facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خونة الأوطان كيف يخلصون!


19-12-2009 12:48 PM

حينما ينتهي اعتقاد الإنسان بأن الوطن هو المطلب الأهم في حياته ليقرر بعدها ما يريد وما لا يريد أو أن يزرع فيه ما يريد أو يقتلع من أرضه الأشواك التي لا نريد ، تتجلى حينها القيمة الحقيقية لأن تكون مواطنا صالحا ذا قيمة وقيم ، تمتلك نهجا سويا لتدافع فيه عن قيمتك كإنسان حرّ ، وعن وطنك كأرض لا تقبل القسمة على أكثر من واحد .

الفرق بين الوطنيين والفاسدين هو أن الوطنيين يضحّون بأنفسهم من أجل أن يبقى الوطن عزيزا مرعيا بحمى الله . في المقابل فإن الفاسدين يضحون بالوطن من أجل أنفسهم ومصالحهم ، لأنهم باختصار يرون أن الوطن ببساطة ليس أكثر من فندق يقيمون فيه الفترة التي يحتاجونها ، وموسما للتنزيلات يستغلونه لتعبئة عرباتهم وبورصة يستثمرون أموالهم فيها ، وفي نهاية الطريق لا يضيرهم أخذ تذكرة السفر على أي خطوط طيران يرغبون بها أو بلاد تقبل هي بهم .
لا لتقصيرهم ترفضهم بلاد الجواسيس ولكن لأن الجاسوس الخائن لبلده لا تقبل به الدولة المتجسسة الحرّة ، فمن يسهل عليه خيانة وطنه وبلاده وشعبه فهو غير مؤتمن يسهل عليه تكرار الخيانة في أي مكان وزمان ، ومن يبع ضميره وتاريخه ووجود شعبه وأمته وقضيته وهو يعلم بأن الموت هو الشيء الوحيد المضمون مئة في المئة في هذه الدنيا .

عندما شمر الطبيب " تشي غيفارا الأرجنتيني " عن ذراعيه وحسر عن رأسه غمامة القطرية ، واعتمر قبعة الأممية ، تراه كيف كان يفكر ، وهو واحد من كوكبة ، قادوا الثورة في كوبا وكان الملهم لقائد الثورة فيدل كاسترو ، وهو المستشار السياسي والعسكري معا ، وكانت خطته في الهبوط على " هافانا " من أعالي الجبال ، هي السبب في إلقاء القبض على العاصمة ، وتحريرها من النظام الدكتاتوري المدعوم من واشنطن ، ونظرا لإخلاصه ، ووطنيته الكوبية تم منحه الجنسية الكوبية بناء على قانون خاص ، ثم أصبح وزيرا وسفيرا لكوبا في الأمم المتحدة ، ثم ماذا ؟

عندما انتهت مهمته ورأى أن رجولته وكرامته تستدعي أن يقف مع صواب الأمور وتصويبها ، رحل عن هافانا ، التي تطارحا معا الغرام السياسي على فراشها ، ولم يفكر أن يستولد أزمة سياسية جديدة تخدم أهداف " الإمبريالية الغربية " لبلد أحس بوجوده بعد شق الأنفس ، وسيول الدماء الوطنية ، وجماجم الفلاحين والرعاة .

رحل "دكتور تشي " ليختفي عن الرادار الرسمي الكوبي ، بعد أن كان الأزعم في كتيبة الثلاثمائة رجل الذين انتصروا ضد " باتيستا " المرعب ، ولم يصر على أن حقه السياسي متساو مع ضعفاء وفقراء و قادة كوبا ، ولم يتناسى إن له وطنا حان الوقت ليصوب الخطأ التاريخي بل الخطيئة التي ارتكبت بحقه ، سلبوه همج لقطاء سياسة وفكر وعاثوا به وبأهله تنكيلا وتهجيرا وساموهم أسوأ العذاب .

بعد رحيله عن "هافانا " العاصمة السياسية والوطن البديل ، أرسل الدكتور غيفارا الى القائد كاسترو برسالة نصها :
" أشعر أني أتممت ما لدي من واجبات تربطني بالثورة الكوبية على أرضها، لهذا أستودعك، وأستودع الرفاق، وأستودع شعبك الذي أصبح شعبي. وأتقدم رسميا باستقالتي من قيادة الحزب، ومن منصبي كوزير، ومن رتبة القائد، ومن جنسيتي الكوبية، فلم يعد يربطني شيء قانوني بكوبا ... إلا أن هناك روابط طبيعة أخرى بيننا لا يمكن القضاء عليها بالأوراق الرسمية "

نقل عن غيفارا ما نصه " أنا لست محررا، المحررون لا وجود لهم، فالشعوب وحدها هي من تحرر نفسها "

إذا ماذا لو كان إرنستو تشي غيفارا في بلاد العرب ، كم وطنا سيشتري وكم وطنا سيبيع ؟ ، من هنا فللناظر أن يتمعن جيدا ، فالوطنية لا يشترط لها أن تكون متربعا على طاولة الاجتماعات ويدك في جيوب الآخرين ، بل يمكن للوطنية أن تولد في سجن ، كما ولد "حابس المجالي " ويمكن أن تولد في الغربة كما ولد " الشهيد الحي وصفي التل " وتولد حتى لو أخرجت من تحت "انفجار المزار " كما أخرج الشهيد هزاع المجالي ، أو تولد من رأس رجل لا يملك سوى عقل وإيمان ولسان وأذنان ، كالشهيد الشيخ أحمد ياسين الذي كان أمة في جسد لا يقوى على الحركة ، لم تقتل " انتفاضته " أعتى الأسلحة الصهيونية ، ولا خيانة الخائنين .

في المقابل فإن الخيانة لا يشترط فيها أن تكون بعيدا عن تراب وطنك وقراءة قيّم مجتمعك ، ورؤية حسرات شعبك ...

فهل يقرأ المتخمة بطونهم على موائد الحفلة الرسمية .. ان أجمل وأغلى وأقدس الأوطان هو وطن اغتصبه العدو ، حتى وإن استبدلته بمئات الأوطان ستبقى نكرة إلا أن تعلن أن فلسطين هي وطننا جميعا ، لا نستبدلها بإرضاءات سياسية ، ولا بأموال " أممية " ولا بمكاتب لوكالات عالمية ، تمدنا بالأنباء ، وتمد كيان إسرائيل بالأبناء..

Royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :