة ومواصلة السّعي نحو الإصلاح بوتيرة أعلى ، ورسالة واضحة بإستحداث قوىً حزبيّة شبابيّة لا تهاب ما يقابلها بل تناضل بغية الوصول إلى غايتها ، بسواعد قادرةٍ على النّهوض والإنتاج ،وبسلاح الفكر الغنيّ الفاعل والمؤثِّر .

من واجبنا أن نعاين مضامين خطاب الملك بشفافيته وإنفتاحه كقطعة واحدة ، أساسها الإيمان بالوطن وبإرادة الإصلاح ، والتيقّن بأنّ سحب البساط من تحت أرجل قوىً سيطرت على مفاصل في السلطة وحتّى المعارضة مكلفٌ ، وأنّ لكلّ إنتصارٍ ضريبةٌ ملؤها التّشكيك والسّعي إلى نخر العقيدة ، وأنّ التّكاتف والعمل والتعاطي مع الشّأن العامّ بوعيٍ ومسؤوليّةٍ إيجابيّةٍ مسارٌ إجباريّ يحتاج رجالاً وأخواتٌ للرّجال .

وقف الملك ليتحدث بلسان حالٍ يحمل إيعازاً لشبابه " إلى الأمام سِر " .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :