facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الرحى" .. في الطريق الى صحراء باير


19-12-2009 12:11 PM

أودع"الحرة"-بفتح الحاء,وتشديد الراء-حيث تستلقي البادية الشمالية الشرقية,على رقعة من البازلت الأسود المعتم,تحرسها قمم البراكين ذات الوقار,والصمت الذي يخفي الكثير من الأسرار,والمجهول!.

ان كل من يزعم أن بمقدوره فك شيفرة الصحراء,أو قراءة حروف ومفردات أسرارها فهو واهم,لأن ثمة ستارة من الغموض ستبقى مسدلة على كامل المشهد بعد أن توقف هيجان البراكين التي"تقيأت"أفواهها حمم باطن الأرض قبل ملايين السنين!.

أودع"الحرة"لأستودع أهلها,وأبلهم,وكل قطعة بازلت أسود فيها,وكل حجر"نقريش",وحبة رمل,أو غصن غار تمايل مزهوا في قاع وادي "راجل"الحزين,وكل جناح لطائر اتخذ له مسكنا هناك...أودع كل نقش "صفوي",كل أفعى,وعقرب,أو ذئب كان يوقظ الصحراء بعوائه كي يسامرها,والغدران,والأكمات,والخشع,والقيعان,وأودع كل ضب,أو "ورل"صادفته في وادي"اخضري",أو في واديي"سلمى"و"الجثوم",وكل نجم سطع في سمائها,كنت قد خلته حبة عنب يسهل قطفها لشدة قربه من مرمى البصر كما أوحى لي في تلك الليالي الباردة التي "مرحت" فيها هناك.
أستودع الله كل ما ذكرت,وأستودعه أيضا ما سقط من الذاكرة المتعبة حد "الزهيمر"!!.
أستودعهم لله,وأنا أخرج منها حزينا,منكسر القلب,فلحظات الاغتراب عنها ثقيلة على الروح المتيمة في كل ذلك السواد البهي!.

لقد صار لزاما علي عبور صحراء البادية الجنوبية الشرقية مرورا بالوسطى بعد أن قمت بالسلام على كل من"الضاحك"و"الهزيم" وأنا في طريقي نحو صحراء"باير",وقبل الوصول الى أطرافها,وعندما تلفظ الطريق أنفاسها معلنة استسلامها لعناد المتيم بالبيداء,تظهر الى يسار الطريق سلسلة من الجبال عددها ثلاثة,لذلك أطلق عليها البدوي اللماح أسم"الثليثوات",وهي عبارة عن قمم كان يغمرها بحر"تيثس"الذي كان بين مد وجزر الى أن انحسر مخلفا البحر الأبيض المتوسط قبل ملايين كثيرة من السنين.

ان"الثليثوات"تسحر,وتخطف بصر وقلب العابر مما دعاني ان انعطف يسارا نحوها,لكن المفاجأة,والتي لم تكن تبعد كثيرا عن تلك السلسلة الجبلية فكانت هذه التي تشاهدون انها"الرحى",وقد سميت كذلك لأن صخرة ضخمة تشبه الى حد كبير حجر الرحى تظهر فوق تلة عريت بفعل عوامل الطبيعة من الأطراف,فظهرت وكأنها نبتة فطر ضخمة سكنت على سطح تلك الصحراء.
ان المنطقة التي تقف عليها تلة الرحى سميت ب"الهادي".

وبعد,
فان عظمة ذلك الموقع راحت تدعوني للتسلق,واعتلاء "الرحى",هي ليست دعوة بقدر ما تحولت الى حلم,فهل سيتحقق؟
أجل ان ما زال في العمر بقية!.

"جهاد جبارة"
jihadjbara@saheelnews>com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :