facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل خرج الجميع رابحًا حتى قاسم سليماني نفسه؟


د. حسين البناء
09-01-2020 10:24 AM

بدايةً، من الإجحاف مقارنة القدرات الأمريكية المتفوقة في المجالات السياسية والاقتصادية و العسكرية والتقنية مع أية دولة أخرى في العالم، ومن هنا لا ينبغي توقع سلوك إيراني يخرج عن إطار هذه الحقيقة، ولا ينبغي توقع رد فعل أمريكي يقل عن ما ارتكبته (يوم ضربت المدن اليابانية بالقنابل النووية) في حال أقدمت إيران على فعل يتجاوز الخطوط الحمراء المعروفة للجميع (مثل واقعة بيرل هاربور مثلا). الأهم من ذلك أنه لا ينبغي لنا انتظار قصف طهران بقنبلة نووية أمريكية حتى نتأكد من حالة العداء مابين الأمريكيين و إيران؛ فخسارة نظام الشاه لصالح نظام الثورة كانت أكبر انتكاسة للمشروع المتصهين على الإطلاق.

يمكن لنا رؤية الأزمة الأخيرة وكأن الجميع خرج منها رابحًا حتى قاسم سليماني نفسه و في قبره! نعم، ليس هذا من باب المبالغة؛ فالجميع ربح برغم الخسارة التي وقعت، وذلك كما هو آتٍي:

(1) ترامب: الرئيس الأمريكي يواجه تهما رصينة بتقويض الأمن القومي بعد قضية طلبه لمعلومات عن ابن منافسه في الانتخابات الأخيرة، وعليه تم فتح التحقيقات على أمل عزله، والديمقراطيون مع بعض الجمهوريين حتى باتوا على شك من أهلية هذا الرئيس في قيادة البيت الأبيض برغم ثبات نهج الدولة العميقة في واشنطن إزاء الثوابت الأمريكية المستقرة. في الحقيقة فإن أزمة اغتيال سليماني و رفاقه قد رفعت شعبويات و دعاية ترامب الذي بات يبدو بمظهر الكاوبوي القوي و الجريء القادر على إلحاق الهزيمة بالخصوم، وهذا سيرفع من نسبة التأييد له وقد يساعده في النجاة من العزل.

(2) مجمع الصناعات العسكرية الأمريكي: بات من الواضح بأن مستوى التصعيد في ارتفاع، والتهديدات الإيرانية لدول الخليج صريحة، ولا بد من صفقات تسلح عاجلة ببضع مليارات لدرء التهديد الإيراني، وعليه فإن نشاطا تجاريا عسكريا قد تم تعزيزه ليُدِرّ الأرباح على شركات التصنيع الحربي الأمريكية بشكلٍ خاص. في الحقيقة هذا كسب عظيم للاقتصاد الأمريكي.

(3) النظام الإيراني: بعد الحراك الشعبي المعارض للحكومة و النظام في طهران، وبعد الأزمة الاقتصادية الماحقة هناك، وَجَد النظام ضالته في الأزمة الأخيرة حيث تَوحّد الجميع حول خامنئي استشعارا بالعدوان الخارجي. في الحقيقة إن هذه الأزمة أنقذت النظام الإيراني من مواجهات داخلية مؤرقة.

(4) نتنياهو: بعد فوزه بأغلبية هشة، وبعد تحقيقات بشبهات فساد طالته، بات موقف نتنياهو مضعضعا في الفترة الأخيرة، ولم يُسعِف شعبيته سوى ما قدمه ترامب من عطايا لإسرائيل. في ظل تهديدات طهران بقصف إسرائيل والخليج في حال اندلعت المواجهة، وفي ظل ترقب المنطقة على حافة الحرب، فإن جمهور الإسرائيليين يلتف حول الرجل القوي والجريء واليميني المتطرف، ونتنياهو خير من يمثل ذلك الشخص.

(5) العراق: طالب البرلمان العراقي بسحب القوات الأمريكية بعد الضربة الأخيرة لموكب سليماني، ترامب يطالب بتعويض عن كلفة إنشاء القواعد الأمريكية، لن يدفع العراق ثمن لذلك حيث أنه بالمليارات، الحل قد يتمثل بتعريض الأمريكان لضربات استنزافية تنتهي بخروج مجاني لهم من العراق لتحل مكانه القوات والتنظيمات الموالية لطهران. في ذات الوقت فإن الحراك الشعبي الجارف في العراق قد فقد منطقيته في ظل الأحداث الكبرى التصعيدية.

(6) قاسم سليماني: لو أتاحت الأقدار للقائد سليماني الحياة فربما تم تقديمه يوما ما للمحاكمة أو تم التضحية به في رهانات المنطقة في صفقة ما لتصفية الشهود ذوي اليد الملطخة بالعمليات الإقليمية، لكن اغتياله جعل منه أيقونة الكفاح والشهادة، وسوف تملأ صوره و تماثيله إيران كلها، و سيصبح قبره مزارا للتبرك. هذه النهاية جعلت سليماني ذاته أحد أكبر الرابحين حتى وهو في قبره.

(7) الحرس الثوري: إن إقدام قطاعات الحرس الثوري الإيراني على قصف قواعد عسكرية أمريكية في العراق قد أظهره بالجيش البطل المقدام الذي لا يهاب شيئا، وتم تسويقه بالجيش المسلح جيدا بصواريخ دقيقة و يصعب اعتراضها حتى من أحدث المنظومات الدفاعية، الأمر الذي من شأنه تبرير الدعم والإنفاق الهائل على موازنة الحرس والجيش عموما.

في الحقيقة، برغم حجم الدمار الذي خلفته و ستخلفه الأزمة الأخيرة، إلا أن جميع الأطراف سينتفعون بشكل أو بآخر من ذلك، و سيحاول الجميع تجيير الحدث تجاه مصالحه، وسيكون الخاسر الأكبر هو العراق والخليج، حيث ميدان المعركة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :